دراسة توضح أن الأدوية المضادة للالتهاب التي يتناولها الأطفال قد تسبب تغييرات في مينا الأسنان

دراسة توضح أن الأدوية المضادة للالتهاب التي يتناولها الأطفال قد تسبب تغييرات في مينا الأسنان

17 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

أمنية صبري

دقق بواسطة:

زينب محمد

حسب دراسة أُجريت في جامعة ساو باولو(USP) في البرازيل ووُضحت في مقال نُشر في مجلة التقارير العلمية، أشارت أن الأدوية المضادة للالتهاب التي يتناولها الأطفال عادةً قد ترتبط بعيوبٍ في مينا الأسنان (DEDs) حيث تظهر حاليًا في نحو 20% من الأطفال حول العالم.

معاينة بصرية للقواطع الأمامية الجافة للفئران السابق علاجها بإندوميثاسين وسيليكوكسيب  (مقياس = 10 مم) أو لم يسبق علاجها بها.

بحث المؤلفون، المنتسبون لمدرسة ريبيرو بريتو لطب الأسنان (FORP-USP) ومدرسة العلوم الصيدلية (FCFRP-USP)، تأثيرات أدوية سيليكوكسيب وإندوميثاسين والأدوية المضادة للالتهاب غير الإستيرودية (NSAIDs) المصنفة من منظمة الصحة العالمية (WHO) كخطوة أولى في سلم المسكنات، إلى جانب الباراسيتامول.

لاحظ أطباء الأسنان في السنوات الأخيرة، في عيادة مينا الأسنان التابعة لجامعة ريبيرو بريتو لطب الأسنان، الذين يدرسون ويتعاملون بصفة يومية مع المشكلة، ارتفاعًا حادًا في عدد الأطفال الذين يحتاجون لعلاج ألم أو بقع بيضاء أو صفراء على الأسنان وحساسية الأسنان وسهولة تكسرها. في بعض الحالات قد يسبب المضغ البسيط تكسر أسنان الأطفال. تعتبر هذه الأعراض المعتادة لعيوب مينا الأسنان فيما يُعرف بنقص تمعدُن مينا الأسنان إلا أن أسبابه غير مفهومة جيدًا.

يسبب هذا العيب حدوث تسوس الأسنان في صورة آفات تسوسية تظهر عاجلاً وبصورة متكررة في هؤلاء المرضى، كما أن الحشوات العلاجية تكون غير لاصقة وسرعان ما تفشل. أوضحت الدراسات أنه يجب على هؤلاء المرضى تغيير الحشوات عشر مرات أكثر من الأشخاص ذوي الأسنان السليمة طوال حياتهم.

أثارت مصادفة معينة فُضول الباحثين أكثر من غيرها: وهي عمر المرضى. فالسنوات العمرية الأولى، التي تحدث فيها عيوب مينا الأسنان، هي الفترة التي يتكرر فيها المرض وعادةً يكون مصحوبًا بحمى شديدة.

قال فرانسيسكو دي باولا سيلفا، المدرس في قسم الأطفال جامعة ريبيرو بريتو لطب الأسنان والمؤلف الأخير للمقال: “تُعالج هذه الأمراض عادةً بمضادات الالتهاب غير الإستيرودية التي تثبط نشاط  السيكلوأكسيجينات (COX)، الإنزيم الالتهابي الرئيسي، وتقلل إنتاج البروستاجلاندن (الذي يحفز الالتهاب). على الرغم من معرفة أن السيكلوأكسيجينات والبروستاجلاندن عنصران فسيولوجيان لمينا الأسنان، لذلك نتسائل عن ما إذا كانت هذه الأدوية تتدخل في التكوين الطبيعي لهذا الهيكل”.

تحليل حاسوبي دقيق لقواطع الفك السفلى.

 استخدم الباحثون الفئران لدراسة المشكلة، لأن لديها قواطع تنمو باستمرار مما يسهل التحليل. عُولجت الفئران بأدوية سيليكوكسيب وإندوميثاسين لمدة 28 يومًا، بعد ذلك لم يظهر عمليًا بالعين المجردة أية اختلافات في أسنانها. رُغم ذلك، عندما بدأ الباحثون خلع الاسنان، لاحظوا سهولة تكسرها.

افترض التحليل المعتمد على التصوير والتركيب الكيميائي أن تمعدن الأسنان قد تأثر؛ حيث احتوت الأسنان على مستويات أقل من الطبيعي من الكالسيوم والفوسفات، الهامة في تكوين مينا الأسنان، كما انخفضت الكثافة المعدنية.

وجد العلماء، بعد بحث أسباب ذلك، تحورات في البروتينات اللازمة للتمعدن والتمايز الخلوي، ما يُبين أن الأدوية قد أثرت بالفعل على تكوين مينا الأسنان.

الخطوات التالية

قال باولا سيلفا: “تتيح الدراسة الحديثة دليلاً عن هوية العامل الجديد الذى قد يكون مسؤولاً عن تكوين عيوب مينا الأسنان. لقد حققنا هذه الإنجازات المهمة بفضل الجهود المبذولة في عيادة مينا الأسنان التابعة لجامعة ريبيرو بريتو لطب الأسنان بالتعاون مع لوسيا هيلينا فاسيولي، مدرس في مدرسة العلوم الصيدلية. لقد قدمت مساهمة هامة في فهمنا للدور الذي يلعبه الوسطاء الدهنيون المرتبطون بالأمراض الالتهابية التي تؤثر على الأسنان”.

يخطط الفريق إلى إجراء دراسة سريرية تهدُف إلى تأكيد نتائج هذا البحث في النموذج الحيواني.

أضاف الدكتور باولا سيلفا: “سوف نحلل التاريخ المرضي للأطفال المصابين بعيوب مينا الأسنان واستخدامهم لهذه الأدوية، وسوف نجري دراسة سريرية تربط بين مجموعتي البيانات لمعرفة هل يحدث نفس التغير في البشر. إذا حدث تطابق، يمكننا إجراء توصيات عن الأدوية التي لا يجب على هؤلاء المرضى تناولها. نستطيع أيضًا المساعدة في تطوير بروتوكول علاجي مناسب فالمستقبل”. مقارنًا هذه الحالة باستخدام التيتراسيكلين، المضاد الحيوي الذي لايُنصح استخدامه للأطفال لأنه يسبب تصبغات الأسنان.

يجب معالجة نقطة أخرى مهمة، وهي الاستخدام العشوائي للأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، وهي مشكلة يبدو أنها تفاقمت بعد أن أصبحت رعاية الأطفال أكثر تطورًا، على الرغم من عدم توفر معلومات محددة حول هذا الأمر حتى الآن.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أمنية صبري

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!