حان وقت إعادة التشغيل

حان وقت إعادة التشغيل

11 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

مهد

دقق بواسطة:

زينب محمد

غالب الظن أن حياتك تكونت بلا تخطيط مسبق أو تفكير، فحينما كنت طفلًا قلما اضطررت للتفكير في خياراتك الحياتية، غالبًا أنها كانت مسؤولية شخص آخر يكبرك سنًا. إضافةً إلى ذلك، حداثتك على الحياة تطفي الحماسة بشكل تلقائي، كل يومٍ كان بمثابة مغامرة مليئة بالمجهولات.

حتى حين أصبحت شخصًا يافعًا، تملكتك أسبابٌ لتلك الحماسة، فربما بدأت الدراسة في مدرسة جديدة أو العمل في مكان جديد أو انتقلت إلى حيٍّ سكني جديد، وفي كل الحالات، لم تضطر إلى أن تعزز الاستمرارية ولم تسقط في سلوكيات نمطية متكررة، حداثة الحياة جعلت كل التجارب مدهشة. 

الملل كمحفّز

الاعتياد مريح ولكنه أيضًا يعزز الخمول، فمع الاعتياد؛ حتى أكثر المهام إثارةً تتحول إلى حالة من الخمول.

اعتبر الملل كمحفز للانعكاس الذاتي، إذا شعرت بالملل فهناك احتمالية أنك قد بدأت في أخذ منحنى سلبي نحو الإحباط النفسي وبدلًا من دفع نفسك لاكتشاف حلول إبداعية لتململك، تتصفح مواقع التواصل الإجتماعي أو تغرق فيها باستسلام، فتدرّب عقلك على الانفصال عن الإحباط النفسي بالانشقاق عن ذاتك، بدلاً من مواجهته أو تحدّيه. 

الإحباط غير المنحلّ يتحول أخيرًا إلى كبْت يستنزف طاقتك ويستهلك الحيوية منك. 

والقنوط من المستقبل يسرق البهجة ويحرمك من عيش اللحظات المبهجة.

إعادة تشغيل الحياة

الطريق نحو إعادة تشغيل حياتك لا يبدأ بالاستقالة من وظيفتك أو الانتقال إلى حي سكني جديد أو إنهاء علاقتك، فمثل تلك القرارات عادةً شكلية جدًا وتفشل باستمرار في حل مشاكلك الكامنة. 

تغيير البيئة المحيطة قد يبدو قرار تنشيطي وإيجابي، لكنك غالبًا ستستمر في ذات النمط العاطفي. في النهاية حياتك الباهتة ستتبعك أينما تكون، حتى وإن كنت في بيئة مختلفة فالمخرجات واحدة.

نمط حياتك الجديد

يكون المرء معتمدًا بشكل أساسي على والديه وقت بناء نمط الحياة. ففي الرشد تنتقل المسؤولية للفرد وحده، ولن يساعدك الأمل والتمني -دون حراك- في شئ.

لا يمكنك أن تكون سلبيًا وخاملًا إذا وددت تجديد حياتك، بل عليك أن تخرج من منطقة الراحة وتعاكس طريقك.

لتبدأ في ذلك إليك ٣ خطوات عملية بسيطة:

1. جدد روتينك: التغيير ضروري للتطور، مهما كان صغير

التغيير بسيط في الأنماط اليومية بمثابة ناقوس خطر لحواسك. جرب منعطفات جديدة، استمع إلى موسيقى جديدة، تحدى نفسك بعمل شئ جديد كل يوم أو في الأسبوع مرّة على الأقل. تلك التغييرات البسيطة ستحفَز ردود أفعال جديدة فيك وستحّرك الأشياء نحو الاتجاه السليم. 

2. اكتشف شغفًا جديدًا: الطفولة مليئة بالدهشة أما سن الرشد، فالعكس

هذا يعني أن العبء يقع على عاتقك لإيجاد اهتمامات ومشاعر جديدة. احضر فصلًا لتعلم لغة جديدة، وابدأ روتينًا جديدًا للتمرين، وانضم إلى نادي للكتّاب. خلاصة القول، اختر شيئًا مميزًا. استمر في الاستكشاف أو التعرف على أشخاص جدد أو السفر؛ كن مرنًا، وسيندر شعورك بالملل من أسلوب حياتك.

3. مارس اليقظة الذهنيّة

الهدف الأساسي من ممارسة اليقظة الذهنية هو التركيز على أجزاء من نفسك تشوّه نظرتك عن الحياة. فعلى سبيل المثال، إذا كنت كثير الشكوى دائمًا، فإنك ستشعر أن كل ما تقوم به عديم الفائدة ولا طائل من ورائه. إن تخصيص الوقت للتفكير بعمق في الخيارات اللاواعية التي تشكل منظورك يمكّنك من اتخاذ خيارات جديدة وسليمة. يوجد أشكال من ممارسات اليقظة الذهنية، خذ وقتك وابحث عن الطريقة التي تناسبك.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: مهد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!