ربما يقلل شرب الكثير من الشاي خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني

ربما يقلل شرب الكثير من الشاي خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني

31 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

هبة محمد

دقق بواسطة:

مروة توفيق

أثبتت المراجعة المنهجية والتحليل الاستقصائي لدراسة جماعية تتكون من 19 مجموعة تشمل أكثر من مليون شخص بالغ من ثماني دول أن الاستهلاك المعتدل، أو المتوسط للشاي الأسود أو الأخضر، أو الشاي الصيني الأسود مرتبط بتقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.

وأشارت النتائج المقدمة في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة السكري بسبتمبر 2022 والمقام بمدينة ستوكهولم بالسويد إلى أن شرب أربع أكواب من الشاي يوميًا مرتبط بخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 17٪ على مدار عشر سنوات في المتوسط.

قالت شيانغ لي، كبيرة الباحثين بجامعة ووهان للعلوم والتكنولوجيا بالصين: “نتائجنا في غاية الأهمية، لأنها تشير إلى أن الناس يمكنها عمل شيء بسيط كشرب أربع أكواب من الشاي يوميًا لتقليل خطر إصابتهم بالنوع الثاني من مرض السكري”.

حينما كان معروفًا منذ الأزل أن شرب الشاي بانتظام ربما يكون مفيدًا للصحة، لاحتوائه على العديد من المركبات المضادة للأكسدة، والالتهاب، والسرطان، كانت العلاقة بين شرب الشاي وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني غير واضحة.

فالدراسات الجماعية المنشورة حتى الآن والتحاليل الاستقصائية ذكرت نتائج متعارضة.

ولمعالجة هذا الشك، أجرى الباحثون دراسة جماعية وتحليلاً استقصائيًا للاستجابة للجرعات لتوضيح العلاقة بشكل أفضل بين استهلاك الشاي والخطر المستقبلي للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.

أُجريت الدراسة أولاً على 5199 شخصًا بالغًا من أفراد الدراسة الاستطلاعية للصحة والتغذية بالصين والذين بدأت مشاركتهم في عام 1997 ومتابعتهم حتى عام 2009  (2583 رجلاً و2616 امرأة متوسط أعمارهم 42) ليس لديهم تاريخ مرضي بالنوع الثاني من مرض السكري.

الدراسة الاستطلاعية للصحة والتغذية بالصين دراسة مستقبلية متعددة المراكز تهتم بالاقتصاد والحالة الاجتماعية وصحة المواطنين في تسع مقاطعات.

أولاً، أكمل المشاركون استبيانًا لمعدل الأكل والشرب وأعطوا معلومات عن نمط حياتهم، كالرياضة المنتظمة، والتدخين، وما إلى ذلك.

أفاد 2379 مشاركًا (46٪) بشربهم الشاي، وبنهاية الدراسة أصيب 522 مشاركًا (10٪) بالنوع الثاني من مرض السكري.

 بعد أخذ العوامل المعروف عنها ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بالاعتبار، كالسن والجنس، والخمول البدني، اكتشف العلماء أن خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى الأفراد الذين يشربون الشاي مشابه لأولئك الذين لا يشربون.

ولم تتغير النتائج كثيرًا عند الفحص بناءً على السن والجنس، أو عند استبعاد المشاركين الذين أصيبوا بالسكري خلال سنوات المتابعة الثلاث الأولى.

في الخطوة التالية من الدراسة أجرى الباحثون مراجعة منهجية لجميع الدراسات الجماعية التي تبحث في شرب الشاي وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في البالغين (بعمر 18 أو أكبر) حتى سبتمبر 2021.

أُدرج 19 دراسة جماعية تشمل 1076311 مشاركًا من ثماني دول في التحليل الاستقصائي لتقييم الاستجابة للجرعات.

ناقش الباحثون التأثير المحتمل لأنواع الشاي المختلفة (الشاي الأخضر والشاي الصيني الأسود والشاي الأسود)، ومعدل شرب الشاي (أقل من كوب باليوم، و1-3 أكواب باليوم، و4 أكواب أو أكثر باليوم)، والجنس (ذكر وأنثى)، وموقع الدراسة (أوروبا وأمريكا أو آسيا) على خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

أوضح التحليل الاستقصائي أن العلاقة بين شرب الشاي وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني علاقة طردية؛ فمع كل كوب شاي تشربه يوميًا يقل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بحوالي 1٪.

البالغون الذين شربوا 1-3 أكواب من الشاي يوميًا انخفض خطر إصابتهم بالنوع الثاني من مرض السكري بنسبة 4٪ مقارنةً بهؤلاء الذيم لم يشربوا، بينما أولئك الذين استهلكوا 4 أكواب على الأقل يوميًا انخفض خطر إصابتهم بنسبة 17٪.

لوحظت العلاقات بغض النظر عن نوع الشاي الذي يشربه المشاركون، وإذا كانوا ذكورًا أم إناثًا، وموقعهم الجغرافي مما يشير إلى أن كمية الشاي المستهلكة قد تلعب دورًا رئيسيًا أكثر من أي عامل آخر.

قالت لي: “بينما يجب إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد الجرعة الدقيقة وآلية العمل الكامنة خلف هذه الملاحظات؛ أشارت نتائجنا أن شرب الشاي فعال لتقليل خطر السكري من النوع الثاني ولكن فقط بجرعات كبيرة (أربع أكواب يوميًا على الأقل)” بنسبة 1% فقط.

وأضافت: “من الممكن أن مكونات بعينها في الشاي، كالبوليفينولات قد تخفض مستوى السكر في الدم ولكن قد نحتاج كمية كافية من هذه المركبات النشطة حيويًا لتحقيق الفاعلية. وربما يفسر ذلك لماذا لم نجد علاقة بين شرب الشاي والنمط الثاني من مرض السكري في دراستنا الجماعية، لأننا لم نأخذ استهلاك كميات أكبر من الشاي بعين الاعتبار”.

الشاي الصيني الأسود، شاي صيني تقليدي يُصنع من نفس النبات المستخدم في صناعة الشاي الأخضر والأسود. يكمن الاختلاف في كيفية التصنيع، فالشاي الأخضر لا يُترك ليتأكسد كثيرًا، والشاي الأسود يُترك ليتأكسد حتى يصير لونه أسودًا، بينما يؤكسد الشاي الصيني الأسود جزئيًا.

 بالرغم من النتائج الهامة؛ صرح الباحثون بأن التجربة قائمة على الملاحظة ولا تثبت أن تناول الشاي يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ولكن توضح أنه يساهم في ذلك.

وأشار الباحثون إلى عدة تفاصيل منها أنهم  اعتمدوا تقييمهم الشخصي  لكميات الشاي المستهلكة ولا يمكنهم استبعاد أن يؤثر الإرباك الحادث بسبب عوامل حياتية وفسيولوجية أخرى على النتائج.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: هبة محمد الشربيني

مراجعة وتدقيق: د. مروة توفيق


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!