14 نوفمبر , 2022
“شهيق…زفير…” أو “خذ نفسًا عميقًا وعد إلى عشرة”. التأثير المهدئ للتنفس في المواقف العصيبة هو مفهوم واجه معظمنا من قبل. الآن اقترب البروفيسور ميكا ألين من قسم الطب السريري بجامعة آرهوس من فهم كيفية تشكيل التنفس لدماغنا.
جمع الباحثون نتائج من أكثر من اثنتي عشرة دراسة على القوارض، والقرود، وتصوير للدماغ البشري، واستخدموها لاقتراح نموذج حسابي جديد يشرح كيف يؤثر تنفسنا على الدماغ.
يوضح البروفيسور ميكا ألين قائلًا: “ما اكتشفناه هو، أنه عبر العديد من أنواع المهام والحيوانات المختلفة فإن إيقاعات الدماغ مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإيقاع أنفاسنا حيث نكون أكثر حساسية للعالم الخارجي أثناء الشهيق، بينما ينضبط الدماغ أكثر أثناء الزفير، ويتوافق هذا أيضًا مع كيفية استخدام بعض الرياضات الشديدة للتنفس، فعلى سبيل المثال يُدرَب الرماة المحترفون على سحب الزناد في نهاية الزفير”.
تشير الدراسة إلى أن التنفس أكثر من مجرد شيء نفعله لنحيى، على حد وصف ميكا ألين.
وأضاف: “إنها تشير إلى أن الدماغ والتنفس متشابكان تشابكًا وثيقًا بطريقة تتجاوز البقاء على قيد الحياة، لتؤثر فعليًا على عواطفنا وانتباهنا وكيفية تعاملنا مع العالم الخارجي. يشير نموذجنا إلى وجود آلية مشتركة في الدماغ تربط إيقاع التنفس بهذه الأحداث”.
يعد فهم كيفية تشكيل التنفس لدماغنا، وبالتالي مزاجنا وأفكارنا وسلوكياتنا، هدفًا هامًا من أجل الوقاية من الأمراض العقلية وعلاجها بشكل أفضل.
كما يوضح ميكا ألين قائلًا: “تقترن صعوبة التنفس مع زيادة كبيرة جدًا في مخاطر اضطرابات المزاج مثل القلق والاكتئاب، ونعلم أن أمراض التنفس والجهاز التنفسي والاضطرابات النفسية، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا. وتثير دراستنا إمكانية أن العلاجات القادمة لتلك الاضطرابات قد يمكن العثور عليها في تطوير طرق جديدة لإعادة تنظيم إيقاعات الدماغ والجسم، بدلًا من علاج أي منهما على حدة”.
استقرار أذهاننا من خلال التنفس هو تكتيك معروف ومستخدم في العديد من التقاليد كاليوجا والتأمل.
تلقي الدراسة الجديدة الضوء على كيفية جعل الدماغ هذا ممكنًا، حيث تشير الدراسة إلى أن هناك ثلاثة مسارات في الدماغ تتحكم في هذا التفاعل بين التنفس ونشاط الدماغ، كما تشير أيضًا إلى أن نمط التنفس لدينا يجعل الدماغ أكثر “إثارة”، مما يعني أنه من المرجح أن تنشط الخلايا العصبية أثناء أوقات معينة من التنفس.
تمنح الدراسة الجديدة الباحثين هدفًا جديدًا للدراسات المستقبلية على سبيل المثال، الأشخاص المصابون باضطرابات في الجهاز التنفسي أو المزاج، وقد بدأ ميكا ألين ومجموعته بالفعل مشاريع جديدة معتمدة على الدراسة.
وأفاد قائلاً في هذا الصدد: “لدينا مجموعة متنوعة من المشاريع الجارية التي تعتمد على وتختبر أجزاء مختلفة من النموذج الذي اقترحناه، ويجري طالب الدكتوراه مالث بريندولت دراسات مبتكرة لتصوير الدماغ عند البشر لتجربة وفهم كيف تتأثر الأنواع المختلفة من الإدراك العاطفي والبصري في الدماغ بالتنفس”.
كما أشار أن الفريق يتعاون أيضًا مع فريق طب الرئة بمستشفى جامعة آرهوس، حيث تُستخدم الأدوات التي طُوِرَت في المختبر لفهم ما إذا كان الشخص الذي يعاني مطولًا من مرض كوفيد-19 قد يعاني من اضطرابات في محاذاة التنفس والدماغ وأن هناك المزيد من المشاريع القادمة.
ويستطرد ميكا ألين قائلًا: “سوف نستخدم مزيجًا من التصوير العصبي للإنسان والحيوان لفهم أفضل لكيفية تأثير التنفس على الدماغ، وكذلك الاستفادة من استكشاف كيفية تأثير الأدوية المختلفة على التفاعل بين الجهاز التنفسي والدماغ، نود أيضًا أن ندرس يومًا ما كيف تؤثر عوامل نمط الحياة كالإجهاد والنوم وحتى أشياء مثل السباحة الشتوية على التفاعل بين التنفس والدماغ. نحن متحمسون للغاية لمواصلة هذا البحث”.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمه: شيماء عادل مصطفى
لينكد إن: shaimaaadelmostafa
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً