دراسة جديدة هي الأولى من نوعها توضح أنَّ تحفيز الدماغ يعمل علي تحسين القراءة في مرضى الضمور البقعيِّ.

تعمل العقاقير فقط علي تقليل سرعة تقدم المرض لكن استطاع علماء جامعة واترلو تدريب المخ علي استخدام المعلومات الوافدة إليهِ بطريقة أكثر فعالية.

لا يعد التحفيز عبر الجمجمة عن طريق التيار الكهربي (tDCS) تدخلاً جراحيًا، بل إنه عبارة عن تحفيز للدماغ بلا ألم يستخدم تيارات كهربائية لتحفيز أجزاء معينة في الدماغ. حيث يقوم الباحثون بتحفيز القشرة البصرية لمساعدة الدماغ على استخدام المعلومات التي يستقبلها من العين بأكثر فعالية ممكنة.

أوضح أندرو سيلفا، زميل ما بعد الدكتوراه في كلية البصريات وعلوم الرؤية في جامعة واترلو: “يعد هذا الاكتشاف مثيرًا لأن هذه أول دراسة توضح أنَّ تحفيز الدماغ في مرضى الضمور البقعيِّ له تأثير إيجابي على مهارة مهمة في الحياة مثل القراءة”.

يعاني مرضى الضمور البقعيِّ من ضبابية أو عدم وضوح الرؤية المركزية، الجزء الَّذي يسمح للإنسان برؤية التفاصيل الصغيرة ويرى بدقة عالية. وبالتالي؛ فإنَّهم يعتمدون على الرؤية بدقة منخفضة من الأطراف التي تجعل مهام مثل القراءة في غاية الصعوبة.

قُدِّم للمشاركين في الدراسة 30 جملة، كلمة واحدة في المرة. ثم بدأ التحفيز لمدة 20 دقيقة عندما قرأ المشاركون 30 جملة إضافية كلمة تلو الأخرى. تم تقييم دقة القراءة في الحال وبعد خمسة دقائق وبعد 30 دقيقة، ولاحظوا ارتفاعًا في دقة المشاركين بالقراءة في جميع الفترات الزمنية بعد التحفيز.

استُخدمت نفس المنهجية في دراسة موازية في جامعة هونج كونج للفنون التطبيقية مع اختلاف أن قرأ المشاركون كلمة واحدة صينية بدلاً من كلمة إنجليزية. ولكن المفاجأة، أنه لم تتحسن قدرة القراءة مع التحفيز في جامعة هونج كونج مثلما حدث في الدراسة الكندية.

يعتقد الباحثون أنَّ الاختلاف بين الدراستين يوضح الفرق الجوهري بين أنظمة الكتابة. فعلى سبيل المثال في اللغة الإنجليزية  تتألف الكلمات من عدة حروف، بينما في اللغة الصينية، يمكن تمثيل الكلمة الواحدة بحرف واحد.

تزاحم الحروف بعضها البعض في الكلمة الإنجليزية مما يجعلها صعبة التعرف بالرؤية الطرفية. يعمل تحفيز الدماغ على تحرير ذلك التأثير المتزاحم. ومع ذلك، فإن دراسة هونج كونج قدمت حرفًا واحدًا في المرة، فلم يكن هناك وجود لهذا التأثير المتزاحم لتحريره.

قال د. بين طومسون، رئيس أبحاث الجامعة وأستاذ في كلية البصريات وعلوم الرؤية: “لقد افترضنا أن تحفيز الدماغ يعمل على تحسين الرؤية الطرفية عن طريق تحرير التزاحم البصري الناتج من تراص الحروف جنبًا إلى جنب. نجح هذا في مجموعة قراءة الإنجليزية، بينما لم ينجح في مجموعة قراءة حروف اللغة الصينية”.

سيعمل الفريق مستقبلاً على تقييم تأثير تحفيز (tDCS) طويل الأجل على مهارات قراءة اللغة الإنجليزية بهدف تحسين القراءة على المدى الطويل.

أوضح سيلفا قائلًا: “تلك الوقائع توضح تأثير حاد يعد مبشرًا للغاية لإمكانية توفير تأثير يمتد لفترة أطول”.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: سلمى أشرف حامد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد