دور “الكيمياء ‘النقرية” في علاج سرطان العظام

دور “الكيمياء ‘النقرية” في علاج سرطان العظام

11 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

هالة أشرف

دقق بواسطة:

زينب محمد

حصل باحثون من كاليفورنيا والدنمارك على جائزة نوبل في سبتمبر الماضي لتطويرهم خاصية الكيمياء النقرية، وهي عملية تقوم بجمع الجزيئات مع بعضها البعض مثل قطع الليجو مما يجعلها أكثر كفاءة لتوصيل الأدوية إلى مناطق الأورام السرطانية.

أظهر باحث بجامعة ميسوري في دراسة حديثة مؤخرًا ولأول مرة كيف يمكن استخدام الكيمياء النقرية بنجاح لتوصيل الأدوية بطريقة أكثر كفاءة لمعالجة الأورام في الكلاب الكبيرة المصابة بسرطان العظام، حيث نجحت هذه العملية سابقًا فقط في الفئران الصغيرة.

قال جيفري براين، أستاذ مساعد بجامعة ميسوري بكلية الطب البيطري ومؤلف هذه الدراسة: “إذا كنت تريد مهاجمة ورم بواسطة الجهاز المناعي، فإن الجسم المضاد سيكون الوسيلة الأنسب لإيصال الدواء أو المادة المشعة المدمرة لهذا الورم. ولكن تكمن مشكلتها في أنها جزيئات ضخمة تسير في مجرى الدم لأيام وربما حتى لأسابيع”

وأضاف: “إذا حُمل دواء أو مادة مشعة على الجسم المضاد فإن هذه الإشعاعات تظل في مجرى الدم لمدة طويلة مؤثرةً بالسلب على الأعضاء والنخاع الشوكى والكبد أيضًا ولن تعطي تأثيرها المرجو منها على الورم المحدد”.

لذلك يكمن هدف الكيمياء النقرية في تعزيز كفاءة عملية توصيل الأدوية المخصصة لعلاج الورم السرطاني، وتقنين سريانها في مجرى الدم لمدة طويلة للحد من آثارها الجانبية الخطيرة.

من الفئران إلى أفضل صديق للإنسان

افترض العديد من الكيميائيين أنه بالرغم من نجاح الكيمياء النقرية على الفئران، فإن هذه الاستراتيجية لن تُجدي مع الكلاب الكبيرة أو البشر؛ لأن حجم الجسم يمكن أن يكون كبيرًا جدًا بالنسبة إلى الجزيئات الموصلة للدواء مما يعرقل التحامها معًا أو عملها بسلاسة معًا.

تعاون براين مع بريان زيغليس، الأستاذ المساعد بكلية هانتر في نيويورك والمتخصص في الكيمياء النقرية لإجراء أول دراسة ناجحة لإثبات هذا المفهوم بكلية الطب البيطري بجامعة ميسوري، إذ وُصِّلت جرعات من المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية لأورام سرطانية في العظام بخمس كلاب يزنوا أكثر من 100 رطل.

أوضح براين: “إنها لخطوة كبيرة في هذا المجال إذ أنها أُبت نجاحها على جسم بجحم الإنسان”.

 وأضاف: “الاستمرارية يمكن أن تمهد الطريق للكيمياء النقرية لعلاج المصابين بالسرطان في المستقبل”.

يبحث براين في علم الأورام البيطري المقارن منذ ما يقرب من عقدين، حيث أشار أن بعض الكلاب المصابة بورم عظمي معروف لديها أورام عظمية أخرى خفية في هيكلها العظمي، ولكن هناك فائدة كبيرة من الدراسات المعتمدة على المسح التصويري والكيمياء النقرية وهي القدرة على اكتشاف ما إذا كان هناك أورام سرطانية أخرى خطيرة موجودة في الهيكل العظمي للكلب.

وأوضح براين في هذا الصدد أن الساركوما العظمية، وهي أحد أشكال سرطان العظام الشائعة، يؤثر على الكلاب والبشر، ويسبب ألمًا شديدًا وعَرَجًا وتورمًا في الأطراف، وإن علاج أورام العظام بمختلف أساليب العلاج الإشعاعي والعلاج المناعي للتخلص من الألم هو شيء مثير للاهتمام.

 وأضاف أن كل ما يتضح لهم أثناء علاج هذه الكلاب يمكن استخدامه في مساعدة البشر في المستقبل.

رائد في علاج السرطان بالبشر والحيوانات الأليفة

على الرغم من نجاح دراسة إثبات المفهوم السابق كانت دراسة تصويرية بالاعتماد على الكيمياء النقرية، فإن هدف براين على المدى الطويل هو تطوير علاج باستخدام المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية، التي يُحتمل أن تحتوي على جزيء يستهدف الأجسام المضادة، لعلاج الكلاب المصابة بسرطان العظام التى ليست بصحة تؤهلها للعلاجات الأخرى ولا سيما الجراحة.

وأفاد براين قائلاً: “هذا البحث هو أيضًا مثال على الطب الدقيق، وهو جزء أساسي من مبادرة نيكستجين للدقة الصحية التابعة لجامعة ميسوري، لأننا نستخدم الجزيئات المرتبطة بالورم المحدد لإيصال الجرعة العلاجية المدمرة له”.

في عام 2020 تعاون براين مع شركة إلياس للصحة الحيوانية لإنشاء لقاح من ورم الكلب نفسه قائم على منهجية الطب الدقيق، لاستهداف وقتل الخلايا السرطانية في الكلاب التي تعاني من الساركوما العظمية.

أدى نجاح العلاج في الكلاب إلى منح إدارة الغذاء والدواء تسجيل سريع نادر للمنظمة الأم لشركة إلياس للصحة الحيوانية وتيفاكس بيوميديكال، وذلك لدراسة نهج العلاج المناعي لشركة إلياس في علاج الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال، وهو ورم سرطاني في المخ لدى البشر.

وقال براين: “إن آخر كلب شارك في تلك الدراسة مات قبل بضعة أسابيع، بعد خمس سنوات من تشخيصه بسرطان العظام، ولم ينتكس الكلب أبدًا لسرطانه، أي كان قادرًا على العيش بقية حياته معافى من السرطان بسبب العلاج المناعي. هدفنا الأساسي الآن هو التوصل إلى طرق مختلفة لعلاج الكلاب المصابة بالسرطان وكذلك البشر بفعالية في المستقبل”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: هالة أشرف

فيس بوك: Hala Ashraf

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!