هل ينبغي أن نخاف من التلاعب اللاواعي؟

هل ينبغي أن نخاف من التلاعب اللاواعي؟

17 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

شيماء عصام

دقق بواسطة:

زينب محمد

ربما يكون القلق المتعلق بمنصات التواصل الاجتماعي مرتبط بالمخاوف من الرسائل اللاشعورية.

النقاط الرئيسية

  • يتلاعب شعور الأشخاص بالخوف اللاوعي بقوى خارجية، كالإعلانات.
  • يبالغ الأشخاص بشدة في التلاعب بالرسائل الخفية بمختلف البيئات.
  •  تلك المخاوف ليست قائمة على أدلة وغالبيتها ضعيفة بصورة يرثى لها.

هناك بعض المنشورات الحديثة، تحدثت بشأن علم الإيمان، والمعلومات، وتكنولوجيا الإنترنت (لاسيما منصات التواصل الاجتماعي). وأعترض على القلق المفرط بشأن انتشار معلومات خاطئة وإثارة التطرف بشبكة الإنترنت فهو أمر مضلل.

هناك العديد من الأسباب حول هذا وقد وضحت الدراسات أن الأشخاص الذين يميلون للقلق أكثر من الأشخاص الآخرين يسهل خداعهم وتضليلهم، وذلك لأن خورازميات وسائل التواصل الاجتماعية توجه العديد من المستخدمين إلى محتوى متطرف. لكن تلك المخاوف لا أساس لها على الإطلاق ويقودها الجهل وسوء فهم للحالة النفسية. وبعض المواطنين ذوي النوايا الحسنة أصبحوا حريصين أيضًا على الضبط والسيطرة حول معتقدات الآخرين.

ولكن لماذا؟ ومن أين يأتي حقًا ذلك القلق السائد؟ هنا سنطلع سويًا على بحث ربما يمدنا بعدة أفكار.

أوضحت الدراسات أن قدر كبير من الخوف عند الناس يستهدف حالة نفسية لا شعورية، ويتلاعب بها طوال الوقت وكل يوم من حياتنا. من الواضح أن القلق قدِم مع مجيء وسائل الإعلام والاتصالات، حيث يخشى البشر من الرسائل المضللة المنتشرة في كل مكان.

 لماذا نخاف؟

الخوف من التضليل اللاشعوري ليس بالجديد. فبالعودة إلى خمسينيات القرن الماضي، كان الأشخاص يخشون من الجهات الإعلانية التي تستخدم الرسائل الخفية لتوجيه الناس لشراء منتجاتهم. بينما الباحثون يجرون دراسات ذات متابعة صارمة لتوضح أن ذلك غير ممكن، ومع ذلك استمرت الخرافة الشعبية.

في الحقيقة، يوجد اعتقاد خاطيء عن مدى الرسائل الخفية وتميزها بكتاب سكوت ليلينفيلد أشهر 50 خرافة عن علم النفس الشعبي.

الكاتب وصف قصة جيمس فيكاري، خبير التسويق الذي ادعى أنه يمكن التلاعب بالناس في المسرح السينمائي برسائل وامضة تظهر على الشاشة في جزء من الثانية، ويحث جموع الناس على شراء الوجبات الخفيفة.

اعترف فيكاري مؤخرًا بأنه اختلق هذا العرض، لكن هذا لن يمنع الناس من تصديق قوة الرسائل اللاشعورية على أي حال.

يخاف الناس من التواصل اللاشعوري من موسيقى الروك (مثل جوداز بريست) حين يتم تشغيل الأغنية بالعكس. من الممكن أن يدرك المستمعون رسائل شيطانية ربما تقود الناس إلى سلوكيات غير أخلاقية أو الانتحار. تلك المعتقدات لا دليل لها إطلاقًا.

يعتقد الناس أن أذهانهم تتعرض للغزو

بينت الدراسات الحديثة أن المخاوف من التلاعب بالحالة النفسية واقعية وجيدة. وأكد كلٌ من ماجدة عثمان وكريستوس بيكلفانيدس ذلك إضافة إلى الرسائل التسويقية، شعر المشاركين بالقلق أيضًا وذلك لأنهم مشتتين من محلات السوبر الماركت، ووكلاء بيع السيارات، والحملات الانتخابية، والعلماء والباحثين، والأطباء، وكذلك المنصات الاجتماعية.

