سؤال وجواب: خطورة سرطان البنكرياس وأعراضه وعلاجه

سؤال وجواب: خطورة سرطان البنكرياس وأعراضه وعلاجه

23 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

بسمة أحمد

دقق بواسطة:

زينب محمد

تنمو الخلايا السرطانية في البنكرياس على هيئة كرة زرقاء داخل أغشية حمراء.

 شُخصِت أمي مؤخرا بداء السكري، ولكن توقع الطبيب إصابتها بسرطان البنكرياس لمعاناتها من ألم في البطن. كيف يتم تشخيص سرطان البنكرياس وماهي الأعراض؟

 الإجابة: إنني أحزن لسماع هذه الأخبار السيئة عن والدتك. يمكن أن يكون وقتًا مخيفًا للجميع عندما يكون هناك احتمالية بتشخيص السرطان، ناهيك عن مشاكل الصحة العامة.

يعد سرطان البنكرياس من أخطر أنواع السرطان ويقل فيه معدل البقاء على قيد الحياة بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، رغم أنه أقلهم شيوعًا. ويعود ذلك إلى قدرته على الانتشار سريعًا قبل ظهور الأعراض؛ مما يسبب تأخر اكتشافه. يُشخَص تقريبًا 60000 شخصًا بسرطان البنكرياس سنويًا في الولايات المتحدة، ويبلغ متوسط أعمارهم 70 عامًا وبالرغم من ذلك فإن معدل الإصابة في الأشخاص الأصغر سنًا يزداد باستمرار.

وتُشكِل الجينات الوراثية نسبة ضئيلة من أسباب سرطان البنكرياس، مثل باقي أنواع السرطانات، ولكن تزداد خطورة الإصابة إذا أصيب العديد من أفراد العائلة. وليس هناك سبب واضح للإصابة في مرضى سرطان البنكرياس، ولكن هناك بعض عوامل الخطورة. ويُعد التدخين أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للإصابة به.

كما أن هناك علاقة وثيقة بين سرطان البنكرياس وداء السكري. ولكن إصابة الشخص بداء السكري لا تعني حتمية إصابته بسرطان البنكرياس. وتشير الدراسة أن بعض المرضى  يتم تشخيصهم بداء السكري قبل عام أو عامين من إصابتهم بسرطان البنكرياس. كذلك المرضى الذين فقدوا السيطرة على داء السكري دون أسباب واضحة.

ومن أشهر أعراض سرطان البنكرياس فقدان الشهية، وفقدان الوزن غير المبرر، والإرهاق، وألم في البطن ويمكن أن يمتد للظهر، والإسهال، ويكون البراز لامعًا ومُحمَلاً بالزيوت ويطفو بداخل دورة المياه.. وتزداد الإصابة بالإمساك بين كبار السن، لذلك يكون الإسهال عَرَضًا غير مألوف.

 إذا أصيب الجزء الأمامي من البنكرياس بالسرطان، فإن المريض يعاني من اليرقان، وهذه الحالة تتميز بوجود اصفرار في الجلد والعينين؛ وذلك نتيجة لاحتقان العصارة الصفراوية من الكبد، ويُلاحظ ذلك في تغير لون البول إلى اللون الأغمق يشبه الكولا، بينما يكون البراز أكثر شحوبًا. إذا ظهرت هذه الأعراض فيجب على المريض، استشارة الطبيب.

إذا زادت نسبة الاشتباه في الإصابة بسرطان البنكرياس، فإن هناك بعض الفحوصات التي يجب إجراؤها. وتبدأ هذه الفحوصات بعينة دم وتحليل الإلكتروليتات ووظائف الكلى والكبد وكذلك اختبارات التغذية ودلالات الأورام، مثل المستضد الكربوهيدراتي 19-9.

 وتجرى هذه الاختبارت بالتزامن مع بعض الأشعات والفحوصات التشخيصية الأخرى. ومن أهم هذه الأشعات التصوير المقطعي من خلال الأشعة المقطعية لمنطقة الصدر والبطن. إذا ظهرت كتلة في البنكرياس عند إجراء هذه الأشعة، فإن هناك بعض الفحوصات الإضافية المطلوبة مثل أخذ عينة أو إزالة أي انسداد في القناة الصفراوية بالموجات فوق الصوتية بالمنظار والتصوير الصفراوي بالمنظار إلى الوراء.

إذا ثبتت الإصابة بسرطان البنكرياس، فإن هناك بعض الفحوصات الإضافية المطلوبة مثل التصوير المقطعي بالانبعاثات البوزيترونية (PET). وتُحدد مرحلة الإصابة بالمرض طبقًا لهذه الفحوصات.

 وتُقسم مراحل الإصابة بالمرض طبقًا لقابلية المرض للانتشار، فإما أن يكون نقيلي، أي ينتشر إلى أماكن أخرى، أو غير انتقالي، يظل في مكانه. إذا كان المرض من النوع النقيلي فيتم تقسيمه بناءً على الأماكن التي انتشر إليها سواء امتد خارج البنكرياس أم لا. ويساعد تقسيم المرض إلى مراحل في تحديد خطة العلاج.

يحتاج كل مرضى سرطان البنكرياس إلى العلاج الكيميائي. أما مرضى سرطان البنكرياس غير الانتقالي فيتم علاجهم موضعيًا مثل إجراء الجراحة و/أو العلاج الإشعاعي.

 وتعد الجراحة هي العلاج الفعال الوحيد لسرطان البنكرياس. ولضمان هذه الفاعلية يجب إزالة الورم كاملاً دون ترك أي أثر. إذا كان المريض يعاني من عدة أورام وتؤثر على الأوعية الدموية، أو لديه علامات خطورة أخرى، فإننا نفضل العلاج الكيميائي والإشعاعي عن الجراحة.

هناك تقدم ملحوظ في علاج سرطان البنكرياس خلال العِقد الأخير، مما يضمن للمرضى البقاء على قيد الحياة لفترات أطول مقارنةً بالماضي. ويعود ذلك إلى زيادة فاعلية العلاج الكيميائي.

 وهذا التقدم في العلاج الكيميائي يؤثر على قرار إجراء العملية الجراحية للمرضى. في السنوات السابقة، كان 15% فقط من المرضى مؤهلًا لإجراء العمليات الجراحية، ولكن مع هذا التطور في العلاج الكيميائي والإشعاعي وكذلك العلاج الجراحي تغيرت هذه النسبة إلى 50%.

وأوضحت الدراسات المُكثَفة أن جراحة سرطان البنكرياس تكون أكثر أمانًا حين يقوم جراح ذو كفاءة عالية بإجرائها في بعض المراكز المُختصة مثل مايو كلينيك. ويجب على المرضى استشارة العديد من الأطباء عند  بداية تشخيص المرض لمناقشة كل طرق العلاج المتوفرة لهذا المرض. كل هذا يؤدي إلى تحسن في حالة المريض واستجابة المرض للعلاج.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. بسمة أحمد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!