وسيلة لإدامة مفعول أدوية علاج الربو مدة أطول

وسيلة لإدامة مفعول أدوية علاج الربو مدة أطول

19 مارس , 2023

ترجم بواسطة:

أروى حسني

دقق بواسطة:

زينب محمد

 تُعد أجهزة الاستنشاق علاج سحري من قبيل المعجزة لمعظم مرضى الجهاز التنفسي بعد الاستنشاق مرة واحدة أو مرتين.

ولكن ما يُدركه القلة من الناس هو حقيقة إمكانية توقف هذه الأجهزة المُنقذة للأرواح عن العمل على المدى البعيد، لاسيّما لمن يستعملها بصورة مزمنة و بجرعات عالية.

لم يتوان الباحثون في العالم أجمع عن محاولة إيجاد طُرق لرفع كفاءة الأدوية المُضمنة في أجهزة الاستنشاق وذلك بالعمل على جهتيّن؛ الفعاليّة ومدة التأثير العلاجي. لكن ما وُفّق منها ليس بالكثير ولم تُكلل المحاولات بنجاح كبير حتى يومنا هذا.

أجريت دراسة جديدة أُجريت في معمل ديباك ديشباندي، طبيب أمراض الرئة والحائز على درجة الدكتوراه، على مُركب جديد يُمكن إضافته لأحد الأدوية المُعالجة المُستخدمة بالفعل مما قد يؤدي لسد هذه الثغرة.

صرّح المؤلف المشارك بالدراسة؛ ريموند بن وهو مدير مركز جيفرسون للطب الانتقالي والحائز على الدكتوراه قائلًا: “لسنواتٍ عديدة، ظلّت الأكاديمية والصناعة في سعي حثيث وراء هذا النوع خصيصًا من نهج اكتشاف الأدوية، ولكن شيئًا ما لم يُكتشف حتى اللحظة له خصائص كتلك التي أظهرها مُركب الطبيب ديشباندي” على حد تعبيره.

اكتشف الفريق البحثي جزيء بإمكانه زيادة فعالية أحد المكوّنات الأساسية في أجهزة الاستنشاق المُعالجة الربو؛ وهو ناهضات بيتا والذي يتمثل الغرض منه في استرخاء العضلات الملساء للشُعب الهوائية وفتح الممرّات الهوائيَّة الضيّقة.

علّق ديشباندي؛ الطبيب والمؤلف الأول للدراسة موضحًا: “حينما نجعل الدواء أكثر فعالية، نكون بحاجة لكمية أقل منه للتحكم في الأعراض. كما أن كمية أقل من الدواء تعني أيضًا أن الشخص أقل عُرضة لاحتمالية إصابته بالأعراض الجانبية التي تثبط عمل الدواء. نحن متفائلون للغاية بهذه النتائج وبكيفية قدرتها على رفع كفاءة أدوية الربو”.

تعمل بعض أدوية علاج الربو بآليّة الحد من الالتهاب في بطانة الشُعب الهوائية، وأُخرى بآليّة خفض وتيرة انقباض العضلات الملساء بها، بينما لا تزال مجموعات من الأدوية تعمل بكلتا الآليّتين.

كثف الفريق البحثي بقيادة الطبيب ديشباندي جهوده للتركيز على مجموعة ناهضات بيتا، نظرًا لكونها عُرضة لتوقف فعاليتها في نهاية المطاف.

لدي الباحثين ما يُفسّر سبب تأثُر فعالية هذه المجموعة من الأدوية، حيث يرون أن ناهضات بيتا في الجسم ترتبط بمستقبلات على سطح الخلايا العضلية، وهو ارتباط يحفّز سلسلة من التفاعلات الكيميائية الحيوية تتسبب في ارتخاء عضلات الشعب الهوائية.

لكن بمجرد أن يلتقط المستقبل الدواء؛ يتوقف المستقبِل عن عمله، بل ويُمكن أن يتدهور بمرور الوقت. يشبه الأمر كأن يغادر أحد اللاعبين أرض الملعب، ويضطر الفريق لاستكمال اللعب بعدد أقل من اللاعبين.

هذا ليس بالشيء الجلل ولن يُمثّل مشكلة عندما يُستخدم الدواء مرة بين الفينة والأخرى، ولكن في حالة المرضى الذين يستخدمون هذا النوع من أجهزة الاستنشاق بشكل متكرر وبصورة مزمنة؛ لن يتسنّى للخلية الوقت الكافي لإنتاج مستقبلات جديدة بين مرات الاستنشاق.

نَقَّبَ الفريق البحثي بقيادة الطبيب ديشباندي بمركز الطب الانتقالي (أحد فروع الطب الحيوي) عن طريقة تُحدث تغيير بالكيفية اللي يُلتقط بها ناهضات بيتا من مستقبلاتهم، وتوصلوا إلى مركب ثانِ لا يعمل إلا بعد استواء ناهض بيتا على المستقبل الخاص به، ويحفظ هذا المركب استقرار التغيّر البنوي للمستقبِل، فهو بالأساس يُزيد من قوته ويحافظ على كفاءته.

تمكن الفريق البحثي من إظهار تحسُّن في فعالية الدواء بنسبة 60 إلى 70% دون زيادة مماثلة في تدهور المستقبِل وذلك عندما استُخدم المركب الخاص بهم جنبًا إلى جنب مع ناهض بيتا في تجربة على فأر.

علّق الطبيب ديشباندي قائلاً: “نظريًا؛ هذا يعني أن المُركب بإمكانه تحسين التأثير العلاجي لناهضات بيتا، ولكن لا نزال بحاجة لإجراء الكثير من الاختبارات وذلك لفهم مدى التأثير ولأي حد يـُحسّن اتّباع ذاك النهج من صلاحية عمل ناهضات بيتا، وعلى كلٍ فإن ما لدينا نتائج واعدة تُعطي انطباعًا قويًّا بأن المركب بالفعل يُحدث ذلك التأثير”.

إن تطوير مُركب يُضاف إلى دواء مستخدم بالفعل -بدلًا من استحداث دواء جديد كليًا مضاد للانقباض- يأخُذ في الاعتبار وينتفع بحقيقة كوْن ناهضات بيتا اُستخدمت لسنوات عديدة ولا زالت فعالة وآمنة الغالبية العظمى من مُستخدميها.

في حال أكدت الاختبارات المستقبلية والتجارب السريرية ما تقترحه هذه الدراسة؛ فإن ذلك الدواء المُضاف سيكون مُتاحًا للمرضى في القريب العاجل وفي وقت أقل مقارنةً بما يتطلبه إتاحة دواء جديد كليًا.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أروى حسني

تويتر: ArwaElzaher

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!