كيف تحصد ذكائك الخفي؟

كيف تحصد ذكائك الخفي؟

10 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

شهد القاضي

دقق بواسطة:

زينب محمد

مع عودة الخريف بوعده بتوابل اليقطين، ومتاهات الذرة، ومهرجانات الخريف، يتحول تفكيري إلى فكرة الحصاد. هناك العديد من الأشياء التي نحصدها هذا الموسم كمخزون طوال العام. ولكن عند التفكير في مواردنا النفسية، هناك حديقة واحدة في حياتنا غالبًا ما نهمل حصادها بالكامل خلال العام وهي تجاربنا.

على الرغم أن تجاربنا السابقة التي لا تعد ولا تحصى توفر لكل واحد منا وفرة من الحكمة للاستفادة منها في النجاحات المستقبلية إذا أخذنا الوقت في حصادها!

إن استكشاف الحصاد الثري من خلال تجاربنا هو بالضبط ما سيعبر عنه سورين كابلان في كتابه القادم، الذكاء التجريبي: تسخير قوة الخبرة لتحقيق نجاحات شخصية وتجارية. يعرّف كابلان الذكاء التجريبي (XQ) بأنه: “مزيج من العقليات والقدرات والمعرفة المكتسبة من تجاربك”، حيث:

  • العقليات: تعبر عن المواقف والمعتقدات عن نفسك والآخرين والعالم.
  • القدرات: الكفاءات التي تساعدك على دمج معرفتك ومهاراتك وخبراتك حتى تتمكن من الاستجابة للمواقف بأكثر الطرق فعالية ممكنة.
  • الدراية: المعرفة والمهارات.

لأكثر من قرن منذ أن صاغ عالم النفس الألماني ويليام ستيرن مصطلح تحصيل الذكاء (IQ)، استكشفنا فكرة الذكاء العام كمقياس للنجاح في المستقبل! ومنذ ما يقرب من 50 عامًا، أضفنا الذكاء العاطفي (EQ) كجزء مكمل لأحجية النجاح في الحياة.

ما علينا أن نحصده بالكامل ونعترف به كعنصر مهم لتحقيق النجاح هو الذكاء الكامن الذي يأتي من تجاربنا الحية. بينما يستمر مفهوم الأشكال المتعددة للذكاء في روح العصر لدينا، فقد ركزنا بشكل أساسي على معدل الذكاء العام والذكاء العاطفي كأركان أساسية لفهم إنجازاتنا الشخصية والمهنية.

ومع ذلك، ربما فقدنا جزءً مهمًا من اللغز في إهمالنا لاستكشاف الحكمة المكتسبة من خلال مجموعة من تجاربنا السابقة. يعتبر الذكاء التجريبي مكملاً للذكاء العاطفي والعام من خلال توفير إطار عمل لحصاد الحكمة والمواهب المتراكمة التي نَمت مع مرور الوقت من خلال تجاربنا الشخصية والمهنية.

من نواح كثيرة ، يقدم لنا الذكاء التجريبي عدسة جديدة يمكن من خلالها تفريغ تاريخنا بطريقة تؤهلنا للنجاح في المستقبل.

كتب الكثيرون عن طرق زيادة معدل الذكاء العاطفي لدينا والعام أيضًا (على سبيل المثال، انظر نظرية الإطار العلائقي التي تشير إلى أن معدل الذكاء العام هو انعكاس لمهارات العلاقات المكتسبة التي يمكن تحسينها بمرور الوقت)، لذلك يمكننا أيضًا تحسين مهاراتنا في الذكاء التجريبي من خلال النصائح التالية:

كن فضوليًا بشأن النجاحات

 يمكن تعميق ذكائك التجريبي من خلال تفريغ مكاسبنا السابقة. في كثير من الأحيان نتعامل مع نجاحاتنا على أنها حوادث، أو لا تستحق تحقيقًا أعمق، في حين أن العكس هو الصحيح في الواقع. كان لابد من المضي قدمًا في الطريق الصحيح من أجل تحقيق نجاحاتنا.

إن التأمل في كيفية ممارسة عقلياتنا وقدراتنا ومعرفتنا الفريدة لخلق تلك النجاحات هو مفتاح تطوير ذكائنا التجريبي. إذا سرت أمورك بشكل صحيح في العمل أو المنزل، اسأل نفسك، “ما هي العقليات والقدرات والمعرفة التي أدت بي إلى هذا النجاح وكيف يمكنني الاستفادة منها بشكل أكبر في المستقبل؟” يمكن أن يولد النجاح  إذا حصدنا ما تعلمناه من تجاربنا.

فشل إعادة التأطير

إذا بدأنا في رؤية جميع التجارب كفرصة لتوسيع ذكائنا التجريبي، فإننا نبدأ في إدراك أنه حتى عندما لا تسير الأمور كما كنا نأمل، هناك خبرات قيّمة يمكن اكتسابها من خلال التفكير في تجربتنا. بدلاً من لوم أنفسنا على عدم النجاح، يمكننا بدلاً من ذلك أن نسأل أنفسنا، “ما هي العقليات والقدرات والمعرفة التي سأحتاجها في المستقبل لكي أكون ناجحًا؟” يمكن أن يؤدي هذا التحول البسيط إلى زيادة الذكاء التجريبي والمساعدة في تحويل الأعطال إلى نجاحات.

صقل تجارب جديدة ومتنوعة

 يمكننا أيضًا تعزيز الذكاء التجريبي من خلال السعي المتعمد وراء تجارب جديدة ومتنوعة. يوفر البحث عن تجارب متنوعة وخلقها فرصة لإضافة فصول جديدة إلى كتاب حياتنا. كلما زاد تنوع النص التجريبي الذي يتعين علينا الاستفادة منه، زادت الفرص المتاحة لدينا لتعميق الذكاء التجريبي. اسأل نفسك، “ما هي التجارب الجديدة التي قد تساعدني في تطوير عقلي وقدراتي ومعرفي؟

قال فرح جراي ذات مرة: “يوجد بداخل كل بذرة حصاد غير متوقع”. وبالمثل، يوجد داخل كل تجربة حصاد مذهل من التعلم لتطوير عقلياتنا وقدراتنا ومعرفتنا. يحثنا الذكاء التجريبي على أن نصبح حاصدين دائمين لماضينا لخلق مستقبل أفضل.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: شهد صالح

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!