إمكانية تشخيص سرطان البنكرياس مبكرًا بمدة تصل إلى ثلاث سنوات

إمكانية تشخيص سرطان البنكرياس مبكرًا بمدة تصل إلى ثلاث سنوات

19 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

همسة السيد

يُشخص أكثر من عشرة آلاف شخصٍ في المملكة المتحدة بسرطان البنكرياس كل عام، لكن مع الأسف يكون التشخيص متأخرًا لدى أغلبهم مما يعيق علاجه، ويعيش أقل من 10% منهم لمدة تصل إلى خمس سنوات عقب تشخيصهم.

سرطان البنكرياس هو مرضٌ صامتٌ؛ فلا تظهر له أي أعراض عند أغلب المصابين به حتى يصل إلى مراحله المتقدمة. وتتضمن علاماته الشائعة انخفاضًا في الوزن وزيادة نسبة الجلوكوز في الدم، ولكن لم يكن معروفًا – حتى الآن – متى تحدث هذه التغيرات ومدى تأثيرها. وقد يساعدنا فهم كيفية حدوث هذه التغيرات ومتى تطرأ قبل تشخيص سرطان البنكرياس في اكتشافه مبكرًا، وربما – في المستقبل – إنقاذ حياة بعض المصابين بهذا المرض المميت.

 تعاون الباحثون في كلٍ من جامعة سري وجامعة أوكسفورد على التحقيق في الأعراض الشائعة لسرطان البنكرياس، التي تشمل: فقدان الوزن وارتفاع سكر الدم ومرض السكري، ودرسوا متى تظهر عند ارتباطها بالإصابة بالسرطان، في أكبر دراسة من نوعها، نُشرت في مجلة بلوس وان الطبية.

وصرحوا: “لقد استخدمنا مجموعة بيانات كبيرة تتضمن أكثر من عشرة ملايين شخصٍ في إنجلترا لنباشر في هذا البحث. كان الحرص على ضخامة حجم مجموعة البيانات المستخدمة هامًا؛ لضمان أن نتائجنا تمثل السكان جميعهم. استخرجنا المعلومات المتعلقة بتشخيص سرطان البنكرياس وعلاماته الثلاثة، ودرسنا تغيرهم لدى الأشخاص بمرور الوقت”.

قارنا كلاً من مؤشر كتلة الجسم (الدال على فقدان الوزن)، وفحص الهيموغلوبين السكري (الدال على سكر الدم)، بين مجموعتين أحدهما مكونة من تسعة آلاف فردٍ تقريبًا شُخصوا بسرطان البنكرياس، والأخرى مكونة من خمسة وثلاثين ألف فردٍ تقريبًا غير مصابين بالمرض. لاحظنا فقدانًا ملحوظًا للوزن لدى المصابين بسرطان البنكرياس، والذي بدأ قبل عامين من تشخيصهم بالمرض.

كان متوسط مؤشر كتلة الجسم عند تشخيص المصابين بسرطان البنكرياس أقل بمعدل ثلاث وحدات تقريبًا من غير المصابين به. بينما اكتُشف ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم في وقت أبكر يعادل تقريبًا ثلاث سنوات قبل التشخيص.

أظهر تحليلنا عند مقارنة مرضى السكري بغير المصابين به، زيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس لدى مرضى السكري عندما يعانون من فقدان الوزن، بينما يزداد هذا الخطر لدى غير المصابين بالسكري عندما ترتفع نسبة الجلوكوز لديهم.

تشير النتائج أنه يجب علاج فقدان الوزن غير المبرر باشتباه، خاصةً (لكن ليس حصرًا) لدى مرضى السكري، والتعامل مع ارتفاع نسبة الجلوكوز كعلامة خطر محتملة للإصابة بسرطان البنكرياس، خاصةً لدى الأشخاص الذين لا يعانون من زيادة في الوزن.

هذه التغيرات هي مؤشرات هامة في الفحوصات الطبية، التي إذا أُجريت بانتظام، قد تساعد الأطباء في التعرف على المصابين بسرطان البنكرياس غير المُشخص، ثم إحالتهم ليخضعوا لمسحٍ للبطن عند مختصٍ في المستشفى لتحديد وجود سرطان من عدمه.

تتضمن مزايا التشخيص المبكر: الحد من خطر انتشار السرطان، والتأكد من قدرة المرضى على احتمال العلاج.

الخطط المستقبلية

أشار باحثو الدراسة إلى تركيزهم على المعدلات المتوسطة بها وسيكون التعمق في البيانات، والتحقق من الأفراد أو المجموعات الأكثر عُرضة لفقدان الوزن وارنفاع مستوى الجلوكوز خطوتهم التالية من أجل مساعدة المرضى.

كما أنهم يسعون لبناء أداة أكثر تعقيدًا (خوارزمية) باستخدام هذه المعلومات؛ حتى يتمكن الأطباء من استخدامها. ويمثل استخدام الوزن وتغير نسبة الجلوكوز معًا، بالإضافة إلى احتمالية إدراج علامات أساسية أخرى لسرطان البنكرياس مثل: البول الداكن والبراز فاتح اللون واصفرار الجلد، طريقةً أكثر فعالية من استخدام أي من هذه العوامل منفردًا. قد تصبح هذه الأداة طريقةً فعالةً لتحسين التشخيص المبكر وإنقاذ حياة الأفراد.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: همسة السيد

لينكد إن: hamsa-elsayed

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!