لماذا نجد صعوبة في طلب المساعدة؟

لماذا نجد صعوبة في طلب المساعدة؟

24 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

مجد البريك

دقق بواسطة:

سراء المصري

ثلاثة أمور تقيدنا عن اللجوء لطلب المساعدة، والتي طالما أحب الآخرون تقديمها.

النقاط الرئيسية

  • نسعد بتقديم المساعدة للآخرين، ولكن لا نستطيع طلبها لأنفسنا منهم.
  • نرى أن طلب المساعدة حمل ثقيل على الآخرين.
  • نرى أن العجز هو شكل من أشكال الضعف، والذي بدوره يمنعنا من الاعتراف بالحاجة إلى يد العون.
  • الاستعجال بافتراض أن الآخرين لن يستطيعوا مساعدتنا أو لن يساعدونا.

فكر بآخر مرة قدمت فيها المساعدة لشخصٍ عزيز.

ربما أطلعته على وظيفة، أو عرفته على سمكري، أو تحدثت معه عن الفائدة من خبراتك أو تجاربك السابقة وإعطائه نصيحة قيّمة.

كيف تشعر بعد تقديم المساعدة لهم؟ خصوصًا بعد معرفتك أنه حصل على الوظيفة، أو أصلح تسرب المياه، أو أنه تخطى العقبة التي حبسته؟

كيف تشعر بعد معرفتك أن مساهمتك كانت جزءًا جوهريًا بنجاحه؟

إذا كنت كغالبية الأشخاص، فحتمًا ستشعر بالسعادة، دون الحاجة لطلب مقابل مادي أو أي مكافأة أخرى لمثل هذه الأمور، ولا حتى تقديم مساعدة مماثلة بالمقابل. نحن ببساطة نرضى برؤية أن مساعدتنا لهم هي سبب لنجاحهم.

الآن، ارجع للوراء، وتذكر متى آخر مرة احتجت فيها للمساعدة؟ كيف شعرت بعدما طلبت المساعدة؟

هناك فجوة كبيرة بين انطباعنا عند عرض المساعدة أو عند طلبها، فعندما نسأل السؤال في الأعلى، الأجوبة ستكون متشابهة بغض النظر عن الجنس، أو الدور، أو الثقافة: معظم الأشخاص يستمتعون بمساعدة الآخرين، ولكن يعانون في طلبها أو قبولها.

لماذا تلك هي الحال؟ اعتقد أن هناك ثلاث أسباب لكوننا لا نريد طلب المساعدة.

١. لا نريد أن نكون حملاً ثقيلاً

أقرب ما يكون إليها هو أنه هناك حرج كبير مرتبط بطلب المساعدة، فهو يعرف بأنه يسعى إلى معروف ولم يضمن إذا كان الشخص الذي طلب منه سيقدر طلبه أم لا.

وذلك رغم حقيقة معرفتنا بشعورنا بالسعادة عند مساعدة من حولنا. عندما نسأل الأشخاص الصحيحين ونجعل طريقة مساعدتهم لنا ممكنة، فإذًا لماذا نصبح حملاً ثقيلاً؟ نحن نعرض عليهم فرصة ليفرحوا بكونهم جزء من نجاحنا.

أعد تشكيل منظورك للبحث عن المساعدة، وبدل القلق حول كيف سيستجيب الأشخاص لطلبك، تأكد من أن صياغتك للطلب ستجعل استجابتهم إيجابية.

أنت تجعل مساعدتهم لك ممكنة بوضوحك وتحديدك لطلبك، ابتعد عن الطلب المبهم، وتأكد من أنك تبدأ بالعمل على المشكلة أولاً، ولا تتركها لهم فقط، اسأل عن السهل بالنسبة لهم كفهم وكتنفيذ.

اسأل في الوقت المناسب، وليس عندما يكون الطرف الثاني منشغلاً أو متوترًا أو غير متفرغ بطريقة أو بأخرى، لا تغلف طلبك كالشطيرة وتطلب أمرًا لا يتعلق بالموضوع، فذلك سيؤدي إلى محادثة أطول وأعمق حول موضوع آخر. اختر لحظتك المناسبة وامنح طلبك الوقت والمساحة الكافية لكي يتنفس.

