قد لا يولد الرضع بميكروبيوم حسب قول العلماء

قد لا يولد الرضع بميكروبيوم حسب قول العلماء

6 مارس , 2023

ترجم بواسطة:

مروة سالمان

دقق بواسطة:

زينب محمد

لقد اعتبر الرحم بيئة معقمة إلى حدٍ كبير لأكثر من قرن. وحتى اليوم، لم يستطع الباحثون بالتكنولوجيا الطبية المتقدمة المتاحة الاتفاق عما إذا كانت المشيمة والسائل الأمينوسي الذي يغمر الجنين خاليين من الجراثيم حقًا أم لا.

زعم بعض العلماء وجود علامات مكتشفة من الحياة الميكروبية في عينات الأجنة في السنوات الأخيرة، وقد قادهم ذلك للنقاش حول أن الميكروبيوم البشري، وهو مجتمع البكتيريا والفطريات والجراثيم التي تتغذى علينا وبداخلنا، يكون موجودًا قبل الولادة.

اعترضت مجموعة أخرى من الباحثين من أمريكا الشمالية وأوروبا وبريطانيا معللين ذلك بأن تلك الدراسات مبنية على عينات ملوثة.

وقد تناقش المؤلفون حول أن الميكروبات المكتشفة في الدراسات السابقة قد دخلت بطريقة غير مقصودة، سواء بعد الولادة الطبيعية أو خلال إجراء إكلينيكي لإزالة الجنين أو بعينات من الحمض النووي الخاص به.

إن فكرة وجود الميكروبيوم الجنيني هي فكرة جذرية وتتعارض مع أساسيات المناعة، والأسس الخاصة بالثدييات الخالية من الجراثيم، والتي تفترض تكّون الجنين في بيئة معقمة.

في الوقت الذي يكون فيه من المحتمل للميكروبات أن تعبر من الأم للجنين من خلال المشيمة، يتولى جهاز المناعة الموجود في السائل الأمينوسي عادةً أمر هذه الميكروبات بسرعة، حيث بقاؤها يسبب للجنين مشاكل صحية خطيرة أبرزها النمو.

تقول كاثرين كينيدي، المؤلف الرئيسي واختصاصي الميكروبيولوجيا في جامعة ماكماستر في كندا: “هذا التعارض الموجود في جانب أساسي من البيولوجيا البشرية يُظهر تحديًا للتقدم العلمي”.

وتضيف: “يخاطر الفشل في حل هذه القضية بتحويل المصادر المحدودة إلى بحث لا يؤتي ثماره بالنسبة لصحة الجنين والأم، مع وجود محاولات مضللة للتعديل العلاجي للميكروبيوم الجنيني غير الموجود”.

كشفت الدراسات المختارة عن علامات دقيقة لاستقرار ميكروبي خطير، عن طريق فحص الميكروبيولوجيا الخاصة بالجنين البشري مباشرةً. كشفت نصف التقارير عن مجموعات ميكروبية حيوية ذات كثافة قليلة في الجنين، بينما كشفت اثنتان عن النواتج الثانوية التمثيلية للميكروبات، وآثار للبكتيريا أغلبها على الجلد.

جمع عينات الأجنة دون ميكروبات هو أمر مخادع، وفي بعض الدراسات السابقة تتناقش كينيدي وزملاؤها حول أن عينات المراقبة المهمة كانت خالية منها.

جمع اثنان من الأبحاث المذكورة بالأعلى عينات بعد ولادة الجنين طبيعيًا، كما يوجد عينات مجمعة بعد الولادة القيصرية، وبإمكان كل طريقة من تلك الطرق تعريض الجنين إلى الميكروبات من البكتيريا المجهرية الخاصة بالأم والوسط القريب. ولكن كانت دراسة الولادات القيصرية فقط – والتي تكون كينيدي مؤلفتها الرئيسية – هي ما فسرت هذا التعرض.

في كلا الدراستين اللتين ادعتا أن الميكروبات استعمرت الجنين، اكتُشف أن الميكروبات كانت موجودة أيضًا بمستويات مختلفة في معظم عينات المراقبة من بحث آخر.

يحذر البحث الجديد أن افتقار عينات المراقبة المهبلية للبكتيريا لتحديد الميكروبيوتا للأجنة المولودة طبيعيًا يمثل تحديًا كبيرًا، مما يثير الشك في استنتاج المؤلفين بأن الميكروبات تنبثق من الرحم”.

وما هو أكثر من ذلك، إشارة الباحثين الآخرين غير المشمولين في التحليل إلى أن الاستعمار الميكروبي والميكروبيوم مختلفان بشكل كبير.

أوضحت اختصاصية الميكروبيولوجيا، سوزان ديفكوتا من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس مؤخرًا: “تشير الدراسات المتوفر حاليًا أنه من المؤكد احتمالية وجود الميكروبات داخل بيئة الرحم، ولكني أعتقد أنه في أحسن الأحوال تأتي هذه الميكروبات من مكان آخر في الجسم، وليس من بيئة الرحم ذاتها”.

إلى جانب ذلك، حتى لو كان يستعمر الجنين عدد قليل من الميكروبات قبل الولادة، فكيف يوقف جهاز المناعة النامي هذه الملوثات من الاستفادة من الحياة الجديدة؟ وكيف تعرف خلايا المناعة أي الميكروبات التي ستتركها وأي الميكروبات ستقاومها؟

تستنتج كينيدي وزملاؤها: “من منظور سريري، معظم التفسيرات التي طرحت في المنشورات الحديثة فيما يتعلق بوجود ميكروبات في الأجنة صعب تأكيد صحتها على المستوى البيولوجي؛ لأنه من المنطقي جدًا أن تسبب ضررًا أو وفاة للجنين”.

وبالنظر إلى أبعاد الصورة الظاهرة لنا، نرى أن فرضية أن الرحم معقم هي الأقرب للصواب.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: مروة سالمان

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!