crossorigin="anonymous">
24 يونيو , 2023
إن فهم التفاعلات الاجتماعية قدرة بشرية مهمة تعتمد على فك شفرة مختلف البيانات الاجتماعية، كملاحظة لغة الجسد وقراءة تعبيرات الوجه وفهم نوايا الآخرين.
من خلال الخبرة الاجتماعية الكبيرة، يمكن للبالغين فهم السيناريوهات الاجتماعية بسهولة. وعلى النقيض تمامًا، يجب أن يتعلم الأطفال إتقان القدرات الاجتماعية المعقدة، وفهم كيفية تحقيق ذلك الهدف المهم لعلم النفس التنموي وعلم الأعصاب.
يكشف التعاون الأخير بين الباحثين كامي كولدوين من جامعة بانجور وخورخي ألميدا من جامعة كويمبرا في البرتغال عن اختلاف مذهل في الدماغ بين البالغين والأطفال، والذي قد يفسر الاختلافات التنموية في فهم التفاعل الاجتماعي.
تضمنت الدراسة التي نُشرت مؤخرًا في دورية Neuroscience مسح أدمغة الأطفال من سن 6 حتى 12 والبالغين ممن هم فوق 18 عامًا أثناء مشاهدتهم مقاطع فيديو قصيرة لشخصيتين تتفاعلان، حيث قيست استجابات التنشيط في التلم الصدغي العلوي وهي منطقة دماغية تشارك في المعالجة البصرية للتفاعلات الاجتماعية ودمجها مع مقاييس الاتصال بأجزاء أخرى من الدماغ.
فأظهرت النتائج أن عند البالغين يرتبط التنشيط للتفاعلات الاجتماعية بالاتصال بمناطق الدماغ المشاركة في معالجة معلومات الجسم الثابتة والديناميكية، بينما يرتبط لدى الأطفال بالاتصال بمناطق الدماغ التي تشارك في إصدار أحكام اجتماعية أعمق حول الأفكار والمعتقدات الخفية للآخرين.
ويوضح المؤلف الرئيس جون والبرين: “ركزت معظم دراسات علم الأعصاب الاجتماعي السابقة على قياس استجابات الآخرين كأفراد، ولكن في الآونة الأخيرة بات هناك اهتمام متزايد بفهم استجابات أدمغة الآخرين في سياق التفاعلات الاجتماعية. ومع هذا، لا يُعرف حاليًا سوى القليل جدًا عن كيفية تطور هذه الاستجابات أثناء الطفولة”.
وأضاف: “فتشير النتائج إلى أن الأطفال والبالغين يطبقون استراتيجيات مختلفة لفهم التفاعلات الاجتماعية فيعتمد البالغون أكثر على المعلومات التي يمكن ملاحظتها، بينما ينخرط الأطفال -ذوو الخبرة الاجتماعية الأقل- في التفكير المجهد حول ما يفكر فيه الآخرون ويشعرون به أثناء التفاعل”.
وأضاف كامي كولدوين: “تساعدنا النتائج الحالية على فهم كيفية تغير شبكات الدماغ المشاركة في الإدراك الاجتماعي، فمعظم البالغين لا يحتاجون إلى التفكير لفهم التفاعلات الاجتماعية؛ لأنهم يحصلون على فحوى اللقاءات الاجتماعية المعقدة ببساطة من خلال المعلومات التي يمكن ملاحظتها مباشرةً، بينما قد يحتاج الأطفال إلى التفكير في نوايا ومشاعر المتفاعلين لفهم مثل هذه المشاهد الاجتماعية”.
إن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو فهم أفضل لكيفية تطور الدماغ في مرحلة الطفولة، ويقترح المؤلفون بأن يجب بذل جهود مستقبلية لمقارنة الاستجابات المماثلة خلال مرحلتي المراهقة والبلوغ.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: رهام الجهني
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً