العثور على السعادة عندما لا تسير الحياة كما خططت لها

العثور على السعادة عندما لا تسير الحياة كما خططت لها

30 مايو , 2023

ترجم بواسطة:

هلا فوزي

دقق بواسطة:

زينب محمد

قد تكون موجودة حيث لم تتوقعها أبدًا

النقاط الرئيسية

  • يمكن أن يتضمن فقدان مستقبل متخيل مراحل حزن تستحق أن تؤخذ بجدية.
  • الاستمتاع بالتجارب الإيجابية يمكن أن يساعد الناس على إيجاد المزيد من السعادة في الحياة، خاصةً في الأوقات العصيبة.
  • أظهرت دراسات حديثة أن الأشخاص الذين يفكرون في حياتهم على أنها رحلات تمر عبر مصاعب قد يشعرون بإحساس أكبر بحياة ذات معنى وهدف.

على الرغم من الجهود التي نبذلها، فإن الأحلام التي نريدها لحياتنا لا تتحقق دائمًا. فقد تنهار علاقاتنا وقد لا تتحقق طموحاتنا المهنية أو الأسرية وقد يعيقنا مرض مزمن أو إصابة عن ما يمكننا القيام به.

قد يكون التكيف مع التغييرات الدائمة غير المرغوب فيها أمرًا مربكًا، ففي الفراغ الذي خلّفه الفقدان قد يكون من الصعب تخيل مسار بديل يشبع احتياجاتنا بالطريقة التي يمكن للآخر فعلها، على الرغم من ذلك تشير الأبحاث إلى أننا غالبًا ما نكون أكثر مرونة مما نعتقد وأن السعادة قد تكون ممكنة بطرق لم نتوقعها أبدًا. فيما يلي أربع استراتيجيات يمكن أن تساعدنا في تبني حياة مختلفة عن تلك التي خططنا لها.

١. اسمح لنفسك بالحزن على خسارة الحياة التي أردتها

عادةً عندما نفكر في فاجعة حزينة تكون في سياق وفاة أحد أحبتنا، لكن يمكن أن تسبب خسائر من أنواع مختلفة نفس هذا الحزن، إلا أنه غالبًا لا يُعترف به، وجدت أبحاث حول الحزن المهمش أنه عندما لا يتم الاعتراف بالحزن على أنه وجيه أو منطقي في موقف معين فإن أولئك الذين يعانون قد يكونون أقل عرضة لتلقي الدعم مما قد يضر بصحتهم العقلية، لذا  كخطوة أولى يمكن أن تساهم بشكل كبير هي إدراك أن تجربة ما هي خسارة مؤلمة تستحق التعاطف.

٢. تجنب تمجيد حياة الآخرين

تميل التذكيرات بالخسارة إلى الظهور في كل مكان، فعلى سبيل المثال بعد انفصالنا من علاقة يبدو كل شخص حولنا مرتبطًا بسعادة، لكن اللحظات التي نلمحها في حياة الآخرين قد تكون بعيدة عن الحقيقة الكاملة؛ لأن الناس غالبًا  يشعرون بأريحية أكبر في مشاركة الأمور الجيدة في حياتهم مع إبقاء أمورهم الصعبة سرية، وفقًا للأبحاث يقودنا هذا التفاوت إلى التقليل من معاناة الآخرين والتي يمكن أن يجعلنا نشعر بمزيد من العزلة وأقل رضا عن حياتنا، لذا إن الإدراك بأننا لا نملك الصورة الكاملة دائمًا يمكن أن يساعدنا في أن نكون أكثر انتباهًا ودعمًا لكفاحات الآخرين ويمكن أن يساعدنا أيضًا في تقليل شعورنا بالوحدة بمفردنا.

٣. استمتع بالأشياء الجيدة

كما أنه من المهم أن نسمح لأنفسنا بالشعور بالحزن دون وضع مدة معينة لإنهاء شعورنا، فإنه من المهم بنفس القدر أن نسمح لأنفسنا بأن نكون سعداء رغمًا عن الأفكار التي قد تتردد في عقلنا بأنه لا يمكن تصور ذلك. فبعد خسارة معينة قد لاتعود بعض الأنشطة التي جلبت لنا الفرح ممكنة، لكننا قد نجد أفراحًا مختلفة في المساعي الجديدة أو بهجة عميقة في الملاحقات القديمة، تشير الأبحاث إلى أن القدرة على الاستمتاع بالتجارب الإيجابية، ومنها أشياء بسيطة كقضاء الوقت في الطبيعة أو تناول وجبة جيدة مرتبطة برفاهية أكبر للإنسان، يتضمن الاستمتاع بأن نعيش اللحظة وأن نركز على ما نمر به ثم نقدر المتعة التي يجلبها لنا.

٤. اعِد تخيل شكل الحياة المرضية

قد نأمل في حياة سلسة بلا مشاكل، لكن يمكن أن تكون الحياة ذات التحديات غير المتوقعة ذات مغزى أكبر في نهاية المطاف، توصلت أبحاث حديثة إلى أنه عندما يفكر الناس في حياتهم بأنها تشبه رحلة البطل وهو نوع تم تجسيده في القصص التي شوهدت في العديد من الأفلام والكتب المشهورة، بإنهم أكثر قدرة على النهوض من جديد في الأوقات العصيبة ويشعرون بوجود هدف أكبر في حياتهم. تتضمن هذه السردية مناداة بطل القصة للمغامرة ومواجهة العقبات وخوض تجارب وعلاقات جديدة بشأنها أن تغيره وفي النهاية أن يرد الجميل لمجتمعه، عند النظر إلى الأمور من هذه الزاوية فإن ما بدأ بالشعور بأنه تحولٍ مدمر للأحداث قد ينتهي به الأمر إلى كونه دعوة لبدء مغامرة تنطلق من خلالها رحلة جديدة.

ربما كانت الحياة التي خططنا لها رائعة لكنها لم تكن ضمانًا للسعادة، حتى الأشخاص الذين ينالون كل ما يردونه ليسوا بمأمن من خيبة الأمل والندم. ما تفتقر إليه الحياة غير المتوقعة في القدرة على التنبؤ أو السلاسة يمكن أن يُعوّض من خلال الاحتمال بما في ذلك احتمال أنه رغم كل الصعاب وبطرق لم نتوقعها أبدًا سينتهي الأمر ونحيا الحياة التي أردناها.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: هلا فوزي

تويتر: @HalaFawzi02

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!