هل تعتقد أنك تتحدث كثيرًا؟ بحث جديد يُظهر غير ذلك!

هل تعتقد أنك تتحدث كثيرًا؟ بحث جديد يُظهر غير ذلك!

12 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

مريم مجدي

دقق بواسطة:

زينب ديرشة

نحن نعتقد أن الناس لايحبون أن نتحدث كثيرًا ولكن ذلك غير صحيح دائمًا.

النقاط الرئيسية

  • يوجد لدى البعض تحفّظًا في الحديث، حيث إنّهم يعتقدون أنّه من الأفضل التحدث أقلّ مع الآخرين كي يكونوا محبوبين.
  • أظهرت الأبحاث أنّ الناس الذين يتحدثون بنسبة 30% أو 40% أو 50% أو 70% من وقت الحديث يصبحون محبوبين أكثر.
  • لذا فإن ما أشيع عن أحاديثنا، جعلنا نعتقد أنّ حب الناس وتفكيرهم بنا يقلّ عند كثرة التحدث وهذا عكس الواقع.

عندما تكون في أول لقاء أو حديث مع زميل جديد لك في حجرة الاستراحة، أو عندما تلقي كلمة صغيرة في مناسبة اجتماعيّة أو التحدث مع أي شخص لأول مرة قد يثير هذا قلقك.

لكن يوجد في التعاملات الاجتماعيّة مع الغرباء بعض الشكوك وهي أنّه من الصعب أن نقرأ ما بداخل الناس عنا وخاصةً عند معرفتنا الحديثة بهم، وفي بعض الأحيان نتبادل الأحاديث ونكوّن الصداقات سريعًا، وأحيانًا أخرى قد تجد نفسك تحاول جاهدًا وتبحث في أعماقك لإيجاد مناقشات لتقولها للحفاظ على استمرارية الحديث وهذا يجعل طريقتنا في التفكير كثيرًا في أفضل طريقة للنقاش مع الغرباء غير صحيحة.

كما أنه لايتحقق دائمًا اعتقادنا بأن حب الناس لنا وانطباعهم عنا يقل بعد التحدث معهم فهذا غير واقعيّ، وأيضًا يوجد اعتقادات خاطئة عن أن هناك أفضل طريقة تجعلنا محبوبين عندما نتحدث معهم.

وَفْقًا للبحث الجديد الذي أجراه هيرشي وزملاؤه فإن الناس يكونون متحفّظين في أثناء المناقشة، فهناك اعتقاد سائد أنّه لايجب أن نحتكر الحديث، وينبغي علينا الاستماع أكثر من التحدث لكي نكون محبوبين، لكن إذا أردنا أن نكون مثيرين للاهتمام فعلينا أن نتحدث أكثر وإذا كان الهدف من الحديث أن نستمتع فعلينا أن نتبادل الحوار. 

لكن في الحقيقة هذا غير منطقي وذلك من خلال ثلاث دراسات، حيث فحص الباحثون معتقدات الناس عن كمّ الحديث مع الغرباء حيث أحضروا شخصين غريبين إلى مكان وتناقشوا وقُسّم الوقت بينهم في الحديث بنسبة 70/30 و60/40 و50/50 وكانت توقعات الناس أن الذي يتحدث أقل يصبح محبوبًا أكثر لكن العكس حدث في هذه الدراسة.

حيث فضَّل الناس من يتحدثون أكثر وازداد إعجاب الناس بمن تحدث بنسبة 50% إلى 60% وأيضًا من تحدث بنسبة 70% أكثر من الذين تحدثوا بنسبة 30%.

فالإعجاب والاهتمام يكون دائمًا للأشخاص الاجتماعيين ويكونون أكثر جاذبية ويعطون عنهم انطباعات كاملة تظهر للآخرين، وبالتأكيد هذه الدراسات لم تُظهر الواقع كاملًا أو تعطي وقتًا محدّدًا لشخصين غريبين ويتناقشون على هيئة سؤال وإجابة لتحديد مدة الوقت التي تحدث فيها كل شخص للآخر ولكن هذه الطريقة ليست طبيعية لنستخدمها في الحديث المعتاد.

إلى الآن تحدثت هذه النتائج عامةً في موعد مقابلة لك لأول مرة أو حديث قليل في حفلة صغيرة. لكن ظهر في أبحاث أخرى أن من يتحدث كثيرًا يصبح محبوبًا أكثر، تعتقد لماذا؟!

هناك احتماليّة واحدة تجيب على هذا وهي أن من يتحدث أكثر نستطيع أن نفهمه فهمًا عميقًا وهذا يعطي شيء من التآلف مع هذا الشخص ويجعلنا نجد أوجه تشابه بيننا وبينه كما توجد نقطة أخرى وهي أن المتحدثين كثيرًا  يساعدون على استمرارية الحديث ويقللون من القلق وبذل المجهود فيه.

فدائمًا ما أحترم الحديث مع الغرباء الذين يتحدثون كثيرًا لسهولة التناقش معهم لكن أحيانًا نقابل أناسًا يتحدثون كثيرًا جدًا ولا يسمحون لك بالحديث حتى بكلمة.

في هذا البحث قُيِّمَ الأشخاص الذين يتحدثون بنسبة 70% إلى 30% وأيضًا الذين يتقاسمون وقت الحديث وهذا لا يحدث في الحقيقة.

لذلك يبقى السؤال، هل يوجد موضوع تستطيع الحديث فيه كثيرًا أم أنّ احتكار شخص غريب للحديث شيء جيد؟ لكن مانتحدث عنه يكون في أهمية الوقت نفسه الذي نتحدث فيه، لذلك الكلام عن نفسك كل الوقت ليس خيارًا جيّدًا.

يشير هذا المقال إلى ما يحدث عند التكلم كثيرًا مع الغرباء وأيضًا عدم معرفة الانطباع الذي يصل إليهم عنّا. وهل من الأفضل التحدث بكثرة مع الأصدقاء وأفراد الأسرة أم نضع قواعد جديدة لصنع عَلاقات أكثر دفئًا؟!

فعندما نشعر بالراحة في أثناء الحديث مع الآخر أو مع أي محادثات فردية يكون هذا حدثًا غير متكرر كثيرًا، فبالرَّغْم من هذه المجموعة من الدراسات القليلة إلا أنّها لم توضّح الإجابات على أسئلتنا عن أفضل الطرق لإدراة الحديث لكن تعطي دليلًا على أنه ليس كل معتقداتنا صحيحة.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: مريم مجدي

مراجعة وتدقيق: زينب ديرشة


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!