وتأكد أن مساعدتهم لك لا تشكل إزعاجًا لهم من خلال إعطائك ملاحظات حول تقدمك وأبدي امتنانك، التعبير عن الامتنان لا يكون بتقديم الهدايا باهظة الثمن؛ غالبًا ما تعني ملاحظة مكتوبة بخط اليد أو مكالمة هاتفية معبرة أكثر من ذلك بكثير. فقط لا تتجاهل الشخص الذي ساعدك بمجرد المضي في طريقك.

٢. لا نريد أن يرانا الأشخاص كعاجزين

يعد الشعور بالعجز أحد أكبر المعوقات للبحث عن المساعدة، وذلك وفقًا لتعليقات الجمهور، ومع ذلك، فإن الخوف من أن يُنظر إليك على أنك ضعيف أو عاجز يأتي من سوء فهم بسيط.

يرى الناس العجز على أنه ضعف. العجز ليس بضعف، بل إنه شجاعة. يتطلب الأمر شجاعة لإخبار الآخرين أنه لا يوجد لديك جميع الإجابات، يتطلب شجاعة لإخبارهم أنك تعاني من أمر ما، طلبك للمساعدة أيضًا يتطلب شجاعة، وغالبًا ما تؤدي المساعدة التي تتلقاها من خلال طلبك إلى النتيجة المرجوة، مما يجعلك بالتأكيد أقوى.

يمكنك بالطبع أن تبدو ضعيفًا عندما تطلب المساعدة، ولكن ذلك لا يعني العجز إطلاقًا، على أية حال، كله يعتمد على كيفية تقديمك للطلب، من السهل أن تطلب من منظور القوة.

“أشعر أنني قد تفوقت في وظيفتي الحالية وأنا جاهز لخطوتي التالية، هل لك أن تساعدني في إيجاد الأشخاص المناسبين للعمل معي وتعطيني بعض التوجيهات؟”

أما بالنسبة للضعف، فيمكنك قول:

أنا أعاني في وظيفتي الحالية، ولا يوجد من يرضى بأدائي، هل تدلني على شيء آخر؟”

٣. نحن نصنع الافتراضات

قد لا يرغب الأشخاص بمساعدتك أو لا يستطيعون أو منشغلين، أو قد لا يعرفون كيف يساعدوك.

كل ذلك مجرد احتمالات، لكن دع هؤلاء الأشخاص يقررون بأنفسهم، فنحن في معظم الأحيان، لا نطلب المساعدة بسبب افتراضنا لردهم السلبي، وليس بسبب معرفتنا لردهم السلبي.

إذا كان الرد سلبي، فسوف نراه كرفض، والرفض أمر مكروه لدى الجميع، لذلك نكتفي بعدم طلب المساعدة، أنه أكثر راحة بهذه الشكل، أليس كذلك؟

توقف عن افتراضاتك أنهم سيقولون “لا”، واجعل الأمر طبيعيًا حتى لو فعلوا، وقل لهم أن رفضهم لمساعدتك أمرٌ لا بأس به ولن يزعجك، واقنع نفسك أيضًا، يوجد هناك أسباب كثيرة لعدم قدرتهم على المساعدة، إذا سألت الشخص المناسب و بالطريقة الصحيحة، فلا تتوقع أنك ستكون في أعلى القائمة، توقف عن جعل الأمور تتمحور حولك.

ليس بالضرورة أن “لا” تعني الرفض، ولكن إذا افترضت أن الأشخاص سيرفضون مساعدتك ولم تسألهم، فبالتأكيد لن تحصل على المساعدة التي تحتاجها.

استشعر السعادة التي تمر بها عندما تساعد الآخرين، وشاركها بإعطاء الأشخاص المهتمين لنجاحك فرصة للمساعدة كلما استطاعوا.

المصدر https://www.psychologytoday.com

ترجمة: مجد فواز البريك

مراجعة وتدقيق: سراء المصري

تويتر: @Sarraa_mm


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!