crossorigin="anonymous">
27 ديسمبر , 2022
كشف التعاون بين جامعة غينت في بلجيكا ومعهد للبحوث والابتكار بكليفلاند كلينك في فلوريدا، عن طريقة جديدة تؤثر بها العوامل الوراثية في استجابة الجسم لمضاد الفيروس من خلال دراسة مرض مُهدد للحياة سببه فيروس شائع: فيروس الهربس البسيط النوع الأول.
حلل الباحثون بيانات جينية من مريض يعاني من نقص المناعة، وذهب إلى المشفى بعمر تسعة أشهر مصابًا بالتهاب الدماغ الهربسي، نادر الحدوث لكنه يُعد مهددًا للحياة بعد الإصابة بفيروس الهربس البسيط النوع الأول. وقد كشفوا عن طفرات جديدة في جين (GTF3A)، ووجدوا أن هذه الطفرات تُضعف الاستجابة المناعية الفطرية.
وتوضح النتائج المنشورة في دورية Science Immunology إمكانية استخدام الأطباء علامة جينية لقياس مخاطر إصابة الطفل بالتهاب الدماغ الهربسي، بالرغم من أن هذه الطفرات نادرة الحدوث بين الناس بصفة عامة.
وقد أصيب العديد من الناس في مرحلة الطفولة بفيروس الهربس البسيط النوع الأول، لكن الغالبية العظمى لا يعاني من التهاب الدماغ الهربسي. وتُعد قروح البرد الفموية الناتجة عن الإصابة بفيروس الهربس البسيط النوع الأول، العَرَض الأكثر شيوعًا، لكن لا يعاني معظم الناس من أية أعراض على الإطلاق.
ويشكل فيروس الهربس البسيط النوع الأول خطرًا أشد على الأطفال والبالغين الذين لا يتمكن جهازهم المناعي من مكافحة الفيروس بطريقة جيدة.
وتقول ميكايلا جاك الحاصلة على الدكتوراه والمديرة العلمية بمعهد البحوث والابتكار بكليفلاند كلينك: “تُعد التحليلات الجينية والميكانيكية للأمراض الفيروسية غير الشائعة مثل التهاب الدماغ الهربسي، نادرة جدًا.
في الحقيقة، تكون الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالتهاب الدماغ الهربسي الشديد غالبًا غير معروفة”. وتزودنا هذه المعلومة برؤية قيمة عن العمليات الجزيئية الأساسية التي تنظم استجابتنا المناعية، وتتيح لنا فرصًا للأبحاث المستقبلية عن آثار الأمراض الشديدة”.
وقد تواصل فريق بحث غينت الذي تقوده د. فيلومين هايرينك مع فريق د.جاك بعد اكتشاف الطفرات الجينية. ويدرس معمل د. جاك التأثيرات المتبادلة بين الجهاز المناعي للإنسان والفيروسات على المستوى الجزيئي.
وقد شكلت طفرات الجين (GTF3A) كيفية استجابة الخلايا للنشاط الفيروسي من خلال التركيب الجيني لبروتين ما يسمى (TFIIIA). يلعب (TFIIIA) دورًا في مساعدة إنزيم في جسم الإنسان على إنتاج أنواع معينة من الحمض النووي الريبوزي الذي يمكن أن يحدد وظائف محددة داخل الخلايا. ويمكن لبعض الأحماض النووية الريبوزية أن تستثير الاستجابة المناعية المضادة لفيروس الهربس.
اختبر فريق جاك الخلايا التي بها طفرات، ووجد أنه بسبب عيوب في أنواع معينة من الأحماض النووية الريبوزية المحفزة للمناعة؛ كانت الخلايا أكثر عُرضة للإصابة بفيروس الهربس البسيط النوع الأول، مع عدم القدرة على مكافحته.
ويُعد الجين المتأثر جزءً من جهاز المناعة الذي ينتج الإنترفيرونات لمحاربة الفيروسات. والإنترفيرونات ضرورية لاستجابة الإنسان المناعية، ولتثبيط العدوى الفيروسية وانتشارها.
يمكن أن يكون هذا المسار الجيني الجديد مفيدًا في فهم الاستجابة المناعية لفيروسات أخرى، مثل فيروس إبشتاين-بار، وهو فيروس شائع مرتبط بداء كثرة الوحيدات وأنواع معينة من السرطان ومرض التصلب المتعدد.
أوضحت د. جاك: “يُعد فهم العمليات الجزيئية الكامنة وراء استجابات المضادات الفيروسية، مفتاحًا لعلاج العدوى الفيروسية التي تقلب حيوات المرضى والعائلات أو ربما للوقاية منها”.
واختتمت آملةً: “قد تُترجم نتائج بحثنا عن بروتينات حيوية للدفاع المناعي إلى علاجات جديدة في المستقبل”.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: منة محمود
لينكد إن: menna-mahmoud
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً