الكشف عن كيفية تسبب تلوث الهواء في سرطان الرئة

الكشف عن كيفية تسبب تلوث الهواء في سرطان الرئة

28 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

هاجر عقدة

دقق بواسطة:

زينب محمد

صرح العلماء يوم السبت بأنهم كشفوا عن الآلية التي من خلالها يمكن أن يتسبب تلوث الهواء في سرطان الرئة حتى في غير المدخنين، وهو اكتشاف أشاد به أحد الخبراء باعتباره خطوة هامة للعلم والمجتمع.

أوضح البحث المخاطر الصحية الوارد حدوثها نتيجة الجزيئات الصغيرة الناتجة عن حرق الوقود الحفري، وأثار ذلك دعوات جديدة لاتخاذ إجراءات أكثر إلحاحًا للتصدي لتغير المناخ.

 أوضح شارلز سوانتون بمعهد فرانسيس كريك بالمملكة المتحدة: “يمكن أن يكون ذلك بمثابة تمهيد الطريق لمجال جديد للوقاية من السرطان”.

قدم سوانتون البحث الذي لم يُنشر بعد في مجلة علمية محكمة في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لعلم الأورام الطبي بباريس.

لطالما كان تلوث الهواء مرتبطًا بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الرئة في الأشخاص غير المدخنين؛ حيث صرّح سونتون  لوكالة فرانس برس في هذا الصدد: “لكننا لم نكن نعرف ما إذا كان التلوث يتسبب في سرطان الرئة بشكل مباشر”.

كان يحدث ذلك بصورة تقليدية من خلال التعرض للمواد المسرطنة، مثل دخان السجائر أو التلوث مما يتسبب ذلك في طفرة بالحمض النووي، ويتطور إلى سرطان.

وأفاد سوانتون: “يصحب ذلك حقيقة مزعجة أنه ليس بالضروري أن أي طفرة بالحمض النووي تؤدي لحدوث سرطان، حيث تقترح الدراسة نموذجًا مختلفًا”.

هل يوجد حبوب للسرطان في المستقبل؟

 شمل البحث الخاص بمعهد فرانسيس كريك وجامعة كوليدج بلندن تحليل البيانات الصحية لأكثر من 460000 شخص بإنجلترا وجنوب كوريا وتايوان.

وجودوا أن التعرض إلى جزيئات التلوث الصغيرة، خصوصًا الأقل في الحجم من 2.5 ميكرون، تؤدي إلى زيادة خطورة حدوث طفرة في جين مستقبل عامل نمو البشرة.

اتضح للفريق الطبي أثناء الدراسة داخل المختبر على الفئران أن جزيئات التلوث تؤثر في جين مستقبل عامل نمو البشرة، وجين يعمل بمثابة تشغيل وإيقاف في إشارة الخلية ويرتبط كليهما بحدوث سرطان الرئة.

ومن ثم قاموا بتحليل ما يقرب من 250 عينة من أنسجة الرئة البشرية التي لم يسبق لها التعرض لمسببات السرطان، مثل التدخين أو التلوث الشديد.

وجد العلماء نسبة حدوث طفرة بالحمض النووي 18% في جين مستقبل عامل نمو البشرة، و33% في جين الذي يعمل بمثابة تشغيل ووقف إشارة الخلية.

أشار سوانتون إلى وجودهم بالفعل واحتمالية زيادة الطفرة مع تقدم العمر، ولكن لا يمكنهم التسبب في السرطان تلقائيًا؛ لكن عندما تتعرض الخلية إلى مسببات التلوث يمكن أن تحفز حدوث التهاب، وإذا كان هناك طفرة بالخلية ممكن أن تصبح سرطانية، ولقد توفر إلينا آلية بيولوجية وراء ما كان يشكل سابقًا لغز.

ظهر للعلماء بتجربة أخرى على الفئران وجود أجسام مضادة يمكنها منع مسبب الالتهاب والسرطان من التكوين في مكانه يدعى أنترلوكين بيتا 1.

قال سوانتون: “نأمل أن تحتوي النتائج على أسس مثمرة للمستقبل والتي يمكن أن تساعد في تشكيل مضادات السرطان، حيث نستطيع توفيرها في صورة أقراص للأشخاص يمكن أن تؤخذ يوميًا لتقليل مخاطر السرطان”.

تطور غير مسبوق

قالت سوزيت ديلالوج، والتي ترأس برنامج الوقاية من السرطان بمعهد غوستاف روسي الفرنسي لوكالة فرانس برس: “يعد البحث بمثابة ثورة حقيقية لأنه لم يكن لدينا عمليًا أي دليل مسبق على هذه الطريقة البديلة في تكوين خلايا سرطانية، وتعد خطوة مهمة للعلم والمجتمع أيضًا”.

وأضافت: “فتح ذلك بابًا كبيرًا ليس فقط للمعرفة، بل أيضًا لمعرفة طرق جديدة لمنع السرطان من التفاقم”.

يجبر هذا المستوى من التجارب السلطات على التصرف على النطاق الدولي.

ووصف توني موك طبيب أورام بالجامعة الصينية بهونج كونج البحث بأنه مثير للاهتمام وقال: “وعلى ذلك من الممكن أن نتسأل هل يمكن في المستقبل استخدام فحوصات مسح الرئة للتأكد من وجود آفات قبل أن تكون سرطانية ومحاولة كبح وجودها بالأدوية مثل مضادات أنترلوكين بيتا1” .

أطلق سوانتون على تلوث الهواء بأنه قاتل خفي مشيرًا إلى ارتباطه بوفيات أكثر من 8 مليون شخص سنويًا، ونفس الرقم مرتبط بالتبغ.

وأفاد بحث آخر بوجود ارتباط بين مواد جسيمة صغيرة في الهواء لا يتجاوز حجمها 2.5 ميكرون متر بعدد 250000 حالة وفاة سنويًا بسرطان الرئة.

قال سوانتون: “أنت وأنا لنا حرية الاختيار في التدخين من عدمه؛ لكن لا نستطيع تجنب الهواء الذي نستنشقه”.

وأضاف قائلًا: “بالنظر إلى أنه يتعرض خمسة أضعاف عدد الأشخاص لمستويات تلوث غير صحية مقارنةً بالتبغ، فستعرف أنها مشكلة عالمية كبرى”.

لا يمكن معالجة المشكلة إلا إذا أدركنا الروابط الوثيقة حقًا بين صحة المناخ وصحة الإنسان.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. هاجر عقدة

لينكد إن: hager-okda

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!