crossorigin="anonymous">
18 مارس , 2023
أشارت نتائج دراسة حديثة أن هناك نوعان من العقاقير المتوفرة غير المكلفة يمكن استخدامها كأول علاج مخصص لمن يعاني السكتة الدماغية الناتجة عن الخرف.
فقد أثبتت التجربة السريرية، التي أجريت في جامعة نوتينغام وجامعة إدنبرة، أن عقاقير أيزوسوربيد مونونيترات وسيلوزتازول، المستخدمة في علاج أمراض القلب والجهاز الدوري، يمكنها تقليل الآثار الجانبية المنهكة التي يعاني منها الأشخاص بعد السكتة الدماغية الإقفارية بفاعلية وأمان، خاصةً إذا أُدمجت معًا. وقد عُرضت نتائج التجربة السريرية في المؤتمر الدولي للسكتة الدماغية بالجمعية الأمريكية للقلب.
تؤثر السكتات الدماغية الإقفارية على ما يقرب من 25.000 شخص في بريطانيا كل عام. ويعتقد أن هذه السكتات الدماغية تحدث نتيجة مرض الأوعية الدموية الدقيقة (CSVD) حيث تتلف الأوعية الدموية الموجودة داخل المخ وتتوقف عن العمل تمامًا. وبالتالي تؤدي إلى حدوث آثار مؤلمة تتسبب في معاناة الأشخاص المصابين من مشاكل عديدة في التفكير والذاكرة، والحركة، وحتى الخرف. وإلى الآن لا يوجد أي علاجات فعالة لها.
وقد أثبت الفريق البحثي في التجربة التي أُجريت في جامعات إدنبرة ونوتنجهام، أن هذه العقاقير ستتاح كعلاج للسكتة الدماغية الإقفارية خلال خمس سنوات، إذا أُكدت نتائجها في المزيد من التجارب السريرية.
تتضمن التجربة 363 شخص ممن يعانون السكتة الدماغية الإقفارية، حيث يتناول المرضى أيزوسوربيد مونونيترات، أو سيلوستازول على حدة أو معًا لمدة عام، بالإضافة إلى العلاج المعتاد للسكتة الدماغية.
وتأكد الباحثون من تأثير سيلوستازول وأيزوسوربيد مونونيترات في تحسين وظيفة البطانة الداخلية للأوعية الدموية (البطانة الغشائية)؛ حيث إن مشاكل البطانة الداخلية تساهم في حدوث مرض الأوعية الدموية الدقيقة.
تبين بعد مرور عام أن المرضى الذين تناولوا هذه العقاقير انخفضت لديهم مشاكل التفكير والذاكرة بنسبة 20% مقارنةً بمن لا يتناولون العقاقير.
وجد أيضًا أنهم أقل عُرضة لحدوث سكتات دماغية متكررة سنويًا عن ذويهم الذين لا يتناولون العقاقير.
أُثبت أيضًا أن أيزوسوربيد مونونيترات يُحسن من القدرة على التفكير والذاكرة، بينما سيلوستازول يُحسن من المزاج العام للفرد. ولكن تصبح هذه التأثيرات أكثر فاعلية عندما يؤخذ العقارين سويًا.
يُخطط فريق الدراسة لاختبار العقاقير في تجربة أخرى لمدة أربع سنوات، ستبدأ نهاية عام 2023. وأيضًا ستُختبر فاعلية العقاقير ومدى تأثيرها على الحالات المختلفة المرتبطة بمرض الأوعية الدموية الدقيقة، مثل ضعف الإدراك الوعائي والخرف.
أشار البروفيسور جوانا واردلو، رئيس قسم التصوير العصبي التطبيقي في جامعة إدنبرة ورئيس مؤسسة في المعهد البريطاني لأبحاث الخرف أنه حتى الآن، تُعالج السكتات الدماغية الإقفارية مثلما تُعالج السكتات الدماغية الأخرى، وعلى الرغم من ذلك فإن السكتة الدماغية الإقفارية مختلفة تمامًا وأنهم الآن على دراية بمحفزات هذه السكتات، مما يوجه إلى علاجات جديدة للحد من هذا التلف.
وأوضح أيضًا أن نتائجهم بشأن هذه العقاقير يجب أن تتحول إلى واقع قابل للتطبيق في الممارسات السريرية.
وأضاف البروفيسور نايليش ساماني، المدير الطبي بالمنظمة البريطانية للقلب: “تُعد هذه الاكتشافات الواعدة بمثابة الخطوة الأولى لعلاج السكتات الإقفارية، مجددةً الأمل للآلاف من الأشخاص”.
السكتات الدماغية الإقفارية ليست السبب الوحيد في أمراض الأوعية الدموية الدقيقة، حيث كشفت هذه الأبحاث عن حالات أخرى مرتبطة بها، مثل الخرف الوعائي.
يعاني أيان رييانولدز، 57 عام، من إدنبرة من السكتة الدماغية الإقفارية منذ يوليو 2020 وهو ضمن 363 شخص مشارك في التجربة السريرية.
أوضح أيان قائلاً: “بدأت بالشعور بالخدر في يدي اليسرى، وفي خلال ساعتين انتشر الخدر في الجانب الأيسر حتى وصل إلى الجانب الأيمن ثم إلى الوجه، لكني لم أعاني هذه الأعراض من قبل. وعندما أخبرني الطبيب أن لدي سكتة دماغية لم أصدق أن هذا قد حدث لي”.
وعندما أكدت الأشعة أنه يعاني السكتة الدماغية الإقفارية، طُلب منه المشاركة في التجربة السريرية.
وصف أيان مشاركته في التجربة السريرية بإنها فرصة جيدة ومهمة لمساعدة المصابين بالسكتة الدماغية الإقفارية في المستقبل. وأضاف: “ولقد تعلمت الكثير مما مررت به، وأنا على يقين أن جهود الباحثين سوف تساعد المرضى وتؤتي ثمارها في القريب العاجل”.
كان أيان أحد أعضاء المجموعة التي تلقت عقار سيلوستازول فقط. وبعد عامين ونصف، لا يزال يعاني الخدر والضعف في ذراعه اليمنى وساقه، ولكن استطاع العودة إلى العمل كسائق بعد ستة أشهر من إصابته بالسكتة الدماغية. وقد أوضح أن إصابته بالسكتة لن تُوقفه عن الاستمرار في حياته قائلاً: “قد غيرت تجربتي حياتي، وأدركت الآن كم كنت محظوظًا”.
تفائل أيان بنتائج التجربة السريرية، حيث أشار أن العقاقير قد ساعدت الكثير من الأشخاص، وأوضح أيضًا أن الكثير من الأشخاص يعانون تأثيرات السكتة الدماغية، لذلك لابد من اكتشاف علاج فعال لها.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: هند حسن سليم
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً