حصلت المركبة الفضائية جونو على عرض إذاعي خاص من أقرب قمر للمشتري “Io” شديد البركانية.

 إن مركبة الفضاء جونو التابعة لناسا تستمع للانبعاثات الراديوية من القمر البركاني للمشتري “Io”، مما يسمح للباحثين باكتشاف ما يحفز الموجات الراديوية الغريبة.

من بين جميع الكواكب في نظامنا الشمسي، يمتلك المشتري أكبر وأقوى مجال مغناطيسي ، والذي يمتد حتى الآن بحيث تدور بعض أقمار الكوكب داخله. نظرًا لأن “Io”  هو الأقرب إلى الكوكب، وفقًا لوكالة ناسا، فإن القمر عالق في شد وجذب بين كوكب المشتري وقمرين كبيرين آخرين. تسبب هذه السحب المتعارضة حرارة داخلية هائلة، مما أدى إلى مئات الانفجارات البركانية عبر سطح القمر.

وقالت ناسا في بيان لها، إن البراكين تطلق طنًا واحدًا من الغازات والجزيئات في الثانية في الفضاء. تنقسم بعض هذه المواد إلى أيونات وإلكترونات مشحونة كهربائيًا ثم تمطر على المشتري عبر المجال المغناطيسي للكوكب. يتم تسريع الإلكترونات التي يتم التقاطها في المجال المغناطيسي نحو أقطاب المشتري، و من ثم تولد ظاهرة يطلق عليها العلماء موجات الراديو العشرية (المعروفة أيضًا باسم الانبعاثات الراديوية العشرية، أو DAM).

وقالت ياسمينا مارتوس من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في البيان إنه عندما تكون المركبة الفضائية في المكان المناسب للاستماع، يمكن لأداة جونو التقاط موجات الراديو هذه. استخدم الباحثون بيانات من جونو لتحديد موقع انبعاثات الراديو في المجال المغناطيسي الضخم لكوكب المشتري. تُسلط هذه البيانات الضوء على سلوك الحقول المغناطيسية الهائلة التي تخلقها عمالقة الغاز.

وفقًا لفريق البحث، تأتي موجات الراديو من الفضاء الذي يمكن وصفه بأنه مخروط مجوف، حيث تكون الظروف مناسبة تمامًا من حيث قوة المجال المغناطيسي والكثافة الصحيحة للإلكترونات. وفقًا لبيان ناسا، تدور الإشارة مثل المنارة ويلتقطها جونو فقط عندما يسطع الضوء على المركبة الفضائية. 

أظهرت بيانات الراديو أيضًا أن الإلكترونات التي تخلق موجات الراديو هذه تصدر كمية هائلة من الطاقة، ٢٣ مرة أكبر مما توقعه الباحثون. وفقًا لفريق البحث، يمكن أن تأتي هذه الإلكترونات من مصادر أخرى أيضًا، مثل المجال المغناطيسي للكوكب أو من الرياح الشمسية.

المصدر: https://www.space.com

ترجمة: رزان نصّار

مراجعة وتدقيق: كريم طارق