التأثير السلبي لنقص النوم المستمر على الخلايا الجذعية المناعية

التأثير السلبي لنقص النوم المستمر على الخلايا الجذعية المناعية

14 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

إيمان فهمي

أظهرت دراسة جديدة من مدرسة طب ماونت سيناي أن النوم غير الكافي والمزمن يؤثر سلبًا على الخلايا المناعية، وقد يؤدي ذلك إلى الأمراض الالتهابية وأمراض القلب والأوعية الدموية. وبشكل أكثر تحديدًا؛ يمكن أن يؤدي فقدان ساعة ونصف من النوم في الليلة باستمرار إلى زيادة المخاطر.

يُعد البحث الذي نُشرَ في مجلة الطب التجريبي في سبتمبر الماضي أول بحث يكشف أن النوم يُغير بنية الحمض النووي داخل الخلايا الجذعية المناعية التي تُنتِج خلايا الدم البيضاء -تُعرف أيضًا بالخلايا المناعية- ويمكن أن يكون لذلك تأثير طويل المدى على الالتهاب ويؤدي إلى الأمراض الالتهابية.

تُقاوم الخلايا المناعية العدوى، لكن إذا زاد عدد هذه الخلايا كثيرًا، تكون ردود أفعالها زائدة وتسبب الالتهابات. وهي أيضًا أول دراسة تكشف أن تعويض النقص في النوم لا يعكس تأثيرات اضطراب النوم.

يوضح المؤلف الرئيسي فيليب سويرسكي -الحاصل على درجة الدكتوراه- ومدير معهد أبحاث القلب والأوعية الدموية في ماونت سيناي:
“تكشف هذه الدراسة عن الآليات البيولوجية التي تربط تأثير النوم على الصحة المناعية على المدى الطويل. وأظهرت الدراسة أن اضطراب النوم في البشر والفئران يؤثر تأثيرًا بالغًا على برمجة الخلايا المناعية ومعدل إنتاجها، وهو ما يجعلها تفقد تأثيراتها الوقائية وبالفعل يزيد من سوء العدوى على المدى الطويل”.

وأضاف: “ويُعد هذا أمرًا مهمًا، لأنه يضيف ملاحظة رئيسية أخرى؛ أن النوم يقلل الالتهاب، وبالمقابل؛ فإن اضطراب النوم يزيد الالتهاب!”.

“يؤكد هذا العمل على أهمية نوم البالغين باستمرار من سبع إلى ثمانِ ساعات يوميًا للوقاية من الالتهابات والمرض، خصوصًا لأولئك الذين يعانون من الأمراض”.

حلل فريق من الباحثين 14 بالغًا يتمتعون بصحة جيدة، وينامون بانتظام ثمانِ ساعات في الليلة. قام فريق الباحثين أولاً بضبط  نومهم ثمانِ ساعات في الليلة على الأقل لمدة ستة أسابيع، وسحبوا عينات من دمائهم وحللوا خلاياهم المناعية. بعد ذلك، قللت نفس المجموعة من البالغين وقت نومهم بمقدار 90 دقيقة كل ليلة لمدة ستة أسابيع، وأُعِيد تحليل دمائهم وخلاياهم المناعية.

وفي نهاية الدراسة، قارن الباحثون عينات الدم والخلايا من الفترات منتظمة النوم والفترات قليلة النوم.

حدثت تغييرات كبيرة في الخلايا المناعية (والمعروفة أيضًا باسم الخلايا المكونة للدم) لكل المشاركين بسبب قلة النوم؛ فقد زاد عددها وتغيرت بُنية الحمض النووي. بعد ستة أسابيع من تقليل النوم، تزايد لديهم عدد الخلايا المناعية.

حلل الباحثون النوم أيضًا في نماذج الفئران. سُمِح لمجموعات من الفئران بنوم متواصل، وأخرى بنوم متقطع، إذ كان يتم إيقاظها خلال الليل لمدة 16 أسبوعًا. بعد ذلك، سُمح للفئران التي خضعت للنوم المتقطع بالعودة للنوم المتواصل لمدة 10 أسابيع.

أخذ الباحثون الخلايا الجذعية المناعية والخلايا المناعية من الفئران خلال مراحل النوم المتواصل، والنوم المتقطع، وأثناء استعادتهم للنوم، وحللوا هذه النتائج وقارنوها في نهاية التجربة.

تشابهت النتائج في الفئران مع النتائج في البشر. فقد ظهرت تغييرات كبيرة في الخلايا الجذعية المناعية لكل الفئران التي نامت نومًا غير منتظم، مما نتج عنه زيادة عدد الخلايا المناعية، وبيّنت أيضًا وجود دليل على إعادة التشكيل والبرمجة لهذه الخلايا.

من النتائج البارزة في مجموعة الفئران؛ أنه حتى بعد العودة للانتظام في النوم، احتفظت الخلايا الجذعية المناعية بهذه البُنيَة المُعاد تشكيلها، واستمرت في إنتاج خلايا دم بيضاء إضافية، مما يجعل الفئران عُرضة للالتهابات والمرض.

أوضح الباحث الرئيسي المشارك كاميرون ماكالبين -الحاصل على الدكتوراه- والأستاذ المساعد في كلية الطب (طب القلب) في ماونت سيناي:
“تُشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن العودة إلى الانتظام في النوم غير قادرة على عكس تأثيرات قلة النوم كليًا، إذ يمكننا اكتشاف بصمة جزيئية للنوم غير الكافي في الخلايا الجذعية المناعية، حتى بعد أسابيع من النوم الكافي”.

وأضاف: “تجعل هذه البصمة الجزيئية الخلايا تستجيب بطرق غير ملائمة، مما يؤدي إلى الالتهاب والمرض”.

“أدهشنا اكتشاف أن مجموعات الخلايا الجذعية لم تستجب كلها بنفس الطريقة للنوم غير الكافي، فهناك مجموعات من الخلايا الجذعية تكاثرت وزاد عددها، بينما صَغُر حجم مجموعات أخرى. يُعدُّ هذا الانخفاض في التنوع العام والشيخوخة في مجموعة الخلايا الجذعية المناعية عاملاً مهمًا في الإصابة بالأمراض الالتهابية وأمراض القلب والأوعية الدموية”.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: إيمان فهمي عبد المجيد

لينكد إن: eman-fahmy

مراجعة وتدقيق: أمة الرحمن الحاج


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!