تشير الدراسة أن الحرمان من النوم لليلة واحدة يجعل المخ يشيخ سريعًا بمعدل عام إلى عامين، ولكن تختفي هذه الأعراض سرعانٍ ما مع الحصول على قسط كافي من النوم.

قام الباحثون  في دراسة باستخدام أسلوب تعلم الآلة لترتيب “عمر المخ” المستمد من نتائج التصوير بالرنين المغانطيسي (MRI) لأدمغة بعض الأشخاص المحرومين من النوم وقورنت بالرنين المغناطيسي (MRI) لأدمغة أشخاص أخذوا قسطًا كافيًا من النوم.

ونشرت النتائج في دورية Neuroscience في فبراير الماضي، مشيرةً إلى أن الحرمان لليلة واحدة من النوم نتج عنه تغيرات في المخ  بمثابة عام أو عامين من التقدم في السن.

يقول جوديث كارول، الأستاذ المساعد في الطب النفسي وعلم السلوك الحيوي بجامعة كاليفورنيا لوس انجلوس ولم يشارك في الدراسة: “إن “عمر العقل” مقياس مهم للتغيرات الناتجة عن قلة النوم”.

قام الباحثون بالاقتراع من خمس مجموعات بيانات موجودة حاليًا والتي تحتوي على بيانات 134 مشارك منقسمين على 4 مجموعات:

– حرمان تام من النوم لليله كاملة.

– حرمان جزئي من النوم لمدة 3 ساعات فقط ليلاً.

 – حرمان متواصل من النوم لمدة 5 ساعات على مدار 5 ليالٍ.

– مجموعة المقارنة الذين ناموا نومًا متواصلاً لمدة 8 ساعات على مدار 8 ليالٍ.

كل مجموعة حظيت بنوم عميق حيث قامو بالنوم لمدة 8 ساعات متواصلة قبل تجربة الحرمان من النوم كذلك حصلوا على قسطٍ كافٍ من النوم بعد التجربة.

قام الباحثون بعمل تصوير بالرنين المفناطيسي لكل شخص قبل وبعد تجربة الحرمان من النوم لمعرفة مدى تأثير الحرمان من النوم على أدمغتهم.

حدد الباحثون العمر الظاهري لعقل المشاركين باستخدام أسلوب تعلم الآلة (brainageR)، وهي خوارزمية مدربة على بيانات أكثر من 3000 شخص. تنبأت هذه الخوارزميات بالعمر الزمني للشخص عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي للمخ بناءً على مدى صحة العقل في عمر معين من حيث حجم الأنسجة والسوائل. وجد الباحثون في الاختبارات السابقة أن خوازمية (brainageR) يمكنها التنبؤ بدقة بالتقدم في  العمر بمعدل أربع سنوات تقريبًا.

وجد الباحثون في الدراسات الحديثة للمجموعة التي لم تحظى بأي نوم لمده ليلة (مجموعة الحرمان التام من النوم) بأن خوارزمية (brainageR) قدّرت التقدم في العمر بمتوسط عام لعامين، واختفت كل الأعراض بعد الحصول على قسطٍ كاف من النوم.

لم يُلاحظ تغيير كبير بالنسبة لمجموعة الحرمان الجزئي ومجموعة الحرمان المتواصل في التغير العمري لأدمغتهم مقارنةً بمجموعة المقارنة.

تتفق هذه النتيجة مع الأبحاث السابقة عن تأثير الحرمان من النوم على العقل وهناك دلائل على حدوث أنواع مختلفة من التغيرات بأدمغة الاشخاص المحرومين من النوم متضمنةً التغير في توزيع السوائل وحجم الماده الرمادية.

تقول كارول: “بفضل هذه الدراسة وجدنا أن التأثير الأكبر كان في مجموعة الحرمان التام من النوم ومن الصعب معرفه تأثيره في الحياة العملية”.

 وتستكمل موضحةً: “لا أستطيع الجزم بقول أي شئ عن مجموعة الحرمان المتواصل من النوم على المدى الطويل بسبب قصر مدة هذه التجربة التي لم تتعدى الخمسة أيام”.

وأشار ألمينهورست أن الدراسة كانت محدودة نسبيًا، وأنه قد تظهر تأثيرات بسيطة في العينات الأكبر مقارنةً بالمجموعات الأخرى، مثل زيادة عمر العقل بمعدل شهور قليلة”.

 تقول كارول من الممكن جمع الأشخاص الذين حُرموا من النوم بشكل متواصل في الأبحاث المستقبلية، كالأشخاص الذين قاموا بتغيير وظيفتهم.

 وتستكمل قائلةً: “كثيرٌ من الناس يعانون من النوم طيلة اليوم عندما يكونون مستيقظين طول الليل، مما يستدعي النظر أكثر في هذه المجموعة من الأشخاص لمعرفة الأمر بشكلٍ أفضل”.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: ندى الشناوي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد