كيف يمكن للواقع الافتراضي تعزيز العلاج بالتنويم المغناطيسي؟

كيف يمكن للواقع الافتراضي تعزيز العلاج بالتنويم المغناطيسي؟

17 أبريل , 2023

ترجم بواسطة:

ربى الشعلان

يساهم الواقع الافتراضي في تعزيز الاستخدام الفعال لأدوات المساعدة الذاتية النفسية.

 البحث حول استخدام تقنية الواقع الافتراضي (VR) في تطور سريع، وأيضًا البحث في مجال علاج الاضطرابات العقلية. وبالفعل، أظهرت الدراسات أن العلاج بالتعرض (تعريض الناس للأشياء التي تخيفهم) من خلال تطبيقات الواقع الافتراضي يمكن أن يكون مفيدًا في علاج الخوف من الطيران ورهاب العنكبوت.

حتى هذا الوقت، لم يتضح ما إذا كان بإمكان الواقع الافتراضي أن يساعد في تحسين العلاجات القياسية لاضطراب القلق العام أو اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب الوسواس القهري، ولم يتضح أيضًا ما إذا كان الواقع الافتراضي يوفر فائدة طبية بالإضافة إلى التنويم المغناطيسي في علاج الألم.

بالنظر إلى الفائدة المعترف بها للتنويم المغناطيسي لتحسين الصحة العقلية، نستكشف كيف يمكن للواقع الافتراضي زيادة تطبيقات التنويم المغناطيسي للعلاج النفسي. فباستخدامها مع الاستعانة بطبيب، قد تتاح هذه الطرق للعامة كعلاج ذاتي.

التحدث بإيجابية

يعد الحديث الذاتي الإيجابي أداة مهمة للعلاج أثناء نومٍ عميق. يمكن تزويد المرضى بعرض مقنع لهذه التقنية من خلال إخبارهم بمحاولة الثبات على ثني ذراعهم عكس اتجاه الطبيب الذي يسحب الساعد لتقويمها. ثم يتم توجيههم ليصفوا أنفسهم بأنهم ضعفاء، وعند هذه النقطة تضعف قوة عضلات ذراعهم عادةً بسبب استجابتهم اللاواعية. وعلى العكس، عندما يصفون أنفسهم أنهم أقوياء، تعود قوتهم. وبالتالي، تتضح أهمية الحديث الإيجابي بمثال حسي.

يمكن أن يوفر مجال الواقع الافتراضي نوعًا آخر من الدروس التي من شأنها التأكيد على أهمية الحديث الإيجابي. يمكن إخبار المرضى أن بإمكانهم رؤية كيف تتأثر أدمغتهم بمزاجهم من خلال الواقع الافتراضي وسيتم حثهم للتفكير بشيء إيجابي أو سلبي. من خلال التعرف على الوجه، بإمكان تطبيقات الواقع الافتراضي المقترنة تقديم بيئة مشمسة أو غائمة لتتناسب مع مزاج المريض الإيجابي أو السلبي.

تهدئة النفس

يمكن استخدام التنويم المغناطيسي كوسيلة لتهدئة النفس من خلال تخيل مكان آمن ومريح. يوجّه المرضى إلى تخيل ما يمكن أن تدركه حواسهم في ذاك الموقع. وترتبط هذه العملية بالشعور بالهدوء، وتباطؤ معدل ضربات القلب، وتباطؤ معدل التنفس، وانخفاض ضغط الدم. وبعد ذلك يقترح عليهم أنه كلما رغبوا في الشعور بهذا الهدوء دون اللجوء للتنويم المغناطيسي، فيمكنهم تحفيز استجابة الاسترخاء من خلال استخدام إيماءة، مثل قبض أيديهم أو عقد أصابعهم.

إن نهج الواقع الافتراضي، التي تزيد فائدته للمرضى الذين يجدون صعوبة في التصور، سيظهر للمرضى مشهدًا من مكان مهدئ من اختيارهم، على سبيل المثال، شاطئ أو جبل أو غابة أو حقل عشبي. بمجرد أن يتضح شعورهم بالهدوء، أو عندما يكتشف الواقع الافتراضي إشارات تدل على الاطمئنان، على سبيل المثال، انخفاض معدل ضربات القلب أو تمدد بؤبؤ العين، بعدها يقال للمرضى بأنهم قادرون على تحفيز استجابة استرخاء مماثلة من خلال استخدام إيماءة جسدية.

التفاعلات مع اللاوعي

قد يستخدم التنويم المغناطيسي لإلقاء نظرة ثاقبة على الضغوطات النفسية الاجتماعية التي يمكن أن تؤدي إلى استدامة السلوك أو الأعراض، مثل الإفراط في تناول الطعام أو التدخين أو الشعور بعدم الراحة في البطن أو الصداع. يمكن الوصول إلى العقل الباطن بطرق متعددة بما في ذلك الانتباه إلى حركات العضلات التي يتحكم فيها العقل الباطن، بدلاً من توجيهه الواعي.

يمكن أيضًا استخلاص الأفكار اللاواعية من خلال الطلب من المرضى إغلاق أعينهم، وفتحها ليستعيدوا تركيزهم على أول شيء يرونه. يُقدم اقتراح مفاده أن التأمل في هذا الشيء سيُنتج فكرة مفيدة من اللاوعي.

يمكن أن يتضمن تطبيق الواقع الافتراضي، المساعدة في أخذ نظرة ثاقبة من العقل الباطن. فمن خلال إظهار مشهد يتضمن العديد من التجاورات الدقيقة غير العادية، مثل نافذة منزل تطل على الفضاء الخارجي، أو باب خلفه باب آخر. سيتم توجيه المرضى لاستكشاف المشهد حتى يشعروا بأنهم منجذبون بشكل خاص إلى شيء معين في الواقع الافتراضي. ومن ثم يُقترح عليهم التأمل في هذا الشيء وربطه بفكرة مفيدة من اللاوعي. ستعتمد فائدة هذه الطريقة على “العقل الباطن للمرضى الذي يعزز الانتباه إلى كائن شبيه لشيء يجب عرضه على العقل الواعي.

العلاج بالتعرض بمساعدة التنويم المغناطيسي

بمجرد تعليم المرضى كيفية استخدام التنويم المغناطيسي لتهدئة أنفسهم، يمكن استخدام الواقع الافتراضي كمكان تدريب للتعامل مع محفزات قلقهم. وقد ثبت هذا بالفعل على المرضى الذين يعانون من رهاب العنكبوت والخوف من الطيران. فعلى سبيل المثال، يمكن للمرضى الذين يعانون من رهاب الإبرة تهدئة أنفسهم في قسم الطوارئ الافتراضي أو مكتب الطبيب. يمكن للمرضى الذين يعانون من الخوف من النحل أو الحيوانات الأخرى تهدئة أنفسهم في الهواء الطلق الافتراضي.

الخلاصة

هناك العديد من التطبيقات المحتملة للواقع الافتراضي في العلاج الطبي والنفسي، ويجب إجراء أبحاث لتقييم فاعلية الأفكار المقدمة في هذا الموضوع حول التنويم المغناطيسي والواقع الافتراضي وهل ستكون مفيدة إضافةً إلى التنويم المغناطيسي المعتاد في الممارسة الطبية.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: ربى الشعلان

تويتر: @Ruba3ziz

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!