اكتشاف أقدم دليل على اصطدام النيازك بالأرض!

اكتشاف أقدم دليل على اصطدام النيازك بالأرض!

28 أبريل , 2023

ترجم بواسطة:

أثير مسفر

دقق بواسطة:

زينب محمد

اكتشف علماء الأرض أول دليل على اصطدام نيزك بالأرض، إذ أفادوا أن شظايا من الصخور المذابة انهمرت على كوكبنا قبل ٣.٤٨ مليار سنة. 

اكتشف العلماء في أستراليا شظايا صخرية عمرها ٣.٤٨ مليار عام ويعتقدون بأنها قد تكون أول دليل على اصطدام نيزك بالأرض. تُعرّف الشظايا أيضًا بالكريات التي ربما تكوّنت عندما ارتطم النيزك بالأرض، مما أدى إلى انتشار الصخور المذابة في الهواء ثم تجمدها وتصلبها على شكل خرز بحجم رأس الدبوس وقد دُفنت على مر العصور.

قدم الباحثون هذا الاكتشاف -الذي لم تتم مراجعته من قبل- في المؤتمر الرابع والخمسين لعلوم القمر والكواكب في تكساس الأسبوع الماضي في ملخص لنتائجهم؛ حيث قالوا إن الكريات التي حفروها من مجموعة من الصخور البركانية والرسوبية تسمى تشكيل دريسر بيلبارا كراتون في غرب أستراليا وهي تعد أقدم دليل على احتمالية تأثير الشهب المتفجرة في السجل الجيولوجي للأرض. (الشهب المتفجرة هي نيزك كبير ينفجر في الغلاف الجوي أثناء سقوطه على الأرض).

حتى الآن تعد أقدم الأدلة على تأثير النيازك هي كريات يصل عمرها إلى ٣.٤٧ مليار عام بالإضافة إلى تشكيل بيلبارا كراتون وشظايا عمرها ٣.٤٥ مليار عام اكتُشفت في كابفال كراتون في إفريقيا الجنوبية.

لقد قام الجيولوجي كريس ياكيمتشوك من جامعة واترلو في كندا -وهو لم يشارك بالبحث- بإرسال رسالة إلكترونية إلى دورية لايف ساينس أفاد فيها بأن هذا البحث يوثق مقذوفات صخرية قديمة يبلغ عمرها ٣.٤٨ مليار سنة أي حوالي ١٠ ملايين سنة أقدم مما اكتُشف سابقًا، وأضاف أن النتائج تعد قوية جدًا ولكن لابد من الوصول إلى مجموعة البيانات بأكملها حتى يتم توثيق أهميتها.

في عام ٢٠١٩ اكتشف العلماء الكريات من قلب الصخور الرسوبية وأرّخوها باستخدام النظائر، وتعد النظائر نسخ من ذات العنصر الكيميائي الذي يحتوي على كتل مختلفة نظرًا إلى عدد النيترونات داخل النواة. بينما أفاد ياكيمتشوك بأن تقنية التأريخ النظيري للزركون المعدني تعد قوية جدًا وموثوقة حيث تعطينا فكرة جيدة وواضحة عن أعمار تلك الكريات. 

أجمع الفريق على أن الكريات تعد من أصل غريب نظرًا إلى تركيبها الكيميائي حيث اكتشفوا عناصر مجموعة البلاتين، مثل: الإيريديوم، بكميات أعلى بكثير مما توجد عادةً في الصخور الأرضية، بالإضافة إلى معادن تسمى إسبينيل النيكل والكروم ونظائر الأوزميوم ضمن النطاق النموذجي لمعظم النيازك. وأشاروا أيضًا إلى أن الشظايا تتشكل على هيأة أثقال أو قطرات عند اصطدام الكريات وتحتوي على فقاعات إذ تظهر عندما تتجمد بقع الصخور الذائبة بعد ضربة النيزك.

إنه لمن الصعب العثور على أدلة على اصطدام النيازك بالأرض وإن وجدت غالبًا ما تكون مثيرة للجدل بسبب عمل الصفائح التكتونية والتعرية على تآكل قشرة الكوكب إذ تمحو آثار الضربات القديمة، مثل الحفر الناتجة عن الاصطدام.

في دراسة أجريت عام ٢٠١٢ زعمت أنها كشفت عن أقدم فوهة نيزكية في العالم وأكثرها جدلاً وحِدّة بين العلماء، ولكن من جهة أخرى، عندما تمحو القوى الجيولوجية فوهة بركان لا يبقى أي أثر سوى أثر الكريات.

أفاد ياكيمتشوك قائلاً: “هناك مجموعتان من الصخور المرتبطة بالاصطدام. المجموعة الأولى هي المكان الذي لا تزال فيه حفرة الاصطدام محفوظة، وتعد أقدم حفرة معروفة هي هيكل يارابوبا الذي يبلغ عمره ٢.٢٣ مليار عام في غرب أستراليا. أما المجموعة الثانية هي المكان الذي لدينا فيه شظايا من الصخور والمعادن التي تشكلت من خلال الاصطدام لكنها قُذفت بعيدًا عن فوهة الارتطام وتوجد الآن في الصخور”.

يقوم الفريق حاليًا بدراسة عن الصخور التي تغلف الكريات ويحللون الطبقات المختلفة من الرواسب التي حفروها لتحسين فهمهم عن ضربات النيزك. في الحقيقة، لقد صقلت هذه الآثار القديمة شكل الأرض وشكلت أدلة نادرة عن تاريخ كوكبنا.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: أثير مسفر الغامدي

تويتر: @AtheerAlGh1_

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!