شَهِدت ماريا ڨاليرو، عندما كانت طفلة، والدها المصاب بالسكري يَخِزُ إصبعه عدة مرات في اليوم الواحد لسحب عينة دم وفحص مستويات الجلوكوز فيه باستخدام جهاز قياس إلكتروني. وكانت قلقة بشأن هذه الطريقة الغازية والمؤلمة ولكنها كانت أيضًا متشوِّقة لمعرفة تقنية هذا الجهاز.

وقالت ڨاليرو: ” أردت ابتكار شيء أقل توغلاً، بعد مشاهدة ما يمر به والدي”.

تعمل الأستاذة المساعدة لتكنولوجيا المعلومات في كلية الحوسبة وهندسة البرمجيات بولاية كينساو ومديرة قسم إنترنت الأشياء في جامعة ولاية كينيساو كمجموعة بحثية خدمية على تحسين طريقة مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم لملايين الأشخاص المصابين بالسكري حول العالم.

ومع العديد من محاولات التجربة والخطأ، ابتكرت ڨاليرو وفريقها طريقة غير غازية يمكنها تحديد القيمة الفعلية لمستوى الجلوكوز في الدم بدقة تبلغ 90% وبدون سحب عينة دم. تستخدم عملية قياس الجلوكوز ضوءًا يُسلَّط عبر أنسجة الإنسان، إما في الأذن أو الإصبع، و

كاميرا صغيرة لالتقاط الصور على الجانب الآخر. ثم يستخدم فريق ڨاليرو بعد ذلك نموذجًا لدراسة كمية امتصاص الضوء في تلك الصور لتحديد تركيز الجلوكوز في الدم.

 وأوضحت: “لقد كانت دراستنا الاستطلاعية ناجحة للغاية، ومتحمسون بشأن الكيفية التي سيساعد بها هذا الجهاز الأشخاص المصابين بداء السكري، الذي يصيب نحو شخص واحد من كل عشرة أشخاص في الولايات المتحدة”.

قدَّمت ڨاليرو وفريقها مؤخرًا طلبًا مؤقتًا لبراءة الاختراع إلى مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية لحماية الطريقة التي ابتكروها. ساعد مدير مكتب تنمية الملكية الفكرية كريس كورنيليسون في ولاية كينيساو، ڨاليرو في فرز المشاريع البحثية حول العالم للتأكد من أن طريقة قياس الجلوكوز هذه فريدة وقابلة للحصول على براءة الاختراع.

 قالت ڨاليرو: “إن الطريقة التي نجمع ونعالج بها البيانات جديدة، وسنواصل العمل على سبل لتحسين نموذج تقدير مستوى الجلوكوز”. وقد اختبر الفريق هذه الطريقة على ما يقرب من خمسين شخصًا حتى الآن، ولكن قبل التقدم للحصول على براءة اختراع كاملة الصيف القادم، سيقومون بتقييم كيفية عمل هذه الطريقة على الأشخاص الذين يعانون من مجموعة من تصبغات الجلد وسماكته.

أنشأ طلاب ڨاليرو بالفعل تطبيقًا للهاتف المحمول ويعملون على ربط تطبيق GlucoCheck بمساعد أمازون الافتراضي، أليكسا (Alexa).

قالت ڨاليرو: “أنا محظوظة جدًا لوجود طلاب رائعين متحمسين للغاية ويجلبون ثروة من المعرفة لهذا المشروع.  إن رؤيتهم وهم يكبرون كباحثين يريدون إحداث فرق في العالم باستخدام التكنولوجيا أمر مجزٍ للغاية”.

وفقًا لباولا سبوليتيني، العميد المساعد المؤقت لـكلية الحوسبة وهندسة البرمجيات، فإن التزام فاليرو بأبحاثها يتفاقم بسبب تفانيها في خدمة طلابها.

قال سبوليتيني: “د.فاليرو شغوفة باستخدام التكنولوجيا لإحداث فارق في العالم، وهي ثروة مذهلة لكليتنا”، وأضاف: “إنها لا تطور أحدث التقنيات فحسب، بل تعمل أيضًا كمرشد وقدوة لطلابها”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: رشا محمد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد