لتحديد الصوت، تعتمد العقول على البصر

لتحديد الصوت، تعتمد العقول على البصر

12 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

آلاء ياقوت

دقق بواسطة:

زينب محمد

للتعرف على صوت مألوف، تستخدم الأدمغة البشرية نفس المركز الذي يعمل عند رؤية وجه المتحدث، كما وجدت دراسة متميزة في علم الأعصاب طُلب من المشاركين فيها التعرّف على رؤساء الولايات المتحدة.  

تشير الدراسة الجديدة، التي نشرت الأسبوع الماضي في مجلة الفيزيولوجيا العصبية Journal of Neurophysiology إلى أن التعرف على الصوت والوجوه مرتبطان ارتباطًا وثيقًا أكثر مما كان يعتقد سابقًا.

إنه يوفر احتمالاً مثيرًا للاهتمام بأن المعلومات المرئية والسمعية ذات الصلة بتحديد هوية شخص ما تغذي مركز دماغ مشترك، مما يسمح بالتعرف بشكل أكثر شمولية من خلال دمج أنماط منفصلة من الإحساس.   

قال كبير المؤلفين د. تايلور أبيل، الأستاذ المشارك في جراحة الأعصاب بكلية الطب بجامعة بيتسبرغ: “من الأبحاث السلوكية، نعلم أن الناس يمكنهم التعرف على صوت مألوف بشكل أسرع وأكثر دقة عندما يمكنهم ربطه بوجه المتحدث، لكن لم يكن لدينا تفسير منطقي لسبب حدوث ذلك”.

وأضاف: “في القشرة البصرية، وتحديدًا في الجزء الذي يعالج الوجوه عادةً، نرى أيضًا نشاطًا كهربائيًا استجابةً للأصوات المعروفة، مما يسلط الضوء على مدى عمق الترابط  بين النظامين”. 

على الرغم من أن التفاعل بين أنظمة معالجة الدماغ السمعية والبصرية اعتُرف به على نطاق واسع وحقق فيه فرق مختلفة من علماء الأعصاب في جميع أنحاء العالم، فقد كان المعتقد السائد أن هذه الأنظمة متميزة هيكليًا ومكانيًا. 

حتى وقت قريب، حاولت بعض الدراسات قياس النشاط مباشرةً من مركز الدماغ – الذي يتمثل دوره الأساسي في دمج ومعالجة المعلومات المرئية – لتحديد ما إذا كان هذا المركز يعمل أيضًا عندما يتعرض المشاركون لمحفزات صوتية مألوفة.  

أتيحت للباحثين في بيت فرصة فريدة لدراسة هذا التفاعل لدى مرضى الصرع الذين زُرع لهم أقطاب كهربائية مؤقتة تقيس نشاط الدماغ لتحديد مصدر نوباتهم، كجزء من رعايتهم الطبية.

وافق خمسة مرضى بالغين على المشاركة في الدراسة، حيث عرض أبيل وفريقه على المشاركين صورًا لثلاثة رؤساء أمريكيين – بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما، وقاموا بتشغيل تسجيلات صوتية قصيرة لهم، وطلبوا من المشاركين التعرف عليهم.  

أظهرت تسجيلات النشاط الكهربائي من منطقة الدماغ المسؤولة عن معالجة الإشارات البصرية – تسمى الدوران المغزلي، أو (FG) – أن نفس المنطقة أصبحت نشطة عندما سمع المشاركون أصواتًا مألوفة، على الرغم من أن هذه الاستجابة كانت منخفضة وتأخرت قليلاً.  

قال هابيل: “هذا مهم لأنه يظهر أن المناطق السمعية والبصرية تتفاعل مبكرًا جدًا عندما نحدد الأشخاص، وأنهم لا يعملون في عزلة. بالإضافة إلى إثراء فهمنا للأداء الأساسي للدماغ، تشرح دراستنا الآليات الكامنة وراء الاضطرابات المؤثرة على التعرف على الصوت أو الوجه، مثل الخرف أو الاضطرابات ذات الصلة”. 

المصدر: Neuroscience News

ترجمة: آلاء ياقوت

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!