كما هو الحال في الدراسات السابقة، اكتشف الباحثون أدلة تؤمن أن العديد من الأشخاص يرتابهم الشك وأن عقولهم يتم تضليلها خارج إدراكهم الواعي أو سيطرتهم. وتم اختبار ذلك عبر قياس معايير ردود أفعال المشاركين على السيناريوهات مثل “وسائل التواصل الاجتماعي المهيئة بمثل هذه الطريقة التي تؤثر على طريقة تفكيرهم”. العديد من المشاركين أعربوا عن اعتقادهم بالأفكار التي كُشفت وهي الرسائل الخفية التي تؤثر على الناس وتدفعهم لشراء المنتجات.

هذا يمنحنا رؤية ثاقبة حول روح العصر الثقافي في عام 2022.

انعدام الثقة الشائع تجاه شركات التواصل الاجتماعي وتقنيات الإنترنت بصورة عامة قد ينبع من التلاعب بالعقل اللاواعي، ويعتقد الناس أن عقولهم قد تم غزوها بها.

إن المخاوف أساسها سوء الفهم حول كيفية عمل عقولنا بالفعل، من غير الممكن أن أي شخص يمكن أن يغزو عقل شخص آخر ويتحكم ويتلاعب بأفكاره.

التخاطر وحيل “جيدي ميند” هي مادة العلم الزائد والخيال.

من السخرية بعض الشيء أن نأخذ بالاعتبار إن المعلنين، خاصةً في مجالات التسويق والإعلان، من يعززون الأفكار الخيالية حول التلاعب اللاواعي للجماهير هم بذاتهم الخادعين والمحتالين، ومن يمتلك القليل من الأدلة لتعزيز أفكارهم وينقصهم أساسيات فهم الحالة النفسية. لكن إن صدقت إدعاءاتهم يمكننا القضاء على حيلهم بصورة غير مقصودة.

أحد الأسباب التي تملكها الشركات الرابحة القائمة على شبكة الإنترنت هي أن من يعلن بمنصاتهم يصدقون أنهم أضافوا بعض “الخلطة السحرية” للتأثير النفسي على مستخدميهم وذلك يقودنا إلى العديد من إعلانات عائدات البيع في منصات التواصل الاجتماعي. ونشدد مرة أخرى على عدم توفر الأدلة الكافية الداعمة لذلك.

غالبية الحملات الإعلانية المعروفة غير مؤثرة، فحسبما أوضحت دراسة منفردة أن مايزيد عن 80% من الحملات الإعلانية للعلامة التجارية لها مردود سلبي في الاستثمار.

نتائج الدعاية السياسية هي الأسوء. فالعديد من المقالات الصحفية التي كتبها ألكسندر كوبوك أكدت أن الإعلانات السياسية غير مؤثرة على خيارات الناخبين.

بينت هذه النتائج مدى صعوبة تغيير أساليب الناس أو تخطي سلوكهم.

خلاصة القول، ليكن لدينا شك في التضليل بالعقل.

إذا كانت جموع الناس معرضة بالفعل للرسائل الخفية، فيجب التسهيل نسبيًا لإظهار التأثيرات الكبيرة لإقناعهم بتجربة محكمة. حقيقة أن أدلة البحث لم تثبت ذلك يعني أنه يجب علينا أن نتعامل مع الإدعاءات حول التلاعب بالعقل بشكوك صحية.

أنا مسرور لرؤية أكثر من باحث علمي شكك صراحةً في المفاهيم الخاطئة.

يدير أرفيند ناريانان وسياش كابور مجموعة فرعية تعرف بالسناك أويل (Snake Oil) التي لها سلسة من منظور ثري بالمعلومات ومحدث حول القدرات المحدودة للتكنولوجيا الرقمية. أوصي بشدة بالاطلاع عليها. وأشجع المزيد من الأصوات لتحدي الافتراضات السائدة علنًا حول استعداد الشخص العادي للتعرض لتأثيرات نفسية غير مرغوب بها.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: شيماء عصام

لينكد إن: shimaa-essam-farouk

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!