نجاح التحام خلايا شبكية العين المستزرعة معمليًا لمعالجة فقدان البصر

نجاح التحام خلايا شبكية العين المستزرعة معمليًا لمعالجة فقدان البصر

20 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

رانيا أحمد

دقق بواسطة:

زينب محمد

Lab-grown retinal eye cells make successful connections, open door for clinical trials to treat blindness
تأتي فكرة أزواج التشابكات العصبية المتصلة بخلايا الشبكية -المستمدة من الخلايا الجذعية البشرية متعددة القدرات- بعد تمرير فيروس السعار الملون بالحمرة والمعدل من خلية ذات نواة صفراء عابرًا للتشابك العصبي إلى خلية ذات وهج أحمر. المصدر: معمل جام

حيث تستطيع خلايا شبكية العين المستزرعة معمليًا -الناشئة من الخلايا الجذعية- أن تمتد وتلتحم بالتي تجاورها حتى تمسك بها طبقًا لما أوضحته الدراسة الحديثة، وربما تشير إلى إمكانية إجراء التجارب على من يعانون من اضطرابات العين التنكسية.

فمنذ عقدٍ مضى طور الباحثون بجامعة ويسكونسين ماديسون طريقة جديدة لزراعة مجموعات منتظمة من الخلايا وتعرف بالعضيات حيث تطابق الشبكية والأنسجة المتحسسة للضوء الموجودة خلف العين محاولةً إقناع خلايا الجلد البشرية المعاد برمجتها للقيام بمهام الخلايا الجذعية فتنمو مكونةً طبقات لأنواع متعددة من خلايا الشبكية التي تشعر بالضوء وتنقل بالنهاية كل ما نراه إلى المخ.

يذكر ديفيد جام، أستاذ قسم الرمد بجامعة ويسكونسين مادسون ورئيس معهد ماكفيرسين لأبحاث العيون المسؤول عن زراعة تلك العضيات قائلاً:

 “نرغب في استخدام خلايا تلك العضيات كأجزاء بديلة  كي تحل محل الخلايا المفقودة ذاتها نتيجة حدوث إصابة بالشبكية، ولكن بعدما زُرعت تلك العضيات معمليًا بالأطباق لعدة أشهر كمجموعات مدمجة سيظل هناك تساؤلاً عما إذا كان بإمكان تلك المجموعات تأدية وظائفها على نحوٍ منضبط بعد عزلها عن بعضها البعض؟ وذلك قبيل التطبيق الفعلي على المرضى”.

نشر جام والمتعاونون بجامعة ويسكونسين ماديسون بعام 2022 دراسات  توضح أن خلايا الشبكية المستزرعة معمليًا، والمعروفة بمستقبلات الضوء يمكنها الاستجابة إلى الأطوال الموجية المختلفة وكثافة الضوء كمثيلتها بالشبكية السليمة وحينما تُعزل من أنسجة العضيات يمكنها أيضًا أن تتصل بمجاورات جديدة عبر علائق بيولوجية كالحبال تعرف بالمحاور.

كما أوضح جام في نتائج الدراسة المنشورة بتقرير الأكاديمية الوطنيىة للعلوم قائلاً:

“وكان آخر لغز هو هل يمكن لتلك المحاور أن تندمج وتتصل بالأنواع الأخرى من خلايا الشبكية كي تؤدي دورها”.

وتتصل خلايا الشبكية والمخ عبر تشابكات عصبية، وهي فجوات دقيقة بنهايات تلك المحاور ليتأكد الباحثون من قدرة خلايا الشبكية المستزرعة معمليًا في استبدال الخلايا المصابة كذلك حملها للمعلومات الحسية والسير على نهج الخلايا السليمة وصنع تشابكات عصبية.

ويتعاون زينيوزهاو -الأستاذ بجامعة ويسكنسن ماديسون للعلوم العصبية والمؤلف المساعد بالدراسة الجديدة- مع معمل جام لدراسة قدرة هذه الخلايا على تكوين اتصالات تشابكية عصبية. ولقد استخدمت فيروسات السعار المعدلة للكشف عن أزواج الخلايا القادرة على التواصل مع بعضها ببعض.

وقد فصل فريق الباحثين، المؤلف من الطلبة الخريجين والمؤلف المساعد الأول أليسون ليدويج وستيفين مايرل، عضيات الشبكية إلى خلايا منفردة تاركًا لهم أسبوعًا واحدًا كي تمتد محاورهم ويبدأوا بالاتصال ثم عرضوهم للإصابة بالفيروس مع ملاحظتهم. وقد شاهدوا الكثير حيث قد نقلت خلايا الشبكية الملونة باللون الفلورنسي والمصابة بالسعار العدوى إلى مجاوراتها عبر التشابكات العصبية.

ويذكر جام -صاحب براءة اكتشاف تلك العضيات قائلاً: “نحن بصدد تجميع بيانات الاكتشاف جنبًا إلى جنب بالمعمل تدريجيًا للاتجاه إلى المسار الصحيح بكل ثقة، وكل ذلك سيقود حتمًا إلى التجارب السريرية البشرية وهي الخطوة التالية بلا شك”.

بعد تأكد الباحثين من وجود وصلات التشابكات العصبية  بدأوا في تحليل الخلايا  ذاتها ووجدوا أن معظم أنواع خلايا الشبكية وتشابكاتها العصبية هي مستقبلات ضوئية—بهيئة عصي وأقماع—حيث تتلف بعد حدوث الإصابة مثل التهاب الشبكية الصباغي والتنكس البقعي المرتبط بتقدم العمر، بالإضافة إلى بعض إصابات العيون وتعد خلايا الشبكية العقدية الأكثر شيوعًا للتعرض للتلف الناتج عن إصابات العصب البصري كالجلوكوما.

وقال جام: “كان حدث جلل لنا، يبرز حقًا التأثير الكبير والمهم لعضيات الشبكية”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. رانيا أحمد حافظ

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!