إمكانية تنبؤ الروابط الوظيفية بين شبكات الدماغ المختلفة بعمر الشخص

إمكانية تنبؤ الروابط الوظيفية بين شبكات الدماغ المختلفة بعمر الشخص

28 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

سمر يوسف

دقق بواسطة:

زينب محمد

يحاول علماء الأعصاب منذ عقود أن يفهموا كيف يتغير الدماغ البشري على مدى الحياة. ويمكن أن يساعد هذا في نهاية المطاف على ابتكار علاجات أكثر فعالية للاضطرابات العصبية والمعرفية المُلاحظة في المقام الأول بين كبار السن.

أجرى الباحثون في جامعة دريكسل وجامعة فيلانوفا مؤخرًا دراسة تبحث في العلاقة بين العمر والاقتران الوظيفي بين شبكات عصبية محددة في الدماغ. تظهر ورقتهم، التي نشرت في علم النفس والشيخوخة، أن الاتصال بين مناطق دماغية معينة يمكن أن يتنبأ بعمر الناس الزمني بمستوى عالٍ من الدقة.

صرّحت الدكتورة إيفانجيليا كريسيكو، أحد الباحثين الذين أجروا الدراسة لميدكال إكسبرس، إن الدراسات السابقة حول الشيخوخة والإدراك التي تتعلق بالاختلافات الفردية في الأداء المعرفي كدالة على العمر استكملت البحث عن ما هي العوامل التي تحدد سبب اختلاف البالغين الأصغر سنًا والأكبر سنًا في المهام المرتبطة بالذاكرة، أو الانتباه، أو التنظيم المعرفي؟”

وُثِقت الاختلافات في الأداء المعرفي بين الأشخاص من مختلف الأعمار جيدًا. وقُدِمت فكرة أن هذه الاختلافات مرتبطة بالتغيرات في اتصال الدماغ (أي الطريقة التي تتواصل بها مناطق وشبكات الدماغ مع بعضها البعض) ونُوقِشت في العديد من أوراق علم الأعصاب.

وقالت شريسيكو: “على الرغم من أن معظم الدراسات السابقة ركزت على كيفية ارتباط اختلافات الاتصال العصبي هذه بمدى نجاح البالغين الأصغر سنًا والأكبر سنًا في المهام المعرفية المختلفة، إلا أنه في بحثنا فكرنا في قلب السؤال رأسًا على عَقَب، إذا جاز التعبير. حيث سألنا: هل يمكننا استخدام أنماط الاتصال الدماغي في حالة سكون الأشخاص للتنبؤ بعمرهم؟”.

وكجزء من دراستهم، قامت كريسيكو وزملاؤها، الدكتورة إيرين كان والدكتورة ميغان كولفيلد، بتحليل البيانات التي جُمعت من مجموعة كبيرة مكونة من 547 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و88 عامًا، وهي جزء من مجموعة بيانات متاحة للجمهور لتصوير الدماغ جُمِعَت بواسطة مركز كامبريدج للشيخوخة وعلم الأعصاب (CamCAN). ومن خلال تحليل هذه البيانات، حقق الفريق أولاً فيما إذا كان الاتصال بين شبكة التحكم التنفيذية (ECN) ومناطق شبكة الوضع الافتراضي (DMN) في الدماغ يمكنه التنبؤ بالعمر.

وأوضحت شريسيكو: “للقيام بذلك، استخدمنا تقنية إحصائية راسخة تسمى تحليل الانحدار المتعدد. لقد درسنا أيضًا كيف يؤثر الاتصال بين ECN، وDMN، وشبكة البروز (SN) -التي يُعتقد أنها تخفف من كيفية اتصال مناطق ECN  وDMN مع بعضها البعض- على قوة الروابط بين مناطق ECN  وDMN”.

أسفرت التحليلات التي أجرتها شيريسيكو وزملاؤها عن العديد من النتائج المثيرة للاهتمام. وعلى الأخص، أظهرت النتائج أن الاتصال الوظيفي بين شبكات الدماغ واسعة النطاق يمكن أن يتنبأ بالعمر بدقة جيدة وأنه يختلف عبر فترة الحياة. وأكثر تحديدًا، وجدوا أن الاتصال بين مناطق ECN وDMN في الدماغ يمثل جزءًا كبيرًا من التباين العمري.

ومن المثير للاهتمام، وجد الباحثون أنهم عندما أدرجوا أيضًا SN (مجموعة من مناطق الدماغ التي تختار المحفزات الخارجية أو الداخلية البارزة للدماغ لتركيز انتباهه عليها) في تحليلاتهم، تمكنوا من التنبؤ بعمر الشخص بدقة أكبر.

في المستقبل، يُمكن أن يساعد عملهم على فهم أفضل لأنماط اتصال الدماغ المرتبطة بانخفاض القدرات المعرفية الملحوظة في الشيخوخة.

وأضافت شيريسيكو: “سلطت تحليلات المجموعة العمرية الإضافية التي أجريناها الضوء على أن هذه العلاقات تختلف عبر العمر. ونعتقد أن هذه النتائج تتوسع في فهمنا الحالي للاختلافات في اتصال الشبكة الجوهرية واسعة النطاق كدالة للشيخوخة الصحية. وستكون خطوتنا التالية هي فحص هذه العلاقات في سياق أداء المهمة”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: سمر يوسف محمد شبارة

تويتر: SamarYusuf2

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!