ما العلاقة بين النوم وصحتك العقلية؟

ما العلاقة بين النوم وصحتك العقلية؟

12 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

ياسمين محمد علي

دقق بواسطة:

سراء المصري

الصحة العقلية وعدم النوم: علاقة ارتباط ثنائية

النقاط الرئيسية

  • اضطراب النوم يؤثر على صحتك العقلية.
  • كيف يعزز ضبط ساعات النوم من حالتك المزاجية.
  • جرّب هذه الطرق لتحسّن من نومك وصحتك العقلية.

ذكرت الدراسة التي أُجريَت في مراكز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها (Centers for Disease Control and Prevention) أن أكثر من ثلث عدد الأمريكيين لا يحصلون على القدر الكافي من النوم. ويعني ذلك أن عددًا كبيرًا من الأشخاص يعانون من أعراض معروفة، مثل تشوش العقل، وتقلب المزاج، وبصفة عامة عدم القدرة على التفكير المنضبط أو تذكر المعلومات. ولا نبالغ عندما نقول أن عدم حصولنا على القدر الكافي من النوم يسبب أزمة للصحة العامة.

كما أن الحرمان من النوم يعد أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالأمراض الصحية، مثل:

  • ارتفاع ضغط الدم
  • داء السكري
  • السمنة المفرطة
  • الأزمات القلبية
  • التشنجات
  • السكتة الدماغية

إلى جانب هذه الحالات، فقد تسبب قلة النوم ظهور حالات صحية عقلية جديدة أو تفاقم حالات موجودة بالفعل.

صحتك العقلية وقلة النوم

هل تعلم ما الذي يجعل الإنسان يشعر بالنعاس؟ توجد عمليتان رئيسيتان تتحكمان بالنوم في الجسم، وهما: الساعة البيولوجية والحرمان من النوم.

تتحكم ساعتنا البيولوجية خلال اليوم في استجابة أجسامنا بصورة طبيعية للبيئة من حولنا. كما تلعب الإشارات الضوئية دورًا مهمًا في تنبيه الساعة البيولوجية في الدماغ لتخبرها بموعد النوم. كما يُفرز هرمون الميلاتونين في الدماغ أثناء الليل ويتوقف انتاجه عندما نستشعر الضوء.

الحرمان من النوم له دور أيضًا؛ فيرغب الجسم في النوم مثلما يشتهي طعامًا أو شربة ماء. وخلال اليوم تزداد رغبة عقلك للنوم تدريجيًا إلى أن تصل إلى مستوى محدد وعنده ينبغي عليك أن تنام. على عكس الجوع والعطش، قد يرغمك العقل على النوم حتى وإن كنت في اجتماع أو أثناء قيادة السيارة.

تلك هي أساسيات النوم. والآن لنرى كيف يؤثر الحرمان من النوم على عقولنا. لماذا نشعر بالتشوش إذا لم ننل القسط الكافي من النوم؟ وجد الباحثون في إحدى الدراسات أن الحرمان من النوم يسبب خللًا في قدرة الخلايا العصبية على التواصل فيما بينها، مما يؤدي إلى حدوث هفوات تؤثر على الذاكرة  والإدراك البصري.

وذلك يفسر لما قد يكون السائق المُجهَد معرضًا لخطر التسبب بحادث. إذا انطلقت سيارة أمام سائق لم ينل قسطًا وافيًا من النوم، فإن عقله يستغرق وقتًا أطول لإدراك ما يستقبله، تلك الثواني الإضافية قد تكون هي الفرق بين الاصطدام بهذه السيارة أو ضغط المكابح.

الارتباط بين النوم والصحة العقلية

تؤثر قلة النوم على صحتك العقلية أيضًا، الأمر الذي يؤكد أن هناك علاقة ارتباط ثنائية بينهما. يثير الحرمان من النوم مشكلات بالصحة العقلية مثل الاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب، والقلق، وقد تزداد مشكلات الصحة العقلية سوءًا مثل الأرق أو اضطرابات النوم الأخرى،  لذا من السهل أن تُحتَجز في هذه الحلقة الشرسة.

قد تشعر بأول عَرض بعد ليلة واحدة فقط من النوم القليل وهو “تشوش العقل” ولكن قد تلاحظ أيضًا اضطرابات في المشاعر. هذه الأعراض هي الطريقة التي يخبرك بها عقلك عن وجود خلل كيميائي. بينما حدوث الأرق في ليال متفرقة قد لا يسبب أذىً دائمًا، فإن الحرمان من النوم لفترة طويلة له أثر بالغ على صحتك العقلية. من المهم أن نُدرك أن اضطرابات النوم والصحة العقلية يرتبطان معًا ارتباطًا وثيقًا.

خلاصة القول يجب أن نأخذ قضية النوم على محمل الجد. فحصولنا على قسط كاف من النوم (على الأقل 7 ساعات كل ليلة) شيئًا ضروريًا لنظام حياة صحي، وإذا كنت تعاني من مشكلات بالصحة العقلية فحصولك على نوم صحي يعد أمرًا أكثر أهمية.

كيف تُحسّن من النوم والصحة العقلية؟

ما الذي يمكننا أن نفعله لنحسّن من نومنا وصحتنا العقلية؟ بما أنه هناك علاقة بين النوم والصحة العقلية، فيمكنك أن تحسّن من كليهما عن طريق تغيير عاداتك اليومية.

إليك ثلاث نصائح:

1. التزم بنظام روتيني في الصباح والمساء

فالعقول تزدهر مع النظام الروتيني، وبالرغم من عدم إمكانية الالتزام بجدول صارم دائمًا، فإن استطعت أن تنجح في العمل بنظام روتيني مستمر تقريبًا لمعظم الأيام فقد يحسّن ذلك من نومك. ابدأ بالاستيقاظ في الموعد نفسه كل صباح واخلد للنوم في الموعد نفسه كل ليلة.

وكجزء من نظامك الروتيني من الأفضل أن تتجنب تناول الطعام ساعتين أو ثلاث ساعات قبل موعد ذهابك إلى النوم، والأحاديث المُجهِدة في الليل، واستخدام أجهزتك الإلكترونية على الأقل ساعة قبل خلودك إلى النوم. يمكنك أيضًا أن تضيف بعض الممارسات للعناية بذاتك مثل التأمل، أو كتابة يومياتك، أو أخذ حمام هادئ لأنه سيكون مناسبًا لك.

2. اخلق بيئة للنوم تشجع على الاسترخاء

يجب أن تشعر أن غرفة نومك هي المكان الآمن، المريح، وموطنك للاسترخاء. ولتجعل مكانك مسالمًا ويبعث على النوم قدر الإمكان:

  • حافظ على الإضاءة الخافتة والبسيطة
  • اقتنِ فراشًا تحبه
  • نظّم مساحاتك وتخلص من الفوضى
  • استمع لبعض الموسيقى الهادئة أو شوشرة بيضاء
  • استخدم بعض الزيوت العطرية الفواحة التي تبعث على النوم (مثل اللافندر، والبابونج، والياسمين، وزيت خشب الأرز، وزيت الصندل)

3. احصل على استشارة طبية

إذا استمرت معاناتك مع النوم، فربما حان الوقت لتتحدث مع طبيبك، حتى تستطيع أن تفهم ما سبب هذه المعاناة مع النوم. ربما تكون أيضًا متجاهلًا لتأثير الحالات الصحية البدنية (مثل الربو أو حالة توقف التنفس أثناء النوم) أو الحالات العقلية مثل (الاكتئاب) أو (القلق) والتي يمكنها أن تسبب خللًا في نومك أكثر مما تعتقد.

حديثك مع الطبيب السريري عن تحديات النوم ستريح عقلك، وربما تقلل من تأثيرها على حياتك. هناك وسائل وأدوات للتأقلم يمكنك تجربتها لإعادة التوازن لهذا الخلل الكيميائي في عقلك، وتساعدك على ضبط مشاعرك، وتهديء من حالتك المزاجية.

لا شك أن معرفة تأثير قلة النوم على صحتك العقلية هو اكتشاف محبط قليلاً، خاصة إذا كنت تجهل كيف تجد الحل لهذه المشكلة. وقد تستغرق وقتًا لمعرفة الحل المثالي لك، ولكن لا تستسلم.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: ياسمين محمد علي

لينكد إن:  yasmine-m-aly

مراجعة وتدقيق: سراء المصري

تويتر: @Sarraa_mm


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!