تركيبة لقاح جديدة للوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي

تركيبة لقاح جديدة للوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي

10 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

سلمى نور

دقق بواسطة:

إسراء سامي

يُعد الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) والافتقار إلى لقاح مضاد له السببان الرئيسيان لوفاة الأطفال دون خمسة أعوام، وقد توصلت دراسة في برنامج اللقاحات الدقيقة بمستشفى بوسطن للأطفال إلى تركيبة لقاح جديدة حَمَت الفئران حديثة الولادة من العدوى، بل وأثارت استجابات قوية في خلايا مناعية مأخوذة من الأطفال حديثي الولادة في المختبر، وعُرضت النتائج في مجلة nature communications.

يُعد الفيروس المخلوي التنفسي سببًا رئيسيًا لدخول الأطفال المستشفى في الولايات المتحدة ويشكل أيضًا تهديدًا للبالغين، وبينما كانت العديد من اللقاحات في آخر مراحلها بالتجارب السريرية على البالغين لم تكن هناك لقاحات للأطفال منذ الفشل الذريع للّقاح المرشح في عام 1966؛ إذ أن الأجسام المضادة الناجمة عن اللقاح لم تتمكن من معادلة الفيروس بل تسبب اللقاح في تحسس خلايا الدم البيضاء مثل فرط الحساسية من النوع الثاني (Th2) بالشُعب الهوائية للرضع، أدى ذلك إلى ضيق التنفس لديهم مما جعلهم أكثر مرضًا وسبَّب بعض الوفيات.

يقول سايمون فان هارين، الحاصل على الدكتوراه، وعالم المناعة في برنامج اللقاحات الدقيقة والمؤلف الأول للورقة البحثية الجديدة: “توقف تطوير لقاح الأطفال بناءًا على ذلك، مدركًا أن جهاز المناعة لدى الأطفال يختلف عنه لدى البالغين”.

إعادة التفكير في لقاح للفيروس التنفسي المخلوي البشري

قرر فان هارين، وأوفر ليفي الطبيب، والحاصل على الدكتوراه، ويدير برنامج اللقاح الدقيق، والمتعاونون معهم إعادة فتح القضية واستكشاف طرق أخرى يمكن للقاح أن يحفز بها جهاز المناعة لحديثي الولادة دون التسبب في ضرر؛ إذ فحصوا مستقبلات مختلفة على الخلايا المناعية ومزيج مختلف من اللقاحات المساعدة (المكونات المضافة لتقوية الاستجابة المناعية) التي من الممكن أن تحفز هذه المستقبلات، مما يجعل اللقاح أكثر فعالية.

وأفادوا في مجلة علم المناعة Immunology في عام 2016 أن مزيجًا من اثنين من المواد المساعدة المحفزة لمستقبلات TLR7/8 والليستين من النوع C المُحَفّز من الخلايا البلعمية (Mincle) أثاروا استجابات قوية في الخلايا المقدمة للمستضد في الأطفال حديثي الولادة، وهو أمر بالغ الأهمية لبدء الدفاعيات المناعية الخلوية، ورأوا تنشيطًا قويًا لاستجابات الخلايا التائية المساعدة (Th1)؛ إذ أنه من الصعب تحفيز استجابات هذه الخلايا عند الأطفال حديثي الولادة، ولكنها ضرورية للدفاع القوي ضد مسببات الأمراض الفيروسية، بينما لم يحث لقاح الفيروس المخلوي التنفسي الفاشل على استجابة خلايا (Th1).

وبالنسبة للعمل الجديد، تشارك فان هارين، وليفي مع دينيس كريستنس وغابرييل بيدرسن (الحاصليَن على الدكتوراه) في معمل ستاتين سيروم كوبنهاجن الدنمارك لإعداد لقاح جديد للفيروس المخلوي التنفسي يعتمد على البروتين، استخدموا في هذا اللقاح نفس التركيبة المساعدة المُستخدمة في عام 2016، وأطلقوا عليها اسم (CAF-08)، وأُرفِقت مع بروتين الفيروس وعُبئت داخل جزيئات دهنية تسمى الجسيمات شحمية (Liposomes).

اختبر الفريق لقاح CAF-08/RSV أولاً على الخلايا المقدمة للمستضد التي حصلوا عليها من الحبل السري المُتَبَرع به من الأطفال حديثي الولادة بقيادة (هانو ستين) الحاصل على الدكتوراه من جامعة بوسطن للأطفال، وقدم الباحثون لمحة شاملة عن استجابات الخلايا باستخدام بروتينات الفوسفور، مما أدى إلى تحسين إنتاج السيتوكينات (جزيئات لإرسال الإشارات) بواسطة الخلايا التائية المساعدة (Th1) ومؤشرات أخرى لاستجابة مناعية قوية.

يقول فان هارين: “لعبت مجموعة دكتور ستين دورًا أساسيًا في مساعدتنا على تحديد آلية عمل مزيجنا المساعد ولماذا يعمل بشكل جيد مع الأطفال وبكفاءة أقل مع البالغين؛ حيث إنه ينسق المتطلبات الجزيئية للقاح المزود للعمل في وقت مبكر من الحياة”.

اختبروا بعد ذلك لقاح CAF-08/RSV في الفئران حديثة الولادة ووجدوا أنه يوفر الوقاية اللازمة من الفيروس ودون أي ضرر للحيوانات، وأظهرت دراسات أخرى أنه يحث خلايا (Th1 ) وخلايا  CBD+T (مهمة أيضًا في تنشيط الاستجابات المناعة الخلوية والتي تحدد الفيروس المخلوي التنفسي)، بالإضافة إلى معادلتها الأجسام المضادة.

لاحظ فان هارين أن ʺالمكونات غير المرغوب فيها للاستجابة المناعية لم تنشطʺ.

والجدير بالذكرأن تركيبة اللقاح هذه لم تحفز نفس الاستجابات المناعية في خلايا دم البشر البالغين أو الفئران البالغة.

أوضح ليفي كبير الباحثين في الدراسة أن: “هذا المزيج هو الأكثر نشاطًا في الأعمار الصغيرة، ونأمل أن يؤدي هذا المزيج المساعد المُصَمَم ليكون فعالاً في الأعمار الصغيرة إلى التمكن من تلقيح الرضع ليس فقط ضد الفيروس المخلوي التنفسي ولكن أيضًا ضد الأنفلونزا وفيروسات كورونا وغيرهم من أنواع العدوى الخطيرةʺ.

يخطط ليفي وفان هارين الآن لتكرار تركيبة لقاح الفيروس المخلوي التنفسي واختباره في نماذج حيوانية أكثر للوصول إلى الهدف النهائي وهو استخدامه في التجارب السريرية.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: سلمى نور

تويتر: SalmaNo

مراجعة وتدقيق: إسراء سامي


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!