النوبات القلبية المفاجئة وعلاقتها بالجزيئات الصغيرة في الهواء

النوبات القلبية المفاجئة وعلاقتها بالجزيئات الصغيرة في الهواء

2 يناير , 2023

ترجم بواسطة:

ماجد سامي

تُشير البيانات التي جُمعت عبر سنغافورة منذ ما يقرب من عقدٍ من الزمان إلى زيادة تركيزات الجزيئات الصغيرة في الهواء التي قد تؤدي إلى سكتات قلبية، مما جعل الحاجة أكثر إلحاحًا إلى خفض مستويات تلوث الهواء حول العالم.

بحثَ العلماء عن جزيئات أصغر بمعدل 2.5 مرة على الأقل من عرض شعرة الإنسان عُرفت بإسم جزيئات بي أم 2.5 (قطرها 2.5 ميكرومتر). صِغر حجمها يعني أنها من السهل استنشاقها، ورُبطت بمجموعة من المشاكل الصحية، وتشمل أمراض المناعة الذاتية.

تم تتبع مستويات التلوث في سنغافورة مقابل أكثر من 18.000 حالة سكتة قلبية أُبلغ عنها خارج المستشفى، في الفترة ما بين مايو 2010 وديسمبر 2018.  ومن خلال التحليل الإحصائي، وُجد أن 492 حالة من الحالات حدثت بسبب زيادة في تركيزات بي أم 2.5 (PM2.5).

أوضح عالم الأوبئة جويل اّيك من كلية الطب (دوك ان- يوأس) في جامعة سنغافورة الوطنية: “لقد قدمنا دليلاً واضحًا على وجود ارتباط قصير الأمد بين (PM2.5) والسكتة القلبية خارج المستشفى، وهو حدث كارثي غالبًا يؤدي إلى الموت المفاجئ”.

إنها دراسة قائمة على الملاحظة، بمعنى أننا يمكننا التكهن فقط بالعلاقة بين مستويات التلوث والسكتتات القلبية، بالإضافة إلى أنه لا يمكن الافتراض أن قياسات تلوث الهواء المأخوذة في محطات جودة الهواء تعكس التعرض الفردي.

 يوجد ما يكفي من البيانات التي توضح أنه هناك علاقة تستحق المزيد من البحث، حيث أَظهرت البيانات أن متوسط تركيزات (PM2.5) اليومية بلغَ 18.44 ميكروجرام لكل متر مكعب. وعند اختبار الانخفاضات النظرية في تلوث الهواء، وَجد العلماء انخفاضًا بمقدار 1 ميكروجرام لكل متر مكعب مرتبط بانخفاض بنسبة 8% في حالات الأزمة القلبية، بينما انخفاض بمقدار 3 ميكروجرام لكل متر مكعب يؤدي إلى انخفاض بنسبة 30%. من الناحية النظرية، تُترجم هذه الانخفاضات إلى تقليل الأزمات القلبية بمعدل 39 إلى 149 نوبة قلبية أقل على التوالي.

وأيضًا كان هناك انخفاض واضح في خطر حدوث الأزمات القلبية بعد مرور 3 إلى 5 أيام من التعرض لمستويات عالية من التلوث، إشارةً إلى الآثار قصيرة المدى. أوضح الباحثون أن تنقية هواء المدينة من الممكن أن تنقذ الأرواح وتقلل العبء على المستشفيات.

يَذكر اّيك أن هذه النتائج توضح أن الجهود لتقليل مستويات الجزيئات الملوثة للهواء لمعدل أقل أو مساوي 2.5 ميكروجرام يمكن أن تلعب دورًا في تقليل الأزمات القلبية المفاجئة لسكان سنغافورة، وتقلل أيضًا العبء على الخدمات الصحية. حيث إن حالات السكتات القلبية خارج المستشفى لها معدل بقاء نموذجى حوالي 15% أقل من فرص النجاة من النوبة القلبية في المستشفى.

لذلك ليس هناك مبالغة في أن نقول أن تقليل عدد هذه الحالات يُنقذ الأرواح، ونستطيع إضافتها إلى القائمة الطويلة للأسباب التي تجعلنا ننظف هواءنا.

رصدت هذه العلاقة مدن مثل نيويورك، وميلبورن، وأستراليا، وكانت النتائج غير متوافقة مع البيانات التي جُمعت في أماكن أخرى مثل الدنمارك. وتميل هذه التناقضات إلى الظهور في معدلات تلوث أقل من إرشادات منظمة الصحة العالمية الخاصة بجودة الهواء. لكن تُظهر الأبحاث أنه لا يوجد مستوى آمن للتعرض لصحة قلب السكان.

ومن الواضح أن الغالبية منا يتنفسون هواء ردئ الجودة، ويُعتقد أنه المسؤول عن ملايين من الوفيات المبكرة كل عام في المناطق الحضرية والريفية.

يرغب الفريق البحثي الذي يقف وراء هذه الدراسة الجديدة في رؤية المزيد من العمل في التحكم في جودة الهواء في أماكن مثل سنغافورة. ومع أهمية جودة الهواء كل شئ  بدءً من الازدحام المروري إلى حرائق الغابات، هناك الكثير من الأماكن للسعي في إحراز تقدم، بما في ذلك الأماكن المغلقة.

يقول ماركوس أُونج الطبيب والعالم من كلية طب دوك- أن يوأس، أن هذه الدراسة تعطي دليلاً قويًا على تأثير جودة الهواء على الصحة ولذلك لابد من تشجيع الجهود الأرضية لإدارة الانبعاثات من المصادر الرئيسية التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة (PM2.5) ومنع الضرر المحتمل على الصحة العامة.

وأشار الباحثون أنه من الممكن للتدخلات السياسية الجديدة أيضًا، مثل التخلص التدريجي من مركبات محركات الاحتراق الداخلي أن تساعد في تقليل المخاطر.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: ماجد سامي سعيد

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!