الكوكب المنكمش

الكوكب المنكمش

30 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

رندا المهوس

دقق بواسطة:

زينب محمد

الكوكب إكس هو كوكب مجهول بحث عنه أولئك العلماء الفلكيون الذين توقعوا العثور على عملاق غازي -أي كوكب أكبر من الأرض- لكنه منخفض الكثافة، فالكواكب الأربعة البعيدة: المشتري، زحل، أورانوس ونبتون كلها كانت عمالقة غازية؛ فلماذا لا يكون الكوكب الأبعد من نبتون، كذلك؟

توقع العلماء أن الكوكب إكس أصغر حجمًا من بقية الكواكب العملاقة لبُعدها عن الشمس؛ حيث إنه كلما بعدت الكواكب عن الشمس، كانت السدم قبل تكونها أقل كثافة وتماسكًا وبالتالي يكون الكوكب المتكوَّن صغير الحجم، ولكن مع ذلك توقعوا أن الكوكب إكس من الممكن أن يكون أكبر من الأرض.

اعتقد العلماء بوجود الكوكب إكس بسبب حدوث تغيرات طفيفة في البُعد الزاوي لمدار أورانوس. فإذا كانت كتلة الكوكب ١٠ أضعاف كتلة الأرض ويبعد عن أورانوس ملياري أو ثلاثة مليارات كلم، فلن تكون كافية لمثل هذا التأثير.

اكتُشف الكوكب إكس مؤخرًا بعام ١٩٣٠م، على يد العالم الأميركي كلايد تومبو الذي أطلق عليه اسم “بلوتو”. وأحدثت لحظة اكتشافه صدمة غير سارّة.

وبسبب بُعد بولتو عن الشمس وانعكاس نور الشمس الضعيف الذي يتلقاه، فإنه أكثر تعتيمًا بأربعين مرة مما كان يُتوقع له، وهناك ثلاثة أسباب محتمله لذلك:

 ١- البُعد الكبير غير المتوقع.

 ٢- تكّونه من مواد أعتم بكثير من المتوقع.

 ٣- صغر حجمه أكثر من المتوقع.

وتبين أن بلوتو يستغرق ٢٤٧.٧ سنة لإتمام مداره مرة واحدة ومتوسط بعده عن الشمس حوالي ٥٩٠٠ مليون كلم، وبما أن بلوتو يعكس نصف أشعة الشمس الساقطة عليه، إذن لا يعتبر عملاقًا غازيًا. وبافتراض أنه يتألف من مواد صخرية وبدون طبقة جوية، فإن كتلته لن تكون أكبر بكثير من كتلة الأرض بسبب عتمته.

لذلك قام العلماء بتقسيم النظام الشمسي إلى (كواكب جوبيتيرية) وإلى خمسة عوالم صخرية صغيرة أو “كواكب أرضية”. كانت هذه الأخيرة هي: عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ وبلوتو.

ومن طرق تحديد قطر “بلوتو” هو مروره ببطء قرب أحد النجوم المعتمة في السماء. فإذا حدث ومر أمام نجم ما، فإن النجم سوف ينحجب في مواجهة مركزه، فإذا حُدد موقع النجم بدقة وكذلك مركز مدار “بلوتو” وتحديد المسافة بين الاثنين بدقة إن أمكن، مع قياس فترة النجم يمكن عندها تحديد قطر “بلوتو” إلى درجة مقبولة من الدقة.

من الممكن أن يخطىء “بلوتو” النجم قليلاً، ولكن بقسمة المسافة بين مركز “بلوتو” وبين النجم يمكن تقدير القطر الذي سوف يجعله بالضبط يخطىء النجم.

وفي ٢٨ نيسان/أبريل ١٩٦٥، كان “بلوتو” يقترب أمام نجم معتم في كوكبة مجموعة (ليو)، فلو كان بلوتو بحجم الأرض أو المريخ فسيحجب النجم ولكنه أخطأه، وبذلك حُسب قطر بلوتو حيث لا يتعدى ٥٧٩٠ كلم أو من الممكن أن يكون أصغر من ذلك بالفعل.

وهكذا بدا أن حجم كوكبنا -المنكمش بشكل غير معقول- لن يكون أكثر من وسطي بين حجمي المريخ وعطارد ولن تزيد كتلته عن ١٦/١ من كتلة الأرض بل قد يكون أقل من ذلك.

 المصدر: عظيموف، إسحاق. عبدالله حيدر. نسبية الظلال. بيروت: أكاديميا انترناشيونال (١٩٩١).

بقلم: رندا المهوس

تويتر: @rsfm10

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!