دراسة جديدة تكشف عن كيفية نمو الخلايا المناعية بالرئة بعد الولادة

دراسة جديدة تكشف عن كيفية نمو الخلايا المناعية بالرئة بعد الولادة

9 مايو , 2023

ترجم بواسطة:

هبة محمد الهادي

دقق بواسطة:

إيمان دهب

تتعرض الرئتان، منذ لحظة ميلادنا، للميكروبات مثل: البكتيريا والفيروسات؛ ولكن الخلايا المناعية بالرئة والمعروفة بالخلايا البلعمية، تعمل على حمايتنا من العديد من الإصابات في عمر مبكر وتجنبنا إياها. وفي دراسة جديدة نُشِرت في دورية “Experimental Medicine أظهر باحثون من معهد كارولينسكا كيفية نمو الخلايا البلعمية بالرئة، ومن الممكن لتلك الاكتشافات الجديدة أن تساهم في تقليل التلف العضوي للرئة؛ وتعتبر أيضًا بالغة الأهمية لعملية التطوير المستمر لأدوية أمراض الرئة الخطيرة.

 تبدأ الخلايا البلعمية بالرئة البشرية في النمو من لحظة الميلاد بمجرد استنشاق الرئتين للهواء وامتلائهما به، ورُغم أهمية الخلايا البلعمية الرئوية في الجهاز المناعي؛ إلا أنه لم يٌعرف من قبل كيفية نموها داخل الإنسان، وكانت هناك صعوبة في ذلك حتى عند عمل دراسات على الجسم الحي.

اكتشف الباحثون في معهد كارولينسكا، بمساعدة نموذج دراسة نمو الخلايا البلعمية مباشرةً داخل رئة بشرية حية، أن الخلايا البلعمية الرئوية تنمو بطريقتين مختلفتين. ففي تصريح تيم والينجر، أستاذ مساعد في القسم الطبي، بمعهد كارولينسكا ببلدية هودينج وقائد هذه الدراسة أوضح: “في النوع الأول من النمو، فإن الخلايا البلعمية الرئوية تنشأ من خلايا أرومية (خلايا طليعية) والتي توجد بالفعل في كبد الجنين وبعد الولادة تنتقل هذه الخلايا الأرومية (الطليعية) مع مجرى الدم من الكبد إلى الرئتين،  ثم داخل الرئة تتعرض للعديد من عوامل النمو التي تساعدها على التميز والنمو إلى خلايا بلعمية رئوية مكتملة. أما النوع الثاني من النمو فيحدث أثناء الحياة فيما بعد، وعند تلك المرحلة تنمو من خلايا أرومية بالغة، والتي يٌطلق عليها “وحيدات النوى” في الدم” .

تعبيرات جينية متشابهة ولكن الوظائف مختلفة

تحرى الباحثون حول إذا ما كان منشأ الخلايا البلعمية الرئوية يؤثر على وظيفتها؛ وهنا تمكنوا من فهم أن الخلايا البلعمية الرئوية، بغض النظر عن منشأها، لها صفات جينية متشابهة ولكن وظائفها مختلفة. وأوضحت المديرة الأولى للدراسة إليزا إفيرن، باحثة دكتوراه ضمن الفريق البحثي لدكتور تيم والينجر قائلةً: ” اكتشفنا أن تلك الخلايا الطليعية الجنينية لها قدرة على الانقسام أسرع من الخلايا الطليعية البالغة؛ لذلك فالخلايا الطليعية الجنينية تؤهل الرئتين بشكل أسرع وهي عملية هامة في لحظات الميلاد الأولى، للتخلص  من الميكروبات وأي جزئيات أخرى مستنشقة”.

وأضافت: “ووجدنا بدلاً من ذلك أن الإنترفيرون (وهو بروتين مهمته الحماية من العديد من الإصابات) ينشط بقوة الخلايا البلعمية الرئوية الناشئة من الخلايا الطليعية البالغة؛ لذا فمن المرجح أن يكون لهذا النوع الخاص من الخلايا البلعمية الرئوية وظيفة هامة في الجهاز المناعي للمساعدة في القضاء على الفيروسات”.

 تمكن الباحثون أيضًا من فهم أن هذه الخلايا البلعمية الرئوية شبيهة للخلايا البلعمية المسببة للالتهاب، والتي يمكن أن تصبح مفرطة النشاط وتسبب إصابة بالغة للرئة في بعض الأمراض مثل كوفيد-19.

تحجيم إصابة الرئة والترويج لأدوية جديدة

تساهم الاكتشافات الحديثة في فهم منشأ الخلايا البلعمية الرئوية ووظيفتها بشكلٍ أفضل؛ فالخلايا الأولية الجنينية البشرية التي حددها الباحثون كخلايا كامنة، هي خلايا مستهدفة لتخليق نسيج ضام واقٍ للحد من ضرر العضو، وتعزيز إعادة بناء الأنسجة في الرئة المصابة. ويمكن لتلك الاكتشافات أيضًا دعم تطوير أدوية جديدة لعلاج العديد من أمراض الرئة.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: هبة الهادي

مراجعة وتدقيق: إيمان دهب

لينكد إن: eman-dahab

فييسبوك: eman.dahab


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!