crossorigin="anonymous">
16 مايو , 2023
استحدث علماء جامعة ويك فورست للطب التجديدي (WIFRM) علاجًا خلويًا قابل للحقن؛ لعلاج الفصال العظمي حيث يحد من الالتهاب ويصلح الغضروف المفصلي.
وقد صنفته إدارة الصحة والغذاء الأمريكية كأزمة صحية عامة؛ حيث يصيب أكثر من 520 مليون شخص حول العالم بالألم والالتهاب. وبشكلٍ عام، فإن الفصال العظمي يحدث بفعل الإجهاد الحركي أو تعرض المفصل لصدمة، مما يؤدي إلى تدمير الغضروف تدميرًا لا يمكن إصلاحه طبيعيًا.
وقد صرحت المؤلفة الرئيسية للدراسة جوهانة بولاندر من جامعة ويك فورست (WFIRM): “بدون فهم واضح لسبب الإصابة بالفصال العظمي وتطوره، فإن العلاج غير مجدٍ”. وأضافت: “بدايةً، درسنا الخلل في المفاصل المصابة بالفصال، وقورن بالوظائف الأساسية لها، واستخدمنا هذه المعلومات لتطوير علاج الخلايا المناعية”.
يعد الفصال العظمي مرضًا يصيب جهاز المفاصل. يشمل المفصل غشاء زليلي، وهو نسيج ضام يبطن السطح الداخلي للمفصل. يعمل هذا الغشاء على حماية المفصل؛ حيث يفرز سائل تشحيم مليء بعناصر الخلية اللازمة للحفاظ على بيئة صحية للمفصل، وتوفير حركة خالية من الاحتكاك.
عند إصابة المفصل السليم، فإن الجسم يجند مجموعة من الخلايا الالتهابية ويرسلها لموقع الإصابة؛ لتساهم في تنظيف الأنسجة التالفة. ومع ذلك، تؤدي الإصابة الناتجة عن صدمة إلى التهاب الغشاء الزليلي وتلف الغضروف في المفصل العظمي.
وقد صرّح المؤلف المشارك جاري بويلينج، جراح العظام في أتريوم هيلث ويك فورست بابتيست: “يسوء الالتهاب؛ مؤديًا إلى هوان الغضروف المبطن لعظام المفصل، وحدوث التهاب مزمن في الأنسجة المحيطة، وذلك بمرور الوقت. وهذا يسبب ألمًا بالغًا للمرضى وحدوث ورم وعادةً ما يحد من الأنشطة اليومية”.
وبهذه الدراسة التي نُشرت في دورية ساينس أدفانسز (Science Advances)، شرع فريق البحث في التحقيق فيما يحدث في طبيعة المفصل العظمي التي تمنع حدوث عملية الشفاء. وقال جوستافو موفيجليا الحاصل على درجة الدكتوراه والباحث في جامعة ويك فورست: “لقد قيّمنا ما إذا كانت تجمعات الخلايا الموجودة في سائل المفصل تفتقر للقدرة على المساهمة في إصلاح الأنسجة الوظيفية أو إذا كان هناك شيء ما في طبيعة المفصل قد يعيق إصلاحه”. قام الفريق بعزل خلايا من سائل المفصل لمصابي الفصام العظمي، وفصلوها عن السائل وفحصوها على حدى، ولكن أيضًا في وجود السائل الذاتي.
وجدوا أن الخلايا -المعزولة من السائل- لديها القدرة على الخضوع للعمليات اللازمة لإصلاح الأنسجة الوظيفية. وعند إضافة نسبة صغيرة من السائل -مرة أخرى- للخلايا المزروعة المعايَرة، تراجعت قدرات الخلايا وفقدت القدرة على أداء وظيفتها، مما يشير إلى أن طبيعة الفصال قد منعتها. وبناءً على هذه النتائج بالإضافة لما هو معروف عن الأنسجة الوظيفية، فقد أُنشئ علاج خلوي يمكنه التغلب على طبيعة الالتهاب ويصلح الغضروف. وقد صرّح د. أنتوني أتالا كبير مؤلفي الدراسة قائلاً: “ينشط الغضروف الخلايا المناعية التي تستهدف الالتهاب، بالإضافة إلى الخلايا الأولية التي تساعد على تجدد الأنسجة.
وأضاف: “إنه اتصال حيوي مهم بين هاتين المجموعتين من الخلايا لتحسين كفاءة العلاج”.
يؤدي اندماج الخلايا إلى علاج متزامن للعديد من الجوانب المُتَضمَنة في الفصال العظمي ومنها: الالتهاب الزليلي، وتدهور الغضاريف، وتصلب العظام تحت الغضروف، وتعصيب الخلايا العصبية الحسية للألم. اختُبر العلاج في نموذج ما قبل السريري، وأُثبتت قدرته على عكس تلف الغشاء الزليلي وتلاشي الالتهاب أيضًا.
ولتقييم الكفاءة الإكلينيكية؛ فقد أُجريت دراسة جدوى على 9 مرضى من مصابي الفصال العظمي وحصل كل منهم على حقنة أو اثنتين. قُيمت كفاءة العلاج بناءً على مستوى الألم وتحسين وظيفة المفصل، كما أجري تصوير بالرنين المغناطيسي، بالإضافة لتحليل ما قبل العلاج وما بعده من مريض لآخر.
استشعر المرضى تحسنًا في جودة حياتهم بمجرد الشفاء، وأصبحوا قادرين على الاستجمام وانخفض الألم، بالإضافة إلى ذلك، أكدت دراسات الرنين المغناطيسي تجدد الغضروف.
وأشار الباحثون إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الإكلينيكية لتقييم نتائج مجموعة أكبر من المرضى وكذلك تقييم الاختلافات المحتملة في المرضى في مجموعات فرعية معينة.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: تاج الدين أسامة محمد
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً