طرق حديثة للوقاية من سرطان الكبد

طرق حديثة للوقاية من سرطان الكبد

8 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

أردين هاني

دقق بواسطة:

هبة الحسين

تظهر كل حالات سرطان الكبد بعد عقود من الإصابة بأمراض الكبد المزمنة على الأغلب، ولكن قد يقود الاكتشاف الحديث لباحثي جامعة كولومبيا لعلاجات تقضي على الرابط بينهما.

أشارت أحدث الأبحاث إلى أنه أثناء الإصابة بأمراض الكبد المزمنة لا يؤدي التغير في النسبة بين خلايا الكبد النجمية المستقرة والنشطة إلى تليفه فقط، لكن أيضًا يعد الطريق لسرطان الخلايا الكبدية وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الكبد.

أشارت النتائج المنشورة بمجلة نيتشر على الإنترنت إلى أنه من الممكن الوقاية من الإصابة بسرطان الكبد -السبب الرئيسي الرابع المؤدي للموت بالسرطان حول العالم-  من خلال تنشيط الخلايا النجمية.

يصيب سرطان الخلايا الكبدية المرضى الذين يعانون أمراض الكبد المزمنة، مثل تشمع الكبد، والتهاب الكبد، ومرض الكبد الدهني غير الكحولي على وجهٍ خاص. تسبب تلك الأمراض غالبًا نسيج ندبي ممتد ومتفاقم في الكبد.

وأفاد روبرت إف. شواب، الحاصل على الدكتوراه وأستاذ الطب ومدير مركز أبحاث أمراض الجهاز الهضمي والكبد في كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا: “بالرغم من أن تليف الكبد تقريبًا يسبق سرطانه على الدوام، إلا أن ما يُعرف عن العلاقة السببية بينهما وكيف يمكننا إعاقة العملية قليلاً جدًا”.

ركز شواب وفريقه على خلايا الكبد النجمية، لأن لها علاقة قوية بتليف الكبد، وقد سميت بهذا الاسم لوجود نتوءات متعددة تُكوّن شكلًا كالنجم.

واكتشف شواب أن مجموع الخلايا النجمية يتغير مع نمو السرطان، وذلك بعد تطوير أدوات جينية جديدة تمكن الباحثين من معالجة وفحص تلك الخلايا في الفئران.

وأفاد شواب: “إن في الكبد السليم الخلايا النجمية تكون مستقرة وتفرز العوامل اللازمة طبيعيًا، وبالأخص عامل نمو الخلايا الكبدية الذي يحميه”. كما أضاف: “لكن تقل أعداد الخلايا النجمية المستقرة الحامية، بينما تزداد النشطة منها أكثر في حالة الإصابة بمرض كبدي مزمن”.

تفرز الخلايا النشطة عواملًا تحفز نمو الأورام؛ خاصةً الكولاجين الذي يعد الوحدة البنائية للنسيج الندبي. يعد التحول الديناميكي من الخلايا الحامية إلى  المحفزة لنمو الورم طريقًا لسرطان الكبد.

لوحظ نفس خلل الخلايا النجمية وعلاقتها بزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد في المرضى المصابين بسرطان الكبد،  وذلك يشير إلى حدوث الشىء نفسه لهؤلاء الأشخاص.

يُكتشف عادةً سرطان الخلايا الكبدية في وقت متأخر جدًا يحول دون علاجه، ويموت معظم المرضى خلال عامين من التشخيص بالرغم من العلاجات الطبية الحديثة والأكثر فاعلية، مثل مركب الأتيزوليزوماب والبيفاسيزوماب. تضاعفت نسبة الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية ثلاث مرات خلال الثلاثين عامًا الماضية ومن المتوقع أن تزداد أكثر بسبب ارتفاع معدل حدوث مرض الكبد الدهني غير الكحولي الناتج عن السمنة.

يزيد الاكتشاف من احتمالية الوقاية من سرطان الكبد وذلك باستعادة التوازن الطبيعي للخلايا النجمية.

وأوضح شواب: “لا أعتقد أننا  سنصبح قادرين على علاج السرطان باستعادة توازن الخلايا النجمية”. كما أضاف: “تصنع الخلايا النجمية النشطة بيئة مناسبة للإصابة بالسرطان، ولكن لا يبدو بأنها تلعب دورًا في تطوره بعد الإصابة بالورم”.

وأردف: “لكن تقلل استعادة التوازن للخلايا أو للوسائط المتعلقة بها في المقام الأول خطورة الإصابة بالأورام في الأشخاص المصابين بمرض كبدي مزمن. قد يعود هذا بفائدة عظيمة على ملايين الأشخاص المصابين بأمراض الكبد المزمنة وهم الأكثر عُرضة للإصابة بسرطان الكبد”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أردين هاني منير

مراجعة وتدقيق: د. هبة الحسين

لينكد إن: heba-alhussein


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!