كيف تؤثر حالة الأم المزاجية على قدرة الرضيع على الكلام؟

كيف تؤثر حالة الأم المزاجية على قدرة الرضيع على الكلام؟

1 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

يمنى العشري

دقق بواسطة:

زينب محمد

تصاب 70% من الأمهات باكتئاب ما بعد الولادة المعروف أيضًا باسم الكآبة النفاسية بعد ولادة الطفل. تشير التحليلات إلى أن هذا يؤثر كذلك على نمو الأطفال أنفسهم ونطقهم وبالرغم من ذلك فحتى الآن لم يعرف بالضبط كيف يتجلى ذلك الضعف في تطور اللغة المبكر في الرضع.

قام علماء من معهد ماكس بلانك للعلوم المعرفية والإنسانية وعلوم الدماغ في لايبزيغ في دراسة بالبحث في كيفية تمييز الرضع أصوات الكلام من شخص للآخر اعتمادًا على الحالة المزاجية للأم. تعتبر هذه القدرة شرط هام وأساسي من أجل المراحل اللاحقة  لتطور لغة الرضيع تطورًا جيدًا.

إذا كانت الأصوات يمكن تمييزها من واحد لآخر، فيمكن التمييز بين كلمة وأخرى كذلك. أصبح واضحًا أنه إذا كان مزاج الأمهات أكثر سلبية أول شهرين بعد الولادة فسيظهر الأطفال متوسط نقص في نضج أصوات الكلام بعمر الستة أشهر.

وجد الرضع صعوبة خاصة في التمييز بين نغمات المقاطع اللفظية وأظهروا تأخرًا ولا سيما  في نمو ما يسمى بالاستجابة غير المتطابقة، مقارنةً بالرضع الذين أظهرت أمهاتهم حالة مزاجية إيجابية. تعمل الاستجابة غير المتطابقة كمقياس لمدى قدرة الشخص على فصل الأصوات عن بعضها البعض. إذا  تأخر نمو رد الفعل تجاه عدم التطابق الواضح فإن هذا يعتبر إشارة على ارتفاع خطر الإصابة باضطراب في الكلام لاحقًا في حياته.

أوضحت جيسا شات باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد ماكس بلانك للعلوم المعرفية والإنسانية وعلوم الدماغ وأستاذة النمو في الطفولة والمراهقة في جامعة برلين الحرة والباحثة الأولى للدراسة المنشورة في مجلة شبكة جاما المفتوحة الطبية: “نظن أن الأمهات المتأثرات يوجهن الحديث إلى الرضيع بدرجة أقل”.

وأضافت: “هن غالبًا يستخدمن نغمات أقل تنوعًا عند توجيه الكلام لأطفالهن الرضع”. وأشارت أن هذا يؤدي إلى ترسب محدود جدًا للنغمات المختلفة في ذهن الأطفال. هذا الترسب بدوره يعتبر شرطًا أساسيًا لتعزيز تطور اللغة.

تظهر النتائج مدى أهمية توجيه الآباء الحديثون للرضع من أجل تطور لغة أطفالهم تطورًا أفضل، ويتنوع الحديث الموجه للرضع بشكل كبير في النغمات ويبرز مقاطع معينة من الكلمات بروزًا أكثر وضوحًا -ومن ثم يوجه تركيز الصغار على ما يُقال- ويعتبر مناسبًا لهم.

في المقابل فإن الأمهات اللاتي يعانين من حالات الاكتئاب عادةً يستخدمن خطابًا رتيبًا وغير موجه للرضع.

قالت شات: “للتأكد من النمو الصحيح للأطفال الصغار فإننا بحاجة لدعم مناسب للأمهات اللاتي يعانين من اضطرابات مزاجية خفيفة لا تتطلب العلاج”.

وأضافت: “ليس ضروريًا أن تكون تدابير التدخل منظمة، ففي بعض الأوقات قد تتطلب مشاركة أكثر للآباء”.

تتبع الباحثون هذه العلاقات بمساعدة 46 أمًا أبلغن عن حالات مزاجية مختلفة بعد الولادة. قيست حالتهن المزاجية باستخدام استبيان موحد يُستخدم عادةً لتشخيص اضطراب ما بعد الولادة. كذلك استخدم الباحثون الرسم الكهربائي للدماغ الذي يساعد في قياس مدى قدرة الرضع على تمييز أصوات الكلام بعضها من بعض.

ويستخدم ما يسمى باستجابة عدم التطابق لهذا الغرض فيظهر الرسم الكهربائي للدماغ مدى قدرة الدماغ على معالجة، وتمييز أصوات الكلام المختلفة. سجل الباحثون رد فعل الرضع في سن شهرين وستة أشهر عندما وجهت لهم مقاطع مثل “با” و”جا” و”بو”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: يمنى العشري

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!