يفرز صغار النمل نوعًا غريبًا من “الحليب” والمستعمرة بأكملها تشربه!

يفرز صغار النمل نوعًا غريبًا من “الحليب” والمستعمرة بأكملها تشربه!

20 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

منة إدريسي

دقق بواسطة:

زينب محمد

احتساء الشاي مع العائلة متعة يحبها أغلب البشر، لكن اتضح  أن النمل لديه مشروب مفضل أيضًا، ليس الشاي أو القهوة، بل نوع من “الحليب” المليء بالمغذيات الذي يخرج من صغارهم، وتشارك المستعمرة بأكملها في احتسائه من أحدث الصغار إلى البالغين.

تفرز شرانق النمل هذا السائل بكميات كبيرة خلال مرحلة معينة من تطورها. يبدو أنه مزيج من السوائل المتقاطرة، والتي تشمل مخلفات الطور السابق المتبقية من قشرة الشرنقة جنبًا إلى جنب مع الإنزيمات التي تحللها. ممممم! يبدو لذيذًا!

 يقول دانييل كروناو، عالم الأحياء بجامعة روكفلر: “خلال الأيام القليلة الأولى بعد الفقس، تعتمد اليرقات على السائل تقريبًا مثلما يعتمد المولود الجديد على الحليب”. وأضاف: “الكبار أيضًا يشربونه بنهم، وعلى الرغم من أنه ليس من الواضح كيف يؤثر على البالغين، إلا أننا على ثقة من أنه يؤثر على عملية الاستقلاب ووظائف الأعضاء”.

أثناء البحث في الأصل عن كيفية تأثير العزلة الإجتماعية على النمل، لاحظ عالم السلوك الحيواني بجامعة روكفلر أورلي سنير وزملاؤه طقوس الشرب هذه. بعد عزل الشرانق من المستعمرة، أزال الباحثون السائل يدويًا من بعض صغار النمل وتركوا الآخرين بمفردهم.

نتائج مذهلة

 كتب الباحثون في ورقتهم: “إذا لم نقم بإزالة السائل من الشرانق المعزولة في ظل ظروف صحية نظيفة، فإنها تغرق في إفرازها”. حيث استسلمت الشرانق الأخرى التي احتُفظ بها في صناديق عش مستعملة مليئة بالعدوى الفطرية بدلاً من بيئة معقمة. لكن أولئك الذين عادوا إلى المستعمرة بمجرد ظهور “اللبن” لديهم معدل عالٍ من البقاء على قيد الحياة. ويخلص سنير وفريقه إلى أن هذا يدل على اعتماد  الشرانق على البالغين لإزالة الإفرازات، وإلا سيموتون.

ينتج النمل الصغير “اللبن” الخاص به خلال أكثر مراحل نموه خمولًا – بينما يتحول من اليرقات إلى البالغين مباشرةً بعد اكتساب التصبغ.  هذه المرحلة تتزامن مع فقس مجموعة اليرقات التالية. وباستخدام أنديغوتين، تمكن الفريق من إظهار الصغار وهم يشربون الحليب أيضًا. يقوم القائمون على رعايتهم من البالغين بحملهم بعناية ووضعهم على أشقائهم الأكبر سنًا لتناول مشروب، حيث إنه إذا لم تتلق يرقات حديثي الولادة السائل في الأيام القليلة الأولى من الحياة، فمن المرجح أن تموت.

 حدد الفريق أيضًا الهرمونات والمواد النشطة عصبيًا في حليب الشرنقة، إلى جانب الأحماض الأمينية والسكريات والفيتامينات. بينما كانت التجارب الأولية على النمل المهاجم النسيلي (Ooceraea biroi)، وجد سنير وزملاؤه أن نفس العملية حدثت في نوع واحد على الأقل عبر خمس مجموعات فرعية رئيسية للنمل.

في مستعمرة  النمل الواحدة الكل مرتبط ببعضه البعض، وغالبًا ما يتم تشبيهه بالعمل الجماعي ككائن حي واحد – كل طبقة اجتماعية لها دور محدد مثل نوع واحد من الأنسجة أو الأعضاء. رغم أنه من غير الواضح حاليًا كيف يؤثر سائل الشرنقة على البنية الاجتماعية للنمل، لكن الباحثين حريصون على اكتشافه. يقول كروناور: “الطريقة التي يستخدم بها النمل هذا السائل تخلق تبعية بين مراحل النمو. إنه يظهر إلى أي مدى تعمل مستعمرات النمل كوحدة متكاملة”.

 نُشر البحث في مجلة Nature.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: منة إدريسي

لينكد إن: mina-idris

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!