crossorigin="anonymous">
13 فبراير , 2023
يحفز «أثر الضرورة الملحة» الأشخاص على منح الأولوية للمهام العاجلة على المهام الأكثر أهمية، كذلك تميل الفطرة البشرية إلى منح الأولوية للمهام ذات الفترات الزمنية المحدودة؛ إلا أن ذلك يؤدي إلى نقص في التقدم المحرز على المدى البعيد.
لكن، ثمة طريقة لاستغلال «أثر الضرورة الملحة» لصالح الفرد من أجل إنشاء مواعيد محددة للمهام التي يصعب البدء فيها.
ويطرح السؤال: «كم عدد المرات التي اشتريت فيها شيء لم تحتاجه؛ ولكن اضطررت لشرائه لأنه كان عرض لفترة محدودة، أو ذهبت ذات مرة إلى أحد المتاجر للتسوق لتدرك أن فترة صلاحية كوبونك قد أوشكت على الانتهاء». يعلم المسوقون منذ فترة طويلة كيف ينمون لدينا الشعور بأثر الضرورة الملحة والافتقار إلى عقد الصفقات الخاصة؛ مما تبدو حيلة رائعة لاستنفاد أموالنا.
عندما نشعر بدقات الساعة، نشعر وكأن شيئًا يتحرك بداخلنا؛ فيجعلنا منكبين على ما نقوم به، إلى أن ينتقل هذا الشعور إلى عظامنا؛ مما يثقلنا بوجوب الانتهاء من مهمة في وقت محدد، حتى نشعر بثقل المهام الأخرى المحتملة والأكثر الأهمية أيضًا. ربما راودك مثل هذا الشعور في المرة التي تلقيت فيها بريد إلكتروني أو رسالة نصية. أعلم أنك وقعت ضحية للرد على مثل هذه الرسائل على الفور؛ حيث قد ترى أن هذا الشيء عاجلاً، كإحدى صافرات إشارة بدء المعركة أو للاقتراب قليلاً من الشواطئ البحرية الصخرية التي لن تدمر السفينة بالتأكيد. ما الذي يدفعنا إلى الاستعجال إذن؟
يمكننا أن نضيف شيئًا إلى الموسوعة الحرة المليئة بالتحيزات المعرفية التي نحن – البشر – ننخرط فيها؛ كمصطلح «أثر الضرورة الملحة» الذي صاغه الباحثون. في 2018، أوضحت دراسة أن الأشخاص ينجزون المهام الحساسة للوقت أولاً عن الأخرى التي لا تعد كذلك، ولكنها أكثر أهمية، وأرجع الباحثون أسباب ذلك في أنهم يريدوا إنجاز المهام السهلة، وتلقي مكافأة فورية نظير ذلك، أو عمل خطة مدروسة لتحديد المهام العاجلة المراد إنجازها أولاً ثم الانتقال إلى التالية.
إضافةً إلى ذلك، يريد الأشخاص إنجاز المهام العاجلة أولاً لمجرد تحطيم أرقام قياسية. وحسبما ذكر مؤلفو الدراسة، فإن الأشخاص واعون لتلك المسألة في أن لديهم فترة زمنية محدودة لإنجاز مهمة معينة؛ وبالتالي يركزون أكثر على الوقت الذي يتعين عليهم فيه إنجاز تلك المهمة عن المكاسب أو العوائد من وراء إنجازها.
وماذا عن الفطرة البشرية التي تميل للقيام بالأشياء وفقًا للشعور الإنساني أنها عاجلة؟ إن قضينا يومنا ندور حول أنفسنا في دوائر، سنشعر في نهاية اليوم أننا حقًا مشغولون وطاقتنا مستنفذة، إلا أننا سنعود من حيث بدأنا.
تعني الخطوة الأولى بتوضيح ما هو أكثر منطقية للعمل بالنسبة لك، وإلا سيكون من السهل الانشغال بحاجات الآخرين ورغباتهم؛ مما يؤدي إلى استنفاذ طاقتك، وبالتالي يساعد التركيز على المكاسب أو العوائد التي تجنيها من كل مهمة في اتخاذ أفضل القرارات، فاطرح على نفسك الأسئلة مثل «ماذا لو قمت أو لم أقم بكذا على الإطلاق»؛ بالطبع ستكون الإجابة عليه «ما من شيء خطير سيحدث إن خرجت من جحر الأرنب الذي لن أنجو منه أبدًا»، أو قد يشير «كذا» إلى السؤال عن إحدى القاعات لعقد القران، ولكن قد يأتي الرد: «ربما سوف أعقد قراني في 2025 صباح يوم الأربعاء بإحدى الأماكن المفضلة لدي؛ ستكون المتاحة في هذا الوقت».
نعلم أن عقولنا تستجيب للضرورة الملحة. لذا، بدلاً من العراك مع أنفسنا، يمكننا أن نستخدم حماسنا الكامن في إنجاز المهام، وبالتالي إن تعذر عليك البدء في مهمة شاقة أو إنهاؤها، اضبط المؤقت لتقلل من المدة الزمنية المستغرقة في إنجاز مهمة معينة، واستمر في اتباع هذه الخطة لإنجاز كل جزء من المهمة حتى تحتفظ بذلك على حماسك وحس التقدم المحرز بصددها بإنشاء مجموعة من المواعيد النهائية الساعية، واليومية، والأسبوعية حتى تتبع نفس المسار عند تنفيذ المشاريع الكبرى.
يمكن أن يقلل العمل بأثر الضرورة الملحة من معدل الإنتاجية الذي لا تعلم عن وجوده، بل أيضًا يمكن أن يستنفذ ذلك الأثر طاقتك إن عملت لفترات طويلة دون راحة.
لذا، حاول العمل على فترات حيث يمكنك إنشاء مواعيد محددة لإنجاز المهام في مدة محددة، أو خذ استراحة لحين البدء في مهمة جديدة وحدد موعدًا آخر لتسليمها وأنهيها وكن على هذا المنوال؛ فقد تنجز في أكثر من ساعة ونصف عند إنشائك لمواعيد محددة بدلاً من اليوم كله في حال عدم استخدامك لحس الضرورة الملحة، ومن ثم تكون قادرًا على الاسترخاء بقية اليوم لا تشعر بالذنب.
المرة القادمة، قد يبدو شيء ملحًا، ومن ثم اسأل نفسك: «ما هو؟» حتى تكون قادرًا على الانتهاء من المهام المهمة فعلاً. قل لنفسك: «سأقوم بهذا قبل الموعد المحدد؛ وأصر على القيام به كشيء عاجل تحتم الضرورة تنفيذه».
آمل أن هذه الخطوات تساعدك في كيفية تولي مسؤولية قضاء وقتك باختيار ما هو مهم وقضاء حياتك فيما هو أهم.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: زينب محمد الأصفر
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً