سؤال واحد تسأله لنفسك لتعرف مستقبلك

سؤال واحد تسأله لنفسك لتعرف مستقبلك

8 مارس , 2023

ترجم بواسطة:

بشاير العوفي

دقق بواسطة:

زينب محمد

كيف تقضي وقتك؟

اعتقد الكاتب والفيلسوف الألماني جوته أن بوسعه توقع مستقبل أي شخص بناءً على حقيقة بسيطة وهي “إذا استطعت معرفة كيف تقضي وقتك فبإمكاني معرفة ماذا قد يحدث لك”.

معرفة كيف تقضي وقتك تكشف قيمتك وهكذا ترى إلى أين سيقودك استثمارك لوقتك واهتمامك ومجهودك، ولكن تكمن المشكلة في أن أغلبنا يقضي معظم وقته مشتتًا بدلاً من التركيز على ما هو مهم، فإهدار الوقت على المشتتات يؤدي إلى فرص ضائعة وهذا ما نندم عليه لاحقًا.

 ولكن باستخدام بعض المفاهيم التي ناقشتها في كتابي “ما لا يمكن تشتيته” بالإمكان أن تصبح الشخص الذي تريد بالمستقبل دون أن تنصاع نحو المشتتات التي تضللك بنهاية المطاف.

من تريد أن تكون غدًا؟

في كل الأحوال، أفضل طريقة لمعرفة من تريد أن تكون هي معرفة الصفات التي تريد أن تتحلى بها والتي تُعرف بقِيمتك الذاتية.

وفقًا لمؤلف كتاب “فخ السعادة” روس هاريس، فإن القيمة الذاتية هي “كيف نرغب أن نكون وعن ماذا نناضل وكيف نتواصل مع العالم من حولنا”، فالبشر بطبعهم يخصصون وقتًا لما يرغبون به. فعلى سبيل المثال، إحدى قيمي هي أن أكون أبًا حنونًا ومرحًا ومتواجدًا بجانب ابنتي.

ومن ثم ستكون هذه القيم كخريطة تقودك إلى نسختك المستقبلية المثالية، بإمكانك استخدامها لإرشادك إلى الأعمال التي تساعدك على تحقيق تلك القيم.

ولتثبيت قيمتي الذاتية التي ستساعدني لأكون الأب الذي أريد أن اكونه، ابتكرت نهجًا جديدًا مع ابنتي حيث أننا نقوم بالاختيار عشوائيًا من برطمان يحتوي على قصاصات من الورق كل واحدة تحتوي على نشاط ممتع ونقوم بالنشاط الذي وقع عليه الاختيار.

ومن خلال الاستمرارية بتخصيص هذا الوقت لأكون متواجدًا بشكل كامل مع ابنتي، أشعر باليقين أنني أقترب من تحقيق هدفي.

إن جدولة قيمك الذاتية والقيام بما يدفعك نحوها يكشف لك أي مفارقات بين كيف تقضي وقتك وبين من تريد أن تكون في المستقبل.

لنفترض أنك ترغب أن تصبح كاتبًا، إن لم تخصص وقتًا للكتابة باستمرار، فأنك بالتأكيد لن تنشر شيئًا يُذكر، لذا لابد أن تخصص وقتًا للشيء وإلا لن يحدث.

خصص وقتًا لنسختك المستقبلية

في الغالب لا يخصص الناس وقتًا لقيمهم، ويسمحون للمؤثرات والمحفزات الخارجية بتخريب خططهم لقضاء الوقت والانجراف خلف المشتتات.

ولكن في الحقيقة، لن تصبح حياتك المستقبلية كما ترغب مالم تكن لديك القدرة على التحكم في حاضرك وعلى ماذا تصب اهتمامك، وأفضل طريقة لجعل مستقبلنا المثالي مثمرًا هي تحويل القيم إلى واقع.

تقنية التحديد الصارم للوقت، هي تقنية دقيقة لتسهيل إدارة الوقت والتركيز وتتضمن تحديد فترات في جدول أعمالك للقيام بالأنشطة التي خططت لها مسبقًا لتعيش وفقًا لقيمك.

إن المعرفة والتخطيط لما نريد فعله كل يوم، يساعدنا على الثبات في وجه المغريات ورسم خط زمني لإنجاز أهدافنا.

على خلاف تسجيل المهمات على لائحة الأعمال المراد تنفيذها، فإن اتباع تقنية التحديد الصارم للوقت تساعدنا على معرفة المدة التي تستغرقها كل مهمة وبهذا نعلم مدى تقدمنا.

لنقل إنك تطمح إلى تأليف كتاب، فإن تدوين هذا الهدف على لائحة الأعمال المراد تنفيذها يعتبر السر في عدم إنجاز هذا الهدف مطلقًا. ولكن إذا خصصت ثلاثين دقيقة يوميًا للكتابة، فستكون قادرًا على تتبع مدى تطورك خلال تلك الفترة وقادرًا على حساب الوقت الذي ستستغرقه لإكمال المسودة الأولى.

على سبيل المثال، إذا أدركت أنك تكتب بصفه عامة ما يصل إلى ٢٠٠ كلمة في الساعة، فسيستغرق الأمر منك ٢٠٠ ساعة لكتابة ٤٠.٠٠٠ كلمة. لكن في الواقع هذا الحساب لا يؤخذ بعين الاعتبار كثيرًا، فالمواطن الأمريكي يقضي ما يقارب خمس ساعات يوميًا في مشاهدة مقاطع الفيديو!

حين يصل الأمر إلى ماهية الحياة والمستقبل التي تريد عيشه، فإن التأكد من تخصيص وقت لتعيش هدفك هو من أفضل الأمور التي يجب أن تركز عليها جيدًا، فخطط لحاضرك ومستقبلك كما لو كان أمام عينيك.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: بشاير العوفي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!