مرض الكبد الدهني: خطر دفينٌ يهدد دماغك!

مرض الكبد الدهني: خطر دفينٌ يهدد دماغك!

29 أبريل , 2023

ترجم بواسطة:

مصعب الفضيلات

دقق بواسطة:

زينب محمد

يعد مرض الكبد الدهني حالة مرضية تتمثل في تراكم الدهون الزائدة في خلايا الكبد، مما يؤدي إلى حدوث التهاباتٍ وظهور ندبات. وقد يؤدي ذلك إلى إعاقة وظائف الكبد مع احتمالية أن يتفاقم الأمر ليسبب مشاكل صحية أكثر خطورة.


اكتشفت دراسة أجراها معهد “روجر ويليامز” لدراسة أمراض الكبد، التابع لكلية كينجز في لندن وجامعة “لوزان”، أن هناك صلة بين مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) والاختلالات الوظيفية للدماغ. إن تراكم الدهون على الكبد يقلل تدفق الأكسجين إلى الدماغ ويسبب الالتهابات كذلك، وقد ارتبط هذان الأمران بنشوء أمراض دماغية حادة.

إن قرابة 25% من سكان العالم عامةً مصابون بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، بينما تبلغ نسبة المصابين به مِمّن يعانون بالسمنة المفرطة إلى ما يزيد عن 80%. وعلى الرغم من أن دراسات سابقة قد بينت الضرر الذي تسببه الأنظمة الغذائية غير الصحية على وظائف الدماغ، فإن الاعتقاد السائد يشير إلى أن هذه الدراسة هي الأولى في إيجاد علاقة واضحة بين مرض الكبد الدهني غير الكحولي وبين ضمور الدماغ، وكذلك تعتبر الأولى في وضع هدف علاجيّ مُرتقب.


وقد تضمن هذا البحث الذي أُجري بالتعاون مع المعهد الوطني الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية وجامعة بواتييه في فرنسا إخضاع مجموعة من الفئران إلى نظامين غذائيين مختلفين. تناول نصف عدد الفئران نظامًا غذائيًا لا تزيد الدهون فيه عن 10% من مجموع السعرات الحرارية، بينما تناول النصف الآخر نظامًا غذائيًا يحتوي على نسبة 55% من الدهون؛ وتضمن هذا النظام بالأطعمة المصنعة والمشروبات عالية السكر.

وأجرى الباحثون بعد ستة عشر أسبوعًا سلسلة من التجارب لمقارنة آثار تلك الأنظمة الغذائية على الجسد، وتحديدًا على الكبد والدماغ. وقد تبين للباحثين أن جميع الفئران التي استهلكت نسبًا أكبر من الدهون هي فئران تعاني من السمنة، وبدأ فيها نشوء مرض الكبد الدهني غير الكحولي ومرض مقاومة الأنسولين، بالإضافة إلى اختلال وظائف الدماغ.

وأظهرت هذه الدراسة الممولة من جامعة “لوزان” ومؤسسة أبحاث الكبد أن أدمغة الفئران المتأثرة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي كانت تعاني من نقص في مستويات الأكسجين أيضًا. والسبب في ذلك يعود إلى أن المرض يؤثر على عدد الأوعية الدموية في الدماغ وسمكها، فتقل فيها نسبة سريان الأكسجين إلى الأنسجة، و يعود السبب إضافةً إلى ذلك إلى استهلاك خلايا معينة للمزيد من الأكسجين حين يتعرض الدماغ إلى الالتهابات. وكانت تلك الفئران أكثر قلقًا، وأظهرت مؤشرات على إصابتها بالاكتئاب كذلك.

وعلى نقيض تلك الفئران، فإن الفئران التي تناولت النظام الغذائي الصحي لم ينشأ فيها مرض الكبد الدهني غير الكحولي ولا مرض مقاومة الأنسولين حتى، بل تصرفوا طبيعيًا، وكانت أدمغتها بكامل صحتها.

وقالت د. آنا هادجيهامبي، المؤلفة الأولى وقائدة الفريق الفرعي في مجموعة “محور الكبد والدماغ” في معهد روجر ويليامز لدراسة أمراض الكبد، والمحاضرة كضيفة شرف في كلية “كينجز” في لندن: “إنه لأمر بالغ الأهمية أن نلحظ الأثر الذي يمكن أن يتركه تراكم الدهون على الكبد بالنسبة للدماغ، خاصةً أن هذه المشكلة تبدأ عادةً بمستويات طفيفة، وقد تكون موجودة دون أن نلحظها أو نشعر بها لسنوات كثيرة”.

أملًا في مواجهة الآثار الخطرة التي يتسبب بها مرض الكبد الدهني غير الكحولي للدماغ، قام العلماء بمزاوجة وتكاثر الفئران لتربية فئران تحمل مستويات أقل من البروتين الكلي للجسد الذي يطلق عليه ناقل الكربوكسيلات 1 (MCT1) – وهو بروتين متخصص في نقل ركائز الطاقة التي تستخدمها الخلايا المختلفة في وظائفها الطبيعية الاعتيادية.

وعندما أُخضعت تلك الفئران إلى نفس النظام الغذائي غير الصحي والغني بالدهون والسكر (كما الحال مع الفئران في التجربة الأولى)، فإنها لم تتعرض لأي تراكم دهون في الكبد، ولم تظهر أي مؤشرات على اختلالات وظيفية في الدماغ – بل كانت محمية من كلتا العلتين.


وقال البروفيسور لوك بيليرين، المسؤول عن وحدة البحث (U1313) التابعة للمعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية في جامعة بواتييه الفرنسية، والباحث الأول في تلك الدراسة: “إن تحديد ناقل الكربوكسيلات 1 كعنصر أساسي في نشوء مرض الكبد الدهني غير الكحولي وما يتعلق به من اختلالات وظيفية في الدماغ يطلق العنان إلى تصورات مثيرة للاهتمام”.

 وأضاف: “هذا الأمر يسلط الضوء على آليات محتملة يمكن اتباعها بما يخص محور الكبد والدماغ، ويشير إلى خطط علاجية ممكنة”.

وأضافت د. آنا هادجيهامبي: “يؤكد هذا البحث على أن أهمية تقليص نسب السكر والدهون في أنظمتنا الغذائية لا تكمن فقط في مواجهة السمنة المفرطة، بل تكمن أيضًا في حماية الكبد والمحافظة على صحة الدماغ وتقليل مخاطر نشوء حالات مرضية مثل الاكتئاب والخرف عند التقدم في السن، وهي تلك المرحلة التي تصبح أدمغتنا فيها أكثر ضعفًا”.

المصدر: scitechdaily.com

ترجمة: مصعب الفضيلات

فيسبوك: Musaab AL-Fudailat

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!