رصد فضائي لتأثير الاحتباس الحراري على جبال الألب

رصد فضائي لتأثير الاحتباس الحراري على جبال الألب

7 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

إكرام الدعاسي

دقق بواسطة:

زينب محمد

يؤثر الاحتباس الحراري تأثيرًا بالغًا خاصةً على المنطقة التي توجد في جبال الألب، إذ أمست السلسلة الجبلية الأوروبية   في القطب الشمالي مُخضرّة أكثر من قبل بسببه.

استخدم باحثون بيانات الأقمار الصناعية  لكشف ارتفاع الغطاء النباتي فوق حد الأشجار بنسبة تناهز 80% من جبال الألب. كما ينخفض الغطاء الثلجي وإن كان ذلك بشكل طفيف إلى الآن.

  خلُص فريق بحث يقوده كل من البروفيسور سابين رومب من جامعة بازل والأستاذ جريجور ماريثوز والأستاذ أنطوان غويزان من جامعة لوزان إلى أن ذوبان الجليد دلالة على الاحتباس الحراري في جبال الألب وقد جرى رصد تقلص  حجم الغطاء الثلجي من الفضاء ولكنه لا يعد أهم تغيير طرأ في المنطقة.

 تحرى هؤلاء الباحثون بالتعاون مع زملائهم من هولندا وفنلندا عن تبدّل الغطاء الثلجي والغطاء النباتي مستعينين ببيانات الأقمار الصناعية الدقيقة منذ سنة 1984 إلى سنة 2021 وارتفعت الكتلة الحيوية النباتية فوق حد الأشجار طيلة الفترة الآنف ذكرها إلى أكثر من 77% من المنطقة المُرَاقَبة.

تنجم ظاهرة “الخضرنة” عن الاحتباس الحراري وهي ظاهرة موثقة بإحكام في القطب الشمالي وجرى مؤخرًا رصدها في الجبال.

الكتلة الحيوية النباتية تزداد في ثلاثة أرباع جبال الألب

 تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة، سابين رومب والتي أصبحت منذ شهر فبراير أستاذة مساعدة في جامعة باسل إنه قد اتضح أن جبال الألب تشهد تغييرًا مهمًا للغاية.

أمست جبال الألب مكسوة برداء أخضر أكثر فأكثر لأن النباتات تكتسح يومًا بعد يوم المناطق الجديدة ويتكثّف الغطاء النباتي عمومًا أكثر فأكثر ويزداد طوله. 

عُنيت الدراسات السابقة أساسًا بتأثير الاحتباس الحراري على التنوع البيولوجي في جبال الألب واهتمت كذلك بالتقسيم الجديد للنباتات باختلاف أنواعها. بيد أن إجراء تحليل شامل لتبيّن مآل الانتاجية النباتية في جبال الألب لم يُجرى إلى حد الآن وأبرز مؤلفو الدراسة أن تبدّل حال المتساقطات وطول فترات الإنتاجية النباتية  نظرًا لارتفاع درجات الحرارة يؤديان بدورهما إلى ارتفاع الكتلة الحيوية النباتية.

تردف رمب : “تتكيف نباتات جبال الألب مع الظروف المناخية القاسية، ولكنها لا تقوى على المنافسة ففي ظل تغير الظروف المناخية تُمسي هذه الأنواع المتخصصة من النباتات بمعزل عن المنافسة تفقد ميزتها فيسعنا القول إذن أن التنوع البيولوجي منقطع النظير في جبال الألب مُهدد تهديدًا لا يُستهان به”.

الغطاء الثلجي قد تقلص قليلاً  

تغيّر حجم الغطاء الثلجي فوق حد الأشجار تغيرًا طفيفًا مقارنةً بتبدّل حجم الغطاء النباتي منذ سنة 1984.

استثنى الباحثون المناطق التي تفوق 1.700 متر والأنهار الجليدية والغابات وانعكفوا على تحليل باقي المناطق فما لبثوا أن عرفوا أن الغطاء الثلجي تقلص تقلصًا ملحوظًا في حوالي 10% من المنطقة وقد تبدو هذه النسبة قليلة جدًا ولكن يؤكد الباحثون أن هذا الاتجاه مروع للغاية.

يقول أحد مؤلفي الدراسة المهمين أنطوان جويسان: “لم تميز التحاليل السابقة لبيانات الأقمار الصناعية مثل هذا الاتجاه وقد يكون ذلك بسبب عدم دقة صور الأقمار الصناعية أو قصر الفترة المخصصة للدراسة والتمحيص”.

أردف جريجوار ماريثوز: “بينت القياسات الأرضية المحلية طيلة سنوات انخفاضًا في عمق الثلج في الارتفاعات المنخفضة وقد نتج عن ذلك خلو بعض المناطق من الثلج خلوًا كبيرًا”.

تجدر الإشارة إلى إمكانية التمييز بين منطقة مغطاة بالثلج ومنطقة غير مغطاة بالثلج بالاعتماد على بيانات الأقمار الصناعية بيد أن استخدامها لا يأذن لنا باستنتاج خلاصات بشأن عمق الثلج.

يقول رامبف: ” كلما تواصل الاحتباس الحراري، أضحت جبال الألب مخضرّة أكثر فأكثر بدلاً من كونها بيضاء ويقودنا ذلك إلى طريق لا نهاية له ولا قرار إذ تعكس الجبال الأكثر اخضرارًا القليل من ضوء الشمس، مما يزيد في الاحترار ومن ثمة إلى انكماش الغطاء الثلجي العاكس أكثر فأكثر”.

يتسبب الاحترار أيضًا في ذوبان الأنهار الجليدية أكثر فأكثر وفي إذابة الجليد السمردي، مما قد يولد الانزلاقات الأرضية وسقوط الصخور والتدفقات الطينية.

ويؤكد رمبف على دور الثلج والجليد من جبال الألب في توفير الماء ولاسيما في الترفيه والسياحة.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: إكرام الدعاسي

تويتر: ikram daassi  

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!