كيف يحافظ  إصلاح الأمعاء على وظائف الدماغ بعد الإصابة بالسكتة الدماغية؟

كيف يحافظ إصلاح الأمعاء على وظائف الدماغ بعد الإصابة بالسكتة الدماغية؟

18 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

منة محمود

دقق بواسطة:

زينب محمد

تُعد السكتة الدماغية هي السبب الرئيسي للوفاة والخرف والإعاقة الخطيرة طويلة الأجل. وطبقًا لجمعية القلب الأمريكية، فإن مرضى السكتة الدماغية يكونون أيضًا أكثر عُرضة للاكتئاب، الذي يؤثر سلبًا على التعافي الوظيفي والإدراكي.

ويجب إعطاء العقار الوحيد المُصدق عليه من إدارة الغذاء والدواء وهو نوع من منشط البلازمينوجين النسيجي المؤتلف، ضمن إطار زمني محدد من بداية الإصابة بالسكتة الدماغية، ونسبة نجاحه تكون محدودة. ولتحسين آثار السكتة الدماغية؛ فإن علماء كلية الطب جامعة آي آند إم في تكساس- يقودون البحث في الصلة بين نفاذية الأمعاء الناتجة عن السكتة الدماغية أو الارتشاح، وضعف الإدراك.

 وقد درس فريق تكساس آي آند إم الفكرة الجديدة، إذا كان زرع خلايا جذعية طلائية معوية من متبرعين أصحاء يمكن أن يصلح الحاجز المعوي بعد الإصابة بالسكتة الدماغية ويحسن من آثارها.

وقد أشارت نتائج من دراستهم قبل السريرية التي نُشرت في دورية الدماغ والسلوك والمناعة Brain, Behavior, and Immunity إلى أن زرع خلايا جذعية طلائية معوية يقلل من الوفاة الناتجة عن السكتة الدماغية، ويقلل أيضًا من حجم الأنسجة الميتة ومن ارتشاح الأمعاء، كما يمنع الإصابة بالضعف الإدراكي الناتج عن السكتة الدماغية.

وطبقًا لدراسة حديثة فإنه سوف يصاب ثلثيّ مرضى السكتة الدماغية بالضعف الإدراكي، في حين أنه سوف تستمر معاناة ثلث هؤلاء المرضى من الخرف. لذلك أصبح هناك حاجة ملحة لعلاجات أكثر فاعلية التي بدورها تحافظ على الوظيفة الإدراكية بعد الإصابة بالسكتة الدماغية الحادة، وتظل واقية مدة أسابيع.

بالرغم من أن بحث العلاج الشائع للسكتة الدماغية يسلط الضوء على الدماغ، فإن الأمعاء تستجيب مبكرًا وسريعًا للسكتة الدماغية مع تغيرات قد تسبق العديد من الالتهابات المتعلقة بالسكتة الدماغية. هذه التغيرات التي تحدث في الأمعاء مثل زيادة نفاذيتها، التي من المحتمل أن تؤدي إلى حركة النواتج التي تُخلّق في الأمعاء إلى مجرى الدم. ويُعد كثير من هذه النواتج سامًا، لذلك يزيد الالتهاب وتتفاقم إصابة الدماغ الناتجة عن السكتة الدماغية.

وتثبت العديد من الدراسات أن الخلايا الجذعية الطلائية المعوية تصلح الأمعاء وتقلل من نفاذيتها. قد لا تتمكن عمليات الإصلاح هذه بعد الإصابة بالسكتة الدماغية من الحفاظ على الوظيفة الإدراكية.

قالت الأستاذة الجامعية فريدة شوربجي، الحاصلة على الدكتوراه ورئيسة قسم علم الأعصاب والعلاج التجريبي، والمحررة الرئيسية لهذه الدراسة: “من الواضح أن المحور الدماغي المعوي لم يسلم من الإصابة بعد السكتة الدماغية. ومع الأخذ في الاعتبار تأثيرات صحة الأمعاء على الدماغ بعد الإصابة السكتة الدماغية قد نتمكن من تعزيز علاجات السكتة الدماغية بفعالية”.

زرعت فريدة وزملاؤها خلايا أولية جذعية طلائية معوية من متبرعين أصحاء بعد الإصابة بالسكتة الدماغية كنموذج قبل سريري. وقد أصلحت الخلايا الجذعية الطلائية المعوية من متبرعين صغار السن بنية الأمعاء، وقللت من نفاذيتها، وبالتالي انخفضت مستويات البروتين وجزيئات أخرى في الدم، التي تعد سامة لخلايا الدماغ.

وقد منع أيضًا زرع خلايا جذعية طلائية معوية السلوكيات المتعلقة بالاكتئاب، والضعف الإدراكي في الأسابيع التي تلت الإصابة بالسكتة الدماغية. لم يُحسن زرع خلايا جذعية طلائية معوية من متبرعين كبار في السن من آثار السكتة الدماغية، وذلك يشير إلى أن نجاح زراعة هذه الخلايا يعتمد على عمر المتبرع.

في مرحلة ما قبل السريرية، يؤكد هذا البحث على أهمية التدخل العلاجي المبكر بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، وسوف يوجه اتجاهات العمل المستقبلية. وقالت فريدة: “سوف تبحث الدراسات المستقبلية في ضبط الجرعات وتوقيت البروتوكول”.

وأضافت: “قد يكون من المهم دراسة منهجية شيخوخة الخلايا الجذعية، وذلك لفهم سبب تعرض المرضى كبار السن لسكتات دماغية أكثر خطورة”.

وتابعت قائلةً: “وفي النهاية، فمن المتوقع أن يعزز هذا البحث استحداث علاجات جديدة التي تهدف إلى ترميم ظهارة الأمعاء، لكي تساعد في تقليل الإعاقة الناتجة عن السكتة الدماغية، ولكن فرضية أن الخلايا الجذعية المعوية قد تكون ذات قيمة علاجية خارج الأمعاء، لمجموعة كبيرة من الأمراض العصبية”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: منة محمود

لينكد إن: menna-mahmoud

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!