crossorigin="anonymous">
4 أغسطس , 2022
يستهلك تشخيص مرض الزهايمر الكثير من الوقت والمال. بعد إجراء اختبارات طويلة في علم النفس العصبي، تعيّن على الأطباء تدوين، ومراجعة، وتحليل كل استجابة بالتفصيل. لكن الباحثون في جامعة بوسطن طوروا أداة جديدة يمكنها أن تتحكم في العملية ورفعها على الانترنت في النهاية. التعلم الآلي – حيث يستطيع النموذج الحسابي الذي يعمل بالطاقة اكتشاف الاعتلال الإدراكي من التسجيلات الصوتية للاختبارات النفسية العصبية – دون الحاجة لموعد شخصي مع الطبيب، ونُشرت هذه النتائج في دورية Alzheimer’s & Dementia.
يقول ليوانيس باشاليديس، وهو المؤلف المشارك في الصحيفة وأستاذ الهندسة المتميز في جامعة بوسطن: ” إن هذا المنهج يجعلنا أقرب بخطوة من التدخل المبكر ويقول إن الاكتشاف المبكر والسريع لمرض الزهايمر يمكن أن يقودنا لتجارب سريرية أكبر والتي يمكن أن تركز على الأشخاص في المراحل المبكرة للمرض واحتمالية التدخل السريري الذي يبطئ التدهور الإدراكي. يمكن إنشاء قاعدة عبر الإنترنت يمكنها أن تصل لكل شخص، لزيادة عدد الأشخاص الخاضعين لفحص مبكر”.
درب فريق الباحثين نموذجهم على التسجيلات الصوتية في مقابلات نفسية عصبية تفوق الألف شخص في دراسة فرامنغهام للقلب، حيث يبحث مشروع جامعة بوسطن طويل الأمد في أمراض القلب والأوعية الدموية والحالات الفسيولوجية الأخرى. تمتلك أدوات المساعدة الصوتية، مثل جوجل، وتقنية التعلم الآلي والتي تدعى معالجة اللغة الطبيعية، التي تساعد الحاسوب لفهم النص، نظامًا يدوّن المقابلات ثم يشفرها في أرقام. دُرب النموذج النهائي لتقييم احتمالية وحدة الاختلال الإدراكي الشخصي باستخدام البيانات السكانية، والنصوص المشفرة، والتشخيصات الواقعية من علماء النفس العصبي وعلماء الأعصاب.
يقول باشاليديس إن النموذج لم يكن قادرًا على التمييز الصحيح بين الأشخاص الأصحاء وبين المصابون بالخرف فحسب، بل وأيضًا أمكنه التفريق بين المصابون بالاختلال الإدراكي الخفيف والخرف. واختلفت جودة التسجيلات وطريقة تحدّث الأشخاص – ما إذا كانوا يتحدثون كثيرًا وبسرعة أو يتلعثمون باستمرار- وذلك كان أقل أهمية من محتوى ما يقولونه.
يقول باشاليديس، وهو أيضًا المدير الجديد لمعهد رفيق الحريري للحاسبات والعلوم الحسابية والهندسة بجامعة بوسطن: “تفاجئنا أن سلاسة الحديث أو الخصائص الصوتية الأخرى لم تكن ذات أهمية، أنت تستطيع تدوين المقابلات بشكل تلقائي ومعقول، ويعتمد ذلك على تحليل النص من خلال تقييم الاختلال الإدراكي”. على كل حال، مازال الفريق يحتاج للتحقق من نتائجه من خلال مقارنتها مع مصادر البيانات الأخرى، حيث إن النتائج تقترح أنه يمكن لأجهزتهم دعم الأطباء في تشخيص الاعتلال الادراكي مستخدمين التسجيلات الصوتية، والتي تتضمن المواعيد الافتراضية والرعاية الصحية عن بُعد.
يدعم النموذج أيضًا نظرة ثاقبة لأجزاء الفحص النفسي العصبي الذي قد يكون أكثر أهمية من غيره في تحديد ما إذا كان الشخص مصاب بالاعتلال الإدراكي. قسّم الباحثون النموذج لمدونات في أقسام مختلفة بناءً على الاختبارات السريرية التي تمت. فعلى سبيل المثال، اكتشفوا في اختبار تسمية بوسطن عندما سأل الأطباء الأشخاص استخدام كلمة واحدة لتعبر عن صورة، أنه أكثر تشخيصات الخرف إفادة وصحة. يقول باشاليديس: “ذلك يمكن أن يجعل الأطباء يخصصوا مصادرهم كطريقة تسمح لهم لعمل فحوصات أكثر، حتى قبل ظهور العرض”.
التشخيص المبكر لمرض الخرف ليس مهمًا فقط للمرضى ومقدمي الرعاية ليجعلهم قادرين على وضع خطة مؤثرة للعلاج والدعم، بل أيضًا للباحثين العاملين على العلاجات لإبطاء ومنع تقدم مرض الزهايمر. أوضح باشاليديس: “تساعد نماذجنا الأطباء لتقييم المرضى من حيث فرص انخفاض إدراكهم”. وأضاف: “ولتخصيص أفضل المصادر لهم عن طريق إجراء اختبارات أخرى على من لديه احتمالية أكثر للإصابة بالخرف”.
يبحث فريق الباحثين عن متطوعين لإجراء فحص عبر الإنترنت وتقديم اختبار إدراكي مجهول الهوية – النتائج سوف تقدم تقييم معرفي شخصي وستساعد الفريق لصقل نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.
المصدر: medicalxpress.com
ترجمة: إيمان رمضان
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً