كيف يقرر الناس ما إذا كانوا سيتدخلون لمساعدة الذين في خطر؟

أظهر باحثون في معهد كارولنسكا في السويد أن نفس نظام الدماغ الذي يُمكننا من تجنب الخطر  يتم تنشيطه أثناء سلوكنا الإيثاري عند تقديم المساعدة.

وقد نُشرت النتائج في مجلة eLife.

صرح أندرياس أولسون، أستاذ علم الأعصاب السريري في معهد كارولنسكا: “تُشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن نظام دفاع الدماغ يلعب دورًا أكبر في سلوك المساعدة مما كان يُعتقد سابقًا، إذ تتعارض هذه النتائج مع الرأي السائد بأن يجب قمع نظام الخوف لدينا من أجل مساعدة من هم في خطر”.

فلطالما اعتبرت القدرة على التعاطف مع معاناة الآخرين القوة الدافعة للمساعدة. ولكن عندما نقرر مساعدة شخصٍ ما في خطر، علينا ألا نأخذ في الاعتبار معاناة ذلك الشخص فحسب بل أيضًا الخطر الذي نعرض أنفسنا له من خلال تقديم المساعدة. على سبيل المثال، أن تهرع داخل مبنى يحترق لإنقاذ شخص ما أو تساعد آخر سقط على سكة حديد.

قياس نشاط الدماغ

تُشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن أنظمة دفاع الدماغ مهمة لمساعدة الآخرين، ولكن لا يُعرف الكثير عن هذه العمليات لدى البشر. فحقق باحثون من معهد كارولنسكا في هذا الأمر بمزيد من التفصيل.

شملت الدراسة 49 شخصًا من المتطوعين الأصحاء الذين طُلب منهم ما إذا كانوا يريدون مساعدة شخص مجهول لتجنب التعرض لصدمة كهربائية خفيفة. ولكن إن قرروا مساعدة هذا الشخص، فهناك خطورة من تعرضهم هم كذلك للصدمة.

كان المجهول ظاهرًا للمشارك على الشاشة. وأثناء المهمة، صُور نشاط أدمغة المشاركين باستخدام ماسح الرنين المغناطيسي الوظيفي.

كما أُخبر المشاركون بمدى سرعة حدوث الصدمة، حتى يتمكن الباحثون من قياس ردود أفعالهم نسبةً إلى قرب التهديد.

اللوزة الدماغية

وضحت جوانا فييرا، الباحثة المنتسبة لقسم علم الأعصاب السريري في معهد كارولنسكا: “تُظهر النتائج أن أنظمة الدماغ التي تُمكن الناس من تجنب الخطر مرتبطة بسلوك الإيثار وتقديم المساعدة للأشخاص غير المعروفين. فنرى أن منطقة اللوزة الدماغية المسؤولة عن السلوكيات الدفاعية الأساسية مرتبطة أيضًا بالرغبة في مساعدة الآخرين”.

ولاحظ الباحثون أن شدة اللوزة الدماغية ومنطقة الفص الجزيري في الدماغ شكلت تهديدًا للشخص محل الدراسة، لذا لا يمكن لمعاناة الآخر أن تتنبأ ما إذا كان الشخص سيقدم المساعدة. كما لم توجد صلة لأجزاء الدماغ الأخرى المرتبطة بالوظائف المعرفية بسلوك المساعدة عندما كان التهديد وشيكًا.

ويضيف أندرياس أولسون: “نحاول الآن فهم كيف لسلوكيات المساعدة هذه أن تتأثر في حضرة أشخاص آخرين وكيف يتعلم المارة من الموقف، فنحن مهتمون بفهم كيفية نقل المخاوف وتصوير السلوكيات على أنها أخلاقية أو غير أخلاقية بين الناس من خلال عمليات التعلم”.

المصدر: medicalxpress.com

ترجمة: رهام الجهني

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri