هل اضطراب الأكل القهري مرض نفسي أم عضوي؟

هل اضطراب الأكل القهري مرض نفسي أم عضوي؟

30 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

نهى أشرف

دقق بواسطة:

زينب محمد

يعتقد بعض المحللون النفسيون أن الدب بو (pooh)، وهو أحد شخصيات ديزني الشهيرة يمثل أحد الاضطرابات النفسية وهي اضطراب الأكل القهري، أو كما يُطلق عليه متلازمة الشره القهري الذي يدفعه لتناول كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بالشبع، وعدم القدرة على التوقف عن تناول الطعام، دفعتني تلك المعلومة المرعبة للبحث عن المرض وأعراضه وعلاجه ومشاركة ذلك المقال معكم للتوعية وكيفية الوقاية من المرض.

ما هو اضطراب الأكل القهري؟

يُعد اضطراب الأكل القهري حالة مرضية خطيرة تهدد حياتك، تحدث في صورة نوبات يتناول فيها المريض الطعام بكميات كبيرة بسرعة في فترة زمنية قصيرة، ويشعر المريض بعدها بالذنب والخزي والاكتئاب، يصاب به الرجال والنساء من جميع الأعمار، ولكن يكثر بين الشباب في العقد الثاني من العمر بنسبة 2% حول العالم، ويسبب أمراضًا أخرى نتيجة عادات الأكل السيئة، مثل زيادة الكوليسترول، والسكري.

ما سبب كثرة الأكل المفاجئ؟

يُعد سبب الإصابة بمرض اضطراب الأكل القهري غير معروف حتى الآن، ولكنك تصبح أكثر عُرضة للإصابة في الحالات التالية:

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة باضطراب الأكل القهري أو الاكتئاب أو إدمان المخدرات والكحول.
  • وجود عامل وراثي لزيادة حساسية الدوبامين المسؤول عن الشعور بالسعادة.
  • كثرة النقد وإعطاء الملاحظات السخيفة حول الوزن وعادات الطعام السيئة وشكل الجسم.
  • المعاناة من مرض القلق، وقلة الثقة بالنفس.
  • السعي نحو الكمال بشكل مرضي.
  • ضغط المجتمع على بعض الأفراد بسبب الوزن، مثل راقصي الباليه والرياضيين وعارضي الأزياء.
  • التعرض للاعتداء والتحرش الجنسي.

كيف اعرف إذا كنت أعاني من اضطراب الأكل القهري؟

تتمثل أعراض اضطراب الأكل القهري في الآتي:

  • ما تتناوله خلال ساعتين أكثر مما يأكله الإنسان الطبيعي في نفس الفترة الزمنية تحت نفس الظروف، مما يدل على وجود مشكلة.
  • عدم القدرة على التحكم في التوقف عن تناول الطعام أو التحكم في كمياته.
  • تناول الطعام بسرعة أكثر من الطبيعي.
  • تناول الطعام حتى الشعور بالامتلاء وعدم الراحة.
  • تناول الطعام بعيدًا عن أعين الآخرين بسبب الشعور بالإحراج من كمية الطعام التي تأكلها.
  • الشعور بالذنب والاكتئاب بعد الانتهاء من تناول الطعام.
  • تناول كمية كبيرة من الطعام حتى إذا لم تشعر بالجوع.
  • تحدث نوبات الأكل القهري مرة أسبوعيًا في خلال 3 شهور.
  • تخزين كميات كبيرة من الطعام، وتغيّرات ملحوظة في الوزن، ومشاكل في الهضم.
  • لا ينتج عنه القيء بعد الانتهاء من تناول الطعام مثل الشره المرضي العصبي (bulimia nervosa) ومرض فقدان الشهية (anorexia nervosa).

عوامل خطر اضطراب الأكل القهري

يعتقد العلماء أن السبب في الإصابة بالمرض هو حدوث تغيرات في كيمياء المخ المسؤولة عن تنظيم أوقات تناول الطعام، ومدى الاستمتاع بتناول أنواع محددة من الطعام، كما لم يقف الاقتناع التام بوجود علاقة وطيدة بين التاريخ المرضي للعائلة والإصابة بالمرض، بل حذر العلماء من وجود عوامل خطر أخرى للمرض، وهي: 

  • قلة الثقة بالنفس، والمعاناة من التنمر بسبب زيادة الوزن.
  • التعرض للاعتداء الجنسي أو الجسدي.
  • التعرض لصدمة نفسية وعاطفية.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب واضطرابات المزاج.

ما علاج اضطراب الأكل القهري؟

لا تُعد مضادات الاكتئاب هي الوسيلة الوحيدة للعلاج، ونادرًا ما تُوصف للأطفال والمراهقين أقل من 18 عامًا،  يُفضل اللجوء للعلاج النفسي وبرامج المساعدة الذاتية بجانب الأدوية للتحكم في الأعراض المسببة للمرض تحت إشراف الطبيب، وهي:

  • الوسواس القهري.
  • القلق والاكتئاب.
  • الرهاب الاجتماعي.

وعلى الرغم من وجود العديد من الأدوية لعلاج حالات اضطراب الأكل القهري وأهميتها في علاج المرض على المدى القصير، إلا أنها لم تثبت فعاليتها في العلاج مثل العلاج النفسي والسلوكي، ومن أهم هذه الأدوية أدوية علاج الصرع، مثل توبيرامات (topiramate)، وأدوية علاج فرط الحركة مثل لسدكسامفيتامين (lisdexamfetamine).

لذلك نحتاج لمزيد من الأبحاث العلمية لمعرفة تأثير هذه الأدوية على المدى الطويل، كما تسبب هذه الأدوية آثارًا جانبية مثل اضطراب النوم، والقلق، ومشاكل المعدة، والصداع، وزيادة ضغط الدم.

ما هو علاج الأكل المفرط؟

يتماثل المريض للشفاء بالدعم النفسي والعلاج المناسب، ولكنه يحتاج إلى فترة طويلة حتى تجد نتيجة ملحوظة، ومن أهم طرق العلاج:

علاج فقدان الوزن السلوكي (Behavioral weight loss therapy)

يعتمد على مساعدة المرضى على فقدان الوزن لزيادة الثقة بالنفس وتحسين المظهر العام للجسم وتجنب المشكلات التي تسببها السمنة من خلال ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، مما حقق نتائج مدهشة على المدى القصير في علاج اضطراب الأكل القهري.

العلاج السلوكي الجدلي (Dialectical behavior therapy)

يتمحور العلاج السلوكي الجدلي حول رد الفعل العاطفي نتيجة لوجود مشكلة ما لم يستطع المريض التأقلم معها، مما أدى للإصابة بالمرض، لذلك يهدف إلى محاولة التعامل مع مشاكل الحياة اليومية والتحكم في المشاعر العاطفية دون الهروب للطعام.

أُجريت إحدى التجارب على 44 مريضة اضطراب الأكل القهري وخضعن للعلاج السلوكي الجدلي، اندهش العلماء من زيادة نسبة الشفاء إلى 89%، ولكن على الرغم من ذلك نحتاج إلى مزيد من الدراسات والتجارب حول مدى فعالية تلك الطريقة في علاج اضطراب الاكل القهري.

العلاج النفسي من خلال برامج المساعدة الذاتية (guided self-help programmes)

يعتمد على حل المشكلة المتعلقة بالمرض وعمل خطة علاجية محكمة في خلال 12-16 أسبوع، وهذه المشاكل قد تكون: 

  • وفاة أحد المقربين.
  • مشاكل عاطفية واجتماعية
  • تغييرات جذرية في حياتك.

وتتمثل في الجلسات النفسية الفردية أو الجماعية ودمجها مع العلاج المعرفي السلوكي لتحقيق أهداف علاجية إيجابية على المدى القصير أو الطويل لمن يعانون من اضطراب الاكل القهري الشديد، وقلة الثقة بالنفس.

العلاج المعرفي السلوكي 

يُعالج الطبيب المريض من اضطراب الأكل القهري من خلال جلسات فردية أو جماعية لمن يعانون من نفس الأعراض

في خطة علاجية مدتها 4 أشهر، كل جلسة مدتها 90 دقيقة للجلسات الجماعية، و60 دقيقة للجلسات الفردية، إذ يعتمد على تحدُث الطبيب مع المريض لتحديد الأفكار والمشاعر والسلوكيات السلبية التي تساهم في تطور المرض.

لذلك يساعدك الطبيب على:

  • تحديد الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة التي يحب تناولها على مدار اليوم للتخلص من عادات الطعام السيئة.
  • كيفية التعامل مع المثيرات التي تحفز نوبات الأكل القهري.
  • كيفية التعامل مع المشاعر السلبية التي تتعلق بالجسم والوزن.
  • الالتزام بعادات الطعام السليمة لمنع الانتكاس.

مضاعفات اضطراب الأكل القهري

يسبب العديد من الأمراض التي تتعلق بالسمنة، خاصةً إذا أُهمل دون علاج مثل: 

  • الأمراض القلبية.
  • ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
  • مرض السكري النوع الثاني.
  • المرارة.
  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • مرض الارتجاع المَعِدي المريئي (GERD).

كما يسبب العديد من الأمراض النفسية مثل: 

  • القلق والاكتئاب.
  • اضطراب ثنائي القطب.
  • اضطراب تشوه الجسم (body dysmorphic disorder).

كيفية التحكم في اضطراب الأكل القهري بالمنزل 

يمكنك اتباع النصائح التالية بجانب الأدوية والعلاج النفسي، وهي: 

  • التحدث مع أحد المقربين من الأسرة والأصدقاء عما يدور بداخلك ويؤرقك للحصول على الدعم النفسي والعاطفي.
  • اتباع نظام غذائي يحتوي على البروتين والدهون الصحية المشبعة التي تمد الجسم بالمواد الغذائية اللازمة.
  • ممارسة الرياضة يوميًا لتحسين المزاج ومقاومة القلق.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم لمدة 8 ساعات يوميًا.
  • الاعتماد على التنبيه الذهني بالمؤثرات التي تسبب نوبات الأكل القهري.
  • الحرص على اقتناء مذكرة لتتبع الطعام الذي تأكله يوميًا (Food Diary)، وتتبع المزاج لزيادة الوعي بالمؤثرات التي تسبب النوبات. 

ختامًا، إذا كنت من مصارعي اضطراب الاكل القهري فلا تقلق فلست وحدك، فهناك الكثير من المقاتلين حول العالم مثلك، ولا تفقد ثقتك بنفسك، وتعرّف على المسببات الأساسية للمرض، واستشر طبيبك حول الخطة العلاجية المناسبة للحالة المرضية.

المصادر:

بقلم: نهى أشرف

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!