التأثير الوهمي للدواء يُبرر أكثر من ثلثي الآثار الضارة للقاح كوفيد-19

التأثير الوهمي للدواء يُبرر أكثر من ثلثي الآثار الضارة للقاح كوفيد-19

1 أبريل , 2022

ترجم بواسطة:

مروة عبد ربه

دقق بواسطة:

أمنية صبري

إن التأثير الوهمي للدواء ظاهرة متعارف عليها تتحسن خلالها صحة الشخص النفسية والجسدية بعد تناول دواء بدون فائدة علاجية، قرص وهمي أو حقنة مليئة بمحلول ملحي على سبيل المثال. بينما الأسس البيولوجية والنفسية والجينية للتأثير الوهمي للدواء لم تكن مفهومة جيداً، تُشير بعض النظريات أن التوقعات هي السبب الرئيسي ويزعم البعض الأخر بأن العوامل غير الواعية المضمنة في علاقة المريض بالطبيب تُخفض مستوى الأعراض تلقائياً. في بعض الأحيان يُمكن أيضاً أن تؤذي التأثيرات الوهمية للدواء، ويحدث ما يُعرف بتأثير “نوسيبو” عندما يُعاني الشخص من آثار جانبية غير مُستحبة بعد تناول علاج لا يحتوي على آثار دوائية. إن نفس قرص الدواء الوهمي يُسبب الغثيان، أو تؤدي تلك الحقنة المملؤة بمحلول ملحي إلى الإجهاد.

الآثار الجانبية الضارة للدواء الوهمي وتخفيف حدة التوتر من لقاح كورونا

في تحليلٍ تلوي الجديد لتجارب لقاح كوفيد-19 العشوائية مقارنةً بالدواء الوهمي، قارن الباحثون معدلات التأثيرات الضارة التي أبلغ عنها المشاركون الذين تلقوا اللقاحات بمعدلات التأثيرات الضارة التي أبلغ عنها أولئك الذين تلقوا حقنة الدواء الوهمي التي لا تحتوي على لقاح. فوجد العلماء أن الكثير ممن تلقوا اللقاح أبلغوا عن تأثيرات ضارة، بينما أبلغ ما يقرب من ثلث متلقي الدواء الوهمي أيضاً عن تأثير ضار واحد على الأقل، وكان الأكثر شيوعاً الصداع والإرهاق. نُشرت هذه النتائج في مجلة جامعة جاما نتورك أوبن.

قالت المؤلفة الرئيسية جوليا و.هاس، الحاصلة على درجة الدكتوراة والباحثة في برنامج دراسات الدواء الوهمي: “إن الآثار الضارة الناتجة بعد العلاج بالدواء الوهمي شائعة في التجارب العشوائية المحكومة”. كما أضافت: “إن جمع الأدلة المنهجية الخاصة باستجابات نوسيبو في اللقاح أمراً هاماً للتلقيح ضد كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، خاصةً أن القلق بسبب الآثار الجانبية بات سبباً في التردد لتلقي اللقاح”.

حللت هاس وزملائها البيانات من 12 تجربة سريرية للقاحات كوفيد-19. تضمنت هذه التجارب تقارير الآثار الضارة من 22578 مُتلقي للدواء الوهمي، و22802 من مُتلقيّ اللقاح. بعد الجرعة الأولى، عانى أكثر من 35 % من مُتلقيّ الدواء الوهمي من تأثيرات ضارة، وأعراض تؤثر على الجسم بأكمله، أكثرها شيوعاً الحمى مع الصداع والإجهاد بنسبة 19.6 و16.7 %، على التوالي. أبلغ 16 % من مُتلقيّ الدواء الوهمي عن تأثير موضعي واحد على الأقل، مثل ألم في مكان الحقن، أو احمراره، أو تورمه.

وبمقارنة النتائج بعد تلقي الجرعة الأولى، عانى 46 % من مُتلقيّ اللقاح من تأثير ضار واحد على الأقل وأبلغ ثُلثي المتلقين عن تاثير موضعي واحد على الأقل. وتُعزى بعض هذه الآثار الضارة للتأثير الوهمي للدواء على الرغم من تلقيهم علاجاً دوائياً فعالاً، أو في هذه الحالة لتأثير نوسيبو، بالإضافة إلى إن العديد من هذه التأثيرات حدثت أيضاً في مجموعة الدواء الوهمي. اقترح تحليل هاس وزملائها أن تأثير نوسيبو يُمثل 76 % من جميع التأثيرات الضارة في مجموعة اللقاح وما يقرب ربع التأثيرات الموضعية المُبلغ عنها.

تأثير نوسيبو

وبعد تلقي الجرعة الثانية، انخفضت التأثيرات الضارة في مجموعة الدواء الوهمي إلى 32 % في حالات التأثير على أنظمة الجسم وإلى 12 % في حالات التأثيرات الموضعية. في المقابل، أبلغ المشاركون الذين تلقوا اللقاح عن المزيد من الآثار الجانبية، حيث أبلغ 61 % عن آثار ضارة بأنظمة الجسم، و73 % عن تأثيرات موضعية ضارة. حسب الباحثون، فإن آثار نوسيبو تُمثل ما يقرب من 52 % من الآثار الجانبية المُبلغ عنها بعد تلقي الجرعة الثانية. بينما لا يمكن تأكيد السبب في هذا الانخفاض النسبي لآثار نوسيبو، اعتقد الباحثون أن ارتفاع معدل التأثيرات الضارة في مجموعة اللقاح ربما أدت بالمشاركين لتوقع المزيد بعد الجرعة الثانية.

قال كبير المؤلفين تيد ج. كابتشوك، مدير البرنامج في دراسات الدواء الوهمي واللقاء العلاجي وأستاذ الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد: “الأعراض غير المحددة مثل الصداع والإجهاد، والتي أظهرنا أنها بالأخص حساسة للنوسيبو، أُدرجت ضمن التفاعلات الضارة الأكثر شيوعاً بعد تلقيح كوفيد-19 في العديد من النشرات الإعلامية”. كما أضاف: “تُشير الأدلة بإن هذا النوع من المعلومات قد يتسبب في إساءة نسب الأشخاص للأحاسيس اليومية الشائعة الموجودة في الخلفية على أنها تنشئ من اللقاح أو تُسبب القلق والهم مما يجعل الأشخاص منتبهين بشدة للشعور الجسدي بشأن التأثيرات الضارة”.

عرَّف كابتشوك وزملاؤه مجموعة كبيرة ومتزايدة من الأدلة والتي تُظهر أن الكشف الكامل عن العلاج بالدواء الوهمي، ما يُسميه ب “دواء وهمي بلا مسمى”، في الواقع يُمكنه تحسين الحالات المزمنة الشائعة دون أي آثار للنوسيبو.

بينما يعتقد بعض الباحثين أن إبلاغ المرضى بالآثار الضارة قد يُسبب ضرراً، يعتقد كابتشوك أنه من الضروري أخلاقياً إبلاغ المشاركين بجميع الآثار الضارة المُحتملة للقاحات.

قال كابتشوك: “إن الطب مبني على الثقة”. كما أضاف: “تقودنا النتائج التي توصلنا إليها إلى اقتراح، أن إعلام الجمهور باستجابات نوسيبو المُحتملة يُمكن أن يُساعد في تقليل المخاوف بشأن تلقيح كوفيد-19، مما قد يقلل التردد من تلقي اللقاح”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: مروة عبدربه أحمد

تويتر: Marwaa03223680

مراجعة وتدقيق: أمنية صبري


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!