crossorigin="anonymous">
1 يناير , 2022
ماذا تعني كلمة سيكوباتي؟ سمع معظم الناس عن هذا المصطلح، ولكن ما السبب بالضبط وراء حدوث ضجة وترقب كارثة بمجرد ظهور شبح السيكوباتية؟
رغم الجاذبية الشديدة والكاريزما اللذين يميزان المظهر الخارجي للسيكوباتي، فإنه شخص نرجسي بأناقة ويفتقر إلى الوازع الأخلاقي؛ وبالتالي يفتقر إلى ضبط النفس ما دام يحصل على ما يريد، ورغم أنه قد يبدو لك ساحرًا في البداية، فيمكنه أن ينقلب عليك بسهولة وبدون سابق إنذار أو استفزاز واضح، فيصبح ماكرًا أو قاسيًا أو حتى خطيرًا، وعلى عكس النوع الأناني التقليدي، هو ليس فقط نِدّيًا في علاقاته (يستخدم أسلوب الند للند)، ولكنه أيضًا متلاعب بطابعه: يستغل الناس لتحقيق مصلحته ومتعته، وأجل، معظم السيكوباتيين ذكور.
إذن كيف نميز بين هذا النوع الذي لا يمكن توقعه وربما يكون خطيرًا، ومن هم حقًا ساحرون وجذابون؟ إليك باختصار سبع خصائص تنبهك إلى أن الشخص السيكوباتي قد يكون نصب عينيك.
يبدو بوب زميلك الجديد ثرثارًا ومهتمًا بالتعرف عليك وعلى الآخرين في العمل، قد بدا لك لطيفًا في البداية، لكنك بعد فترة وجيزة بدأت تشعر بأن هذا اللطف قليل جدًا ومصطنع، على سبيل المثال، تجده يتحدث عن زوجته وكأنه الزوج المحب، ولكنه يركز دائمًا على مظهرها، بالإضافة إلى تصرفاته مع الشابات في المكتب، وبعد التفكير، تدرك أن أسلوب بوب هو إغواء وخداع الآخرين، وليس تكوين صداقات معهم.
إنه الرجل الذي يعود له الفضل دائمًا، سواء كان يستحق ذلك أم لا، ولا يقتصر الأمر على سماع تفاخره المبالغ فيه، ولكنه -وهذا هو المهم- يقلل من قيمة الآخرين الذين ينظر إليهم بعين المنافس لا الزميل، ولا تقتصر رغبته على الفوز فحسب، بل يرغب في السيطرة حتى لو تطلب ذلك كونه مدمرًا، وإذا كانت درجة السيكوباتية شديدة، فقد يعني ذلك أن السيكوباتي سيكون مستعدًا للتصرف بعنف إذا لزم الأمر.
أخبرني أحد السيكوباتيين الذين قابلتهم أنه عندما يقوم بعملية سطو، فإن هدفه هو الحصول على ما يريد -عادةً المال- فيحمل سلاحًا للترهيب، ولكن إذا اعترض أحد طريقه، سيطلق النار لقتله.
ترتبط هذه الصفة بالثقة المشوهة بالنفس، وضعف القدرة على الارتباط بالآخرين، والحاجة إلى اعتلاء القمة دائمًا، ولكي يصل إلى القمة أو يظن أنه هناك، فإن السيكوباتي يكذب ويخدع ويتلاعب ويفسد الحقيقة ويبرر لنفسه فيعتدي على الواقع لدرجة تضعه على أجهزة الإنعاش.
بوب، ذلك الرجل الجديد في المكتب، قد يقوض زملاءه أو يدعي أن له الفضل في مشروع “تحدث فيه”، ولكنه فعليًا لم يساهم إلا قليلًا عندما يتعلق الأمر بتكريس الوقت لإنجاز المشروع، فهو لم تكن لديه مشكلة في ترك رفع الأحمال الثقيلة للآخرين، لكنه ماهر في فن التلاعب، وسيفعل ذلك بطريقة تصعب مواجهتها، على سبيل المثال، قد قام بالفعل بتقييم التسلسل الهرمي للسلطة في العمل وقضى وقتًا في التقرب إلى المشرفين؛ مما جعل مواجهته مباشرةً مخاطرة كبيرة.
ما يمكن أن يجعل هذه الصفة بالتحديد متضاربة جدًا هو أن السيكوباتي -كما لاحظنا سابقًا- يتظاهر بالاهتمام بالآخرين “ويثبت حضوره”، فعمق المشاعر يتناقض مع التبلد واللامبالاة.
قد تلاحظ هذا التضارب حينما تدرك مثلًا أن الشخص الذي تتحدث إليه ويبدو مهتمًا يقوم فجأة بتغيير موضوع الحديث، وقد يفعل ذلك حتى لو كنت تخبره عن حادث سيارة صديقك أو نوبة ابنك المفزعة التي أصيب بها في عطلة الأسبوع الماضي، والتي صاحبها ارتفاع في درجة حرارته، فتبدأ تدرك أنه يرى الآخرين مجرد أدوات يستخدمها لخدمة مصالحه.
رغم أن بوب -نموذجنا السيكوباتي- يضغن أصحاب السلطات في العمل، فإن هدفه هو استغلال علاقاته معهم لينال معاملة خاصة، ومع ذلك، لا يفوت بوب أي فرصة لتقويض من هم أعلى منه خاصةً عندما يخدم ذلك تطلعاته المهنية.
يميل السيكوباتي إلى الشعور بالضجر، ويرتبط ذلك برغبة قوية في الشعور بالتحفيز بجانب سطحية المشاعر، يتسم السيكوباتي بقلة التواصل الحقيقي مع الآخرين والبحث الدائم عن الإثارة والتشويق؛ لذلك سرعان ما يغتنم الفرص وينخرط في سلوكيات خطيرة، ورغم أن سلوك بوب قد تسبب في ارتياب زملائه في العمل، فإنه قد يحظى بالإعجاب بسبب سلوكه العدواني واستعداده “للمجازفة” لتوقيع عقود عمل جديدة وجني المال لصاحب العمل.
نظرًا لأن السيكوباتي لديه مركز أخلاقي قليل أو منعدم، فإن سلوكه في البحث عن الإثارة يتعدى الحدود، ومع الوقت قد يدفع ثمن ذلك، وعادةً يكون قد فات الأوان على إنقاذ ضحاياه.
في كتابي Decoding Madness أستكشف حالة راندال، وهو سيكوباتي خبيث أعجب به مشرفوه في العمل بسبب براعته في البيع حتى تبين أنه قتل زوجته في نوبة غضب، ثم قتل ابنته الصغيرة لإخفاء الأمر كله، واكتُشِف أنه كان يمارس الاحتيال في العمل لسنوات.
يصعب فك شفرات السيكوباتيين بسبب مهارتهم في التلاعب والخداع، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى مهارتهم في التظاهر بأنهم لطفاء بل وحساسون أيضًا.
يُعد تيد بندي القاتل المتسلسل المشهور مثالًا مأساويًا، فهو وسيم ومتملق، وقد استدرج النساء حتى لقين حتفهن، وذلك من خلال إقناعهن بكل سهولة بأنه طالب قانون طيب ولطيف ولا يشكل أي تهديد، بعد كسب ثقتهن، كان يخطفهن ويقتلهن بوحشية، قد ظنت عالمة النفس الخبيرة في الذاكرة البشرية إليزابيث لوفتس أن بندي “شخص ساحر” بالفعل، وذلك عندما أجرت مقابلة معه حتى اكتشفت عكس ذلك.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: دعاء الحسيني
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً