هل يختلف تفسير الدماغ للإشارات الجسدية لدى المصابين باضطرابات نفسية؟!

هل يختلف تفسير الدماغ للإشارات الجسدية لدى المصابين باضطرابات نفسية؟!

31 أغسطس , 2021

ترجم بواسطة:

فاتن النفيعي

دقق بواسطة:

سارة ياسين

 أثبت الباحثون السَّبب وراء مُعاناة المصابين باضطرابات نفسية في فهم الإشارات الجسديَّة بِطرق مُختلفة، وتشمل الاضطرابات فقدان الشهية (القُهم) واضطراب الهلع.

ووجد الباحثون في جامعة كامبردج أن الجُزء المسؤول في الدماغ عن تفسير الإشارات الجسدية من الجسم يعمل بطريقة مختلفة لدى المصابين باضطرابات نفسية، ممَّا يعني إمكانية التركيز عليه للعلاج مستقبلاً.  

حيْث درس الباحثون الحِسَّ الداخِلِيّ؛ وهو القُدرة على الإحساس بحالة الجسم من الداخل وما إذا كان هُناك أيُّ اختلافات شائعة يظهرها الدماغ عند الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية أثناء هذه العملية، اكتشف الباحثون جزءًا في الدماغ يُسمى بِمنتصفِ الجزيرة الظهرية حيث أبدى نشاطًا مُختلفاً أثناء الحس الداخلي  لمن يعانون من بعض الاضطرابات مثل: الاكتئاب والانفصام واضطراب الأكل والقلق.

يُعاني الكثير من المصابين باضطرابات نفسية من أعراض جسدَّية مختلفة، منها الشعور بامتلاء غير مريح في حالة فقدان الشهية أو الشعور بأن الهواء غير كافٍ  في حالة اضطراب الهلع.

وذكرت المجلة الأمريكية للطب النفسي النتَّائج التي تُشير إلى أنَّ النشاط في منتصف الجزيرة الظهرية  قد يُؤدي إلى هذه التفسيرات المختلفة في الأحاسيس الجسدية في الصحة النفسية، وأنَّ زيادة الوعي باختلاف مُعاناة المصابين والأعراض الجسدَّية مفيدٌ في معالجة الاضطرابات النفسية.

جميعنا نستخدم الحواس الخارجيَّة مثل الرؤية والشم والسمع والتذوق واللمس في حياتنا اليوميَّة، إلا أن الحس الداخليَّ؛ أي القُدرة على تفسير الإشارات منْ أجسامنا له نفس القدر من الأهمية للبقاء والنَّجاة بالرغم من أنه يحدث في أغلب الأحيان لا شعوريًا.

ذكرت الدكتورة كاميلا نورد المُؤلفة الرئيسية من وحدة العلُوم الدماغيَّة والإدراكية في مركز الأبحاث الطبية: “جميعنا نمارس الحس الداخليّ وإن كنا لا نعي ذلك، على سبيل المثال يستطيع الغالبية تفسير إشارات انخفاض نسبة السُّكر في الدم مثل الإحساس بالتَّعب أو التهيُّج والمبادرة لتناول الطعام، ولكن تختلف طريقة تفسير الدماغ لهذه الإشارات”.

حُدِّدت الاختلافات في عمليات الإحساس الداخلية مسبقاً عند الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات في الأكل والقلق والاكتئاب واضطراب الهلع والإدمان واضطرابات نفسية أخرى، تشير النماذج النظرية إلى أن معالجة القشرة المضطربة تُؤدي إلى هذه التغيرات في عملية الإحساس الداخلي، ممَّا يُضعف مجموعة من أعراض الصحة العقلية.

جمعت نورد مع زملائها بيانات لتصوير الدماغ منْ دراسات سابقة، ومن ثم قارنوا الاختلاف في نشاط الدماغ خلال عملية الحِسّ الداخليّ حيث أُختِيرت مجموعتان تتكونان من 626 شخصاً يعانون من اضطرابات صحية نفسية و610 شخصاً سليماً. وذكرت: “نريد اكتشاف ما إذا كان يحدث شيء مشابه في الدماغ عند المصابين باضطرابات مختلفة، وذلك بغض النظر عن تشْخيصهم”.

أظهرت نتيجة تحليل المصابين بثنائي القطب والقلق والاكتئاب الحاد وفقدان الشهية والانفصام الاختلاف في جزء من القشرة الدماغية يسمى منتصف الجزيرة الظهرية حيث يبدي نشاطاً مختلفاً عند الشعور بالألم والجوع وإشارات الاستقبال الداخلية مقارنة بالمجموعة السليمة. 

أجرى الباحثون تحليلاً آخر ووجدوا أن منطقة منتصف الجزيرة الظهرية لا تتداخل مع المناطق المتأثرة بالأدوية المضادة للاكتئاب أو العلاج النفسي، ويقترحون التركيز على دراستها مستقبلاً لمعالجة الاختلاف في الحس الداخلي.   

وأضافت نورد: “من المدهش أنه بالرغم من اختلاف الأعراض النفسية لكل اضطراب إلا أننا نجد عاملاً مشتركاً في كيفية معالجة الدماغ للإشارات الجسدية بشكل مختلف لدى المصابين باضطرابات صحية نفسية”. وبذلك يظهر لنا ترابط الصحة النفسية والجسدية، ولكن لا يزال النظام التشخيصي محدوداً، فبعض العوامل المهمة في الصحة النفسية مشتركة، وهذا ما وُجِد بعد تشخيص الكثير من الأمراض”.

تخطط الدكتورة نورد لإجراء دراسة لاختبار إمكانية التأثير على النشاط المثبط من خلال صنع علاجات جديدة للاضطرابات النفسية، مثل محفزات الدماغ.  

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: فاتن النفيعي

تويتر: Tr_FATENN

مراجعة وتدقيق: سارة ياسين

تويتر: @sosoyas


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!