كيف يؤدي الكيتامين دورًا في تغيير المخ؟

كيف يؤدي الكيتامين دورًا في تغيير المخ؟

5 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

الشيماء حمدان

دقق بواسطة:

زينب محمد

ملخص المقال

يُبدِّل الكيتامين النشاط العصبي في القشرة الدماغية، حيث يُخمد الخلايا العصبية النشطة ويُنشط الخلايا العصبية الخاملة. قد يساعد التغيير الناتج عن نشاط الكيتامين في المناطق المرتبطة بالاكتئاب في المخ على شرح التأثيرات العلاجية له.

يُعيد الكيتامين ـ والمعروف بكونه مخدرًا ومضادًا للاكتئاب شائع الاستخدام ـ تنظيم النشاط العصبي في المخ بشكلٍ مُبهر، كأنه مفتاح تشغيل دوائر كهربائية، طبقًا لدراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة بنسلفانيا للطب.

صدرت ورقة علمية في جريدة ناتشر نيوروساينس هذا الشهر، حيث وصف فريق البحث العلمي تغيرًا كبيرًا في أنماط النشاط العصبي في القشرة المخية للنماذج الحيوانية بعد تناول الكيتامين، ملاحظين خمود في الخلايا العصبية النشطة، ونشاط خلايا عصبية أخرى كانت خامدة.

قد يُؤثر تغيير النشاط العصبي الناتج عن الكيتامين في المناطق المرتبطة بالاكتئاب في المخ على فهم التأثيرات العلاجية للكيتامين والأبحاث المستقبلية في مجال الطب النفسي العصبي.

قال الناشر والمنسق، وأستاذ مساعد  في التخدير ورعاية الحالات الحرجة وعلم الأعصاب في مدرسة بيرلمان للطب، جامعة بنسلفانيا  جوزيف سيشون: “أظهرت نتائجنا مجموعتين من الخلايا العصبية القشرية، إحداهما مرتبطة بالحالة اليقظة للمخ، والأخرى المسؤولة عن حالة المخ تحت تأثير الكيتامين”.

وأضاف: “من المُحتمل أن تكون هذه الشبكة الجديدة من الخلايا العصبية المُحفَزَة بالكيتامين هي المسؤولة عن الأحلام، والتنويم، وبعض حالات اللاوعي، وإذا كان ذلك صحيحًا فمن الممكن أن تكون هي الأماكن التي تحدث فيها تأثيرات الكيتامين العلاجية”.

يُعطي أخصائي التخدير أدوية التخدير قبل الجراحة لعكس النشاط العصبي في الدماغ حتى يدخل في حالة اللاوعي.

يُعد الكيتامين عصب عملية التخدير منذ تصنيعه في ستينيات القرن الماضي، بسبب تأثيراته الفسيولوجية المُعتمدة وأمان استخدامه.

يتميز الكيتامين بأنه يُبقي بعض النشاطات العصبية في القشرة المخية في حالة نشِطة، وهذا يُعاكس آلية عمل كل مواد التخدير الأخرى التي تُوقف نشاط المخ تمامًا.

يُعتقد أن هذه الخلايا العصبية النشطة مهمة في تأثير الكيتامين كمضاد للاكتئاب في المناطق المسؤولة عن الاكتئاب في المخ، لكن آلية عمل الكيتامين حتى الآن ما زالت غامضة.

حلل الباحثون في دراسة جديدة سلوك فأر قبل وبعد الحقن بالكيتامين، وقارنوها بنتائج فأر حُقن بمحلول ملحي.

أظهرت الفئران خلال دقائق من حقنها بالكيتامين سلوكًا مماثلًا للإنسان عند حقنه بنفس الدواء، وتشمل: إعاقة الحركة، واستجابات ضعيفة للمنبهات الحسية، والتي قد نسميها إجمالًا بـ “التفارق”.

قال الناشر والمنسق، الطبيب الحاصل على الدكتوراه أليكس بروويكت، بروفسور التخدير ورعاية الحالات الحرجة في جامعة بنسلفانيا: “كنا نأمل أن نُحدد بالضبط النقاط التي يُؤثر عليها الكيتامين عند تناوله؛ ليفتح الطريق لاكتشاف استخدامات علاجية جديدة له”.

اُستُخدم الفحص المجهري ثنائي الفوتون لتصوير أنسجة المخ قبل وبعد العلاج بالكيتامين، وبتتبع نشاط بعض الخلايا العصبية، وُجد أن الكيتامين يُنَشِّط الخلايا العصبية الخاملة ويُثَبِّط الخلايا العصبية النشطة.

يرجع السبب في النشاط العصبي الملحوظ إلى قدرة الكيتامين على حجب نشاط المستقبلات المتشابكة – نقطة الاتصال بين الأعصاب- وتُسمى مستقبلات ن ميثيل د حمض الأسبارتيك (NMDA)، والقنوات الأيونية والتي تُسمى بالقنوات الحلقية المنظمّة بالنيوكليوتيدات المنشَّطة بفرط الاستقطاب.

استنتج الباحثون إمكانية إعادة إنشاء تأثير الكيتامين بدون الحاجة للدواء، عن طريق منع المستقبلات والقنوات المَعنية في القشرة المُخية.

وجد العلماء أن الكيتامين يُضعف العديد من الخلايا العصبية المثبطة في القشرة المخية والمسؤولة عن تثبيط بعض الخلايا العصبية الأخرى، وبذلك يسمح لهذه الخلايا العصبية الخاملة بالنشاط في حالة وجود الكيتامين.

أظهرت الدراسة أن هذا التخلي عن تثبيط هذه الخلايا كان ضروريًا لتبديل نشاط الخلايا العصبية الاستثارية، وهي الخلايا العصبية المسؤولة عن الاتصالات العصبية، والمناطق المُستهدفة للأدوية المضادة للاكتئاب.

يجب البحث أكثر عن ما إذا كان تأثير الكيتامين كمخدر على الخلايا العصبية المُثبِطة والاستثارية هو نفسه المسؤول عن تأثيره السريع كمضاد للاكتئاب.

قال الطبيب الحاصل على الدكتوراه وأستاذ التخدير ونائب رئيس قسم التخدير والعناية المركزة ماكس كليز: “بينما تختص دراستنا مباشرةً بالعلوم العصبية، فهي تُركز على القدرة العالية للكيتامين كمضاد سريع للاكتئاب”.

وأضاف: “نحتاج إلى أبحاث أكثر بخصوص ذلك، لكن اكتشافنا لهذه التغيرات العصبية تُوضح أيضًا حالات الهلوسة العضوية التفارقية والتي تُسببها الأمراض النفسية المختلفة”.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: د. الشيماء حمدان

لينكد إن: alshimaahamdan

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!