ارتباط الكوابيس لدى الأطفال بخطر الإصابة بمرض الخرف وباركنسون في سن الشباب

ارتباط الكوابيس لدى الأطفال بخطر الإصابة بمرض الخرف وباركنسون في سن الشباب

7 مايو , 2023

ترجم بواسطة:

باسمة الشافي

هل يمكن لأحلام الأطفال أن تتنبأ بالأحداث التي ستقع خلال ٤٠ سنة في المستقبل؟

نعم، وفقًا لنتائج دراستي الأخيرة المنشورة في دورية لانسيت إكلينيكال ميديسين.

 أظهرت النتائج أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ٧ سنوات و١١ سنة تحديدًا ويعانون من كوابيس مستمرة، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بضعف إدراكي (السمة الأساسية للخرف) في الوقت الذي يصلون فيه إلى سن الخمسين وترتفع نسبة إصابتهم بمرض باركنسون بمعدل ٧ مرات بحلول سن الخمسين.

بالنسبة لبعض المعلومات الأساسية عن هذه النتائج المذهلة، اكتشفت في عام ٢٠٢٢ أن البالغين وكبار السن الذين يعانون من أحلام وكوابيس مزعجة متكررة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف أو مرض باركنسون في المستقبل بمعدل يفوق الضعف.

بالنظر إلى أن نسبة كبيرة من الأشخاص البالغين الذين يعانون من كوابيس منتظمة ذكروا أيضًا عن تكرار حدوث هذه الكوابيس عندما كانوا أطفالًا، وهذا جعلني أتساءل عما إذا كان وجود الكثير من الأحلام السيئة أثناء الطفولة قد يتنبأ بالإصابة بالخرف أو مرض باركنسون في وقت لاحق من الحياة.

لمعرفة ذلك، استخدمت بيانات من الدراسة الحشدية البريطانية المعروفة عام ١٩٥٨، والتي تتبع حياة جميع الأطفال المولودين في إنجلترا، وإسكتلندا، وويلز خلال الأسبوع من ٣ إلى ٩ مارس عام ١٩٥٨.

أجابت أمهات الأطفال الذين في سن السابعة (١٩٦٥) و١١ سنة (١٩٦٩) على مجموعة من الأسئلة حول صحتهم، بما في ذلك ما إذا كانوا قد عانوا من أحلام مزعجة في الأشهر الثلاثة السابقة (نعم/لا).

جُمع ٦٩٩١ طفلًا بعام (٢٠٠٨) بناءً على مدى انتظام توارد الأحلام المزعجة لديهم في سن السابعة و١١ سنة: “أبدا” أو “أحيانًآ” أو “دائمًا”. بعد ذلك استُخدم برنامجًا إحصائيًا لتحديد ما إذا كان الأطفال الذين يعانون من أحلام مزعجة مستمرة أكثر عُرضة للإصابة بضعف إدراكي أو سيتم تشخيصهم بمرض باركنسون في الوقت الذي يبلغوا فيه ٥٠ عامًا.

أظهرت النتائج أنه كلما عانى الأطفال من أحلام مزعجة منتظمة، زاد احتمال إصابتهم بضعف إدراكي أو بمرض باركنسون.

من اللافت للنظر، إن الأطفال الذين يعانون من كوابيس مستمرة هم أكثر عرضة للإصابة بضعف إدراكي بنسبة ٧٦٪ وللإصابة بمرض باركنسون بنسبة ٦٤٠٪ مقارنًة بالأطفال الذين لم تكن لديهم كوابيس من قبل.

 كان هذا النمط مشابهًا لكل من الذكور والإناث.

تشير هذه النتائج إلى أن وجود الكوابيس المنتظمة أثناء الطفولة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض الدماغ التقدمية مثل الخرف أو مرض باركنسون في وقتٍ لاحق من الحياة، وهذه النتائج تزيد من احتمال مثير للاهتمام وهو قلة تكرار الأحلام المزعجة خلال سن مبكرة لمنع كلتا الحالتين.

نحتاج مزيدًا من الدراسات لنتحقق ما إذا كانت الأحلام والكوابيس المزعجة تسبب هذه الحالات.

تستطيع جيناتنا تحديد مدى تكرار حدوث هذه الكوابيس في سن الطفولة، ويرتبط جين معروف بزيادة خطر الإصابة بكوابيس منتظمة (PTPRJ) وبمرض الزهايمر في سن الشيخوخة لذا من المحتمل أن الكوابيس وأمراض الدماغ التقدمية ناتجة عن مجموعة مشتركة من الجينات.

لدي إحساس بأن كلتا النظريتين قد تكون صحيحة، أي أن الكوابيس وأمراض الدماغ التقدمية مرتبطة بالوراثة المشتركة، وكذلك من خلال الكوابيس التي تسبب أمراض الدماغ فورًا عن طريق تعطيل عناصر استعادة الدماغ للنوم.

لا تقلق.

رُغم أن هذه النتائج تبدو مثيرة للقلق، إلا أنها إذا وُضعت في موضعها الصحيح فهي ليست كذلك. حوالي ٧٠٠٠ طفل شملتهم هذه الدراسة، منهم فقط ٢٦٨ (٤٪) يعانون من أحلام سيئة مستمرة وفقًا لما ذكرته أمهاتهم. من بين هؤلاء الأطفال، أصيب منهم ١٧ فقط بضعف إدراكي ومرض باركنسون في سن الخمسين (٦٪).

لذا من المحتمل أن فئة كبيرة من الأشخاص الذين لديهم كوابيس مستمرة في مرحلة الطفولة لن يصابوا بالخرف المبكر أو مرض باركنسون.

ومع ذلك، فإن خطر الإصابة بأمراض الدماغ التقدمية يزداد بشكل كبير في سن الشيخوخة. يشير الإدراك بالأحلام المزعجة في مرحلة الطفولة إلى ارتفاع خطر الإصابة بالخرف أو مرض باركنسون في وقتٍ لاحق من الحياة وهذا يدل على وجود فرصة لتنفيذ استراتيجيات بسيطة لتقليل تلك المخاطر. وبالنسبة للشباب الذين يعانون من أحلام مزعجة مستمرة معهم طوال الوقت، قد تكون إحدى هذه الاستراتيجيات مساعدة لهم للتخلص من الكوابيس.

الخطوة التالية بالبحث هي استخدام التخطيط الكهربائي للدماغ (تقنية لقياس الموجات الدماغية) للنظر في الأسباب البيولوجية للأحلام المزعجة والكوابيس عند الأطفال.

على المدى الطويل، سيكون الهدف هو استخدام هذه المعرفة لصنع علاجات جديدة لجميع الأشخاص الذين يعانون من الأحلام السيئة والكوابيس. إن الهدف الأساسي هو تحسين نوعية نومهم وصحتهم العقلية وتقليل فرصة إصابتهم بالخرف أو مرض باركنسون في وقت لاحق من الحياة.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: باسمة الشافي

تويتر: BMA_2000

مراجعة: